محللون: حماس تسعى للتعايش مع متناقضات الشرق الأوسط

الخميس 27 يوليو 2017 02:07 ص

تحاول حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الحفاظ على علاقاتها مع معظم الدول العربية والإسلامية المتخاصمة في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يصفه محللون سياسيون، بالسعي للتعايش مع متناقضات المنطقة.

ففي الوقت الحالي، تعمل الحركة جاهدة للوقوف على مسافة متقاربة في العلاقة التي تربطها بين دول المحورين المتناقضين العربيين، (السعودي الإماراتي البحريني المصري)، و(القطري).

كما تحرص حماس، في ذات الوقت، على الحفاظ على علاقاتها مع إيران.

واستبعد محللون سياسيون، أن تتمكن الحركة من الحفاظ على علاقات متينة مع كافة المحاور في ذات الوقت.

وكانت حماس، التي تقيم علاقات قوية مع دولة قطر، قد عقدت مؤخرا، تفاهمات مع مصر، بوساطة القيادي المفصول من حركة فتح، محمد دحلان، والمعروف بقربه من القيادة الإماراتية.

وتهدف التفاهمات إلى التخفيف من الحصار المفروض على قطاع غزة، في أعقاب خطوات اتخذها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ضد القطاع، وبررها بهدف إجبار حماس على المصالحة وتسليم إدارة القطاع لحكومة التوافق.

أثمان عالية

ويستبعد المحلل السياسي «هاني المصري»، مدير المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية (مسارات)، برام الله، قدرة حماس على الجمع بين متناقضات المنطقة العربية، والمحافظة على علاقتها مع الدول العربية المتخاصمة.

وقال «المصري» ستحاول حركة حماس الحفاظ على علاقات مع الخصوم العربية لكنّها لن تنجح على المدى البعيد، سيطلب منها دفع أثمان لتقاربها مع بعض الدول.

وأوضح أن قبول السعودية والإمارات ومصر، بوجود حماس في دائرتهم، له أثمان عالية.

ولفت إلى أنه من الواضح أن مصر ستقدم لحماس تسهيلات فيما يتعلق بتخفيف أزمات قطاع غزة، بالقدر الذي تؤمن فيه الأخيرة الحدود الفلسطينية-المصرية.

أما الإمارات، فستقدم للحركة تسهيلات أخرى، مقابل ابتعادها عن قطر وإيران، بحسب المصري.

وقال إن حماس في النهاية سوف تضطر للاختيار بين أحد المحورين، ومن غير السهل اختيار الإمارات والسعودية، لأنها تتناقض مع توجّه الحركات الإسلامية.

ورأى «المصري في التقارب الأخير بين حماس مع مصر، بالخيار الإجباري والتكتيكي، الذي يمنح الحركة، الوقت، كي تفكر في حلول أخرى تتناسب مع الحالة الفلسطينية ووضعها.

ويعتقد «المصري»، بوجود خلافات داخل حركة حماس، بين تيارين، الأول يريد التقارب مع دول تدعم المقاومة كإيران، وآخر يريد حلولا سياسية للأزمات التي يمر بها القطاع.

بدوره، رأى الدكتور «مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر بمدينة غزة، أن السياسة العامة لحركة حماس، تميل دوما إلى الحفاظ على علاقات جيدة مع كافة المحاور والدول.

وقال للأناضول :«حماس بسياستها الواضحة تؤكد دائما أنها لن تكون جزءا من أي محور أو تحالف إقليمي، نظرا لحاجتها لدعم كافة الدول الإسلامية والعربية».

لكن التفاهمات الأخيرة، التي اتفق عليها زعيم حماس بغزة، يحيى السنوار، مع مصر، ومحمد دحلان، تشير إلى أن حماس تذهب باتجاه المحور (السعودي-الإماراتي-المصري)، على حد قوله.

وتابع: «سواء ارتضت حماس أن تكون جزءًا من هذا التحالف أو لا، هكذا ستفهم الخطوة الأخيرة لها، في المنطقة العربية والإسلامية».

ممر إجباري

ورأى أبو سعدة أن ذهاب حماس لنسج علاقات مع مصر ليس خيارا لها بقدر ما هو ممر إجباري للحركة، للخروج من الأزمة السياسية، والإجراءات العقابية الأخيرة التي اتخذها الرئيس محمود عباس في القطاع.

وأضاف: «حماس أو السنوار، يعلمان أن المخرج الوحيدة للأزمات التي يعيشها القطاع، هو البوابة المصرية، وأي علاقات دون ذلك لن يكون له أي جدوى حقيقة».

وخلال الفترة القادمة، قد تُجبر حماس على تخفيف علاقاتها مع الدول المتخاصمة مع المحور (السعودي-الإماراتي-المصري)، حسب «أبو سعدة».

وأضاف «قد لا تسمح مصر لحماس بالاستمرار في إقامة علاقات وثيقة مع قطر، وغيرها من البلاد التي تختلف معها سياسيا.

وتابع: «لن يسمح لحماس بالجمع بين المتناقضات».

وعلى المدى القريب، يرى «أبو سعدة» أن حماس ستحسن علاقاتها مع المحور السعودي الإماراتي المصري، كخطوة تكتيكية، وليست استراتيجية، كما حصل سابقًا في علاقتها مع سوريا وإيران.

وقال «واضح أن حماس أمام خيارين، إما أن تتصالح مع محور (السعودية-الإمارات-مصر)، وإلا ستكون النتائج كارثيّة عليها وعلى غزة، لأن بوابة مصر، مفتاح لحل أزماتها».

من جانبه، قال الدكتور «أحمد يوسف»، رئيس مركز بيت الحكمة للاستشارات وحل النزاعات (غير حكومي)، إن سياسة حركة حماس الحالية، تتلخص في ألا تكون جزءًا من سياسة التحالفات والتناقضات الموجودة في المنطقة الشرق أوسطية.

وتابع «يوسف»، المقرّب من حماس، أن خصوصية القضية الفلسطينية وطبيعة الظروف التي تمرُّ بها حماس في غزة، ووفقا لوثيقتها الجديدة، تجعل التواصل قائمًا مع الجميع، فيما تحرص في وقوفها على مسافة متقاربة من جميع الأطراف المتخاصمة".

وأوضح أن حماس تراهن على الشعوب العربية والإسلامية وحكّام تلك الدول للوقوف خلف القضية الفلسطينية، باعتبارها قضيتهم المركزية.

وفاء الحركة

ويعتقد «يوسف» أن إعادة الحركة لعلاقاتها مع مصر، وحلفائها، سيلقى تفهّماً من (تركيا، وقطر، وإيران)، نظرا لاندراج تلك العلاقة ضمن خيارات الضرورة، فيما تعتبر إحدى الممرات الإجبارية لتجاوز الوضع القائم في قطاع غزة.

واستكمل قائلا: «في نهاية الأمر حماس تريد من جميع أطراف ودول المنطقة أن يتفهموا أنها مضطرة للحفاظ على علاقاتها معهم ولو بالحد الأدنى، أو في سياقات الضرورة».

لكن خيارات الضرورة لن تغيب، بحسب يوسف، وفاء حركة حماس لعلاقاتها مع دول عربية وإسلامية ترى في القضية الفلسطينية قضية مركزية لها، مثل (إيران، وقطر، وتركيا).

وتحكم حركة حماس مع تلك الدول الثلاث ضوابط العهد والوفاء، لما قدموه من دعم مهم للقضية الفلسطينية، بحسب يوسف.

وأضاف:«إيران قدّمت الكثير من الدعم ولا زالت، لكتائب القسام، الجناح المسلّح لحماس، وليس من باب الوفاء التنكّر لهذا الدعم.

ويضيف: «بعض الحوارات التي جرت بين حماس وأطراف عربية، حملت للحركة نصائح بقطع العلاقة مع الطرف المناقض لها، لضمان استمرارية العلاقة الأولى وتوسعتها».

وأكمل: «لكن الحركة ذكيّة وتدرك حركات الترويض التي تسعى لها تلك الأطراف، إلا أن طابع الوفاء (للدول التي قدّمت دعمها للقضية الفلسطينية، وللحركة)، يفرض على الحركة أن تحافظ على الصداقات مع الأطراف العربية أو الإسلامية».

وأردف قائلًا: «المبدأ الذي تتناصح عليه قيادات حماس هو ألا تكون في طرف أو ضمن حلف عربي أو إسلامي، ضد آخر، وأن تلتزم الصمت حتّى تتجاوز الخلافات التي تصدّعت بها جدران الأمة العربية والإسلامية».

ويعتقد «يوسف» أن حماس بطبيعة سياساتها، وحسب ما تتطلع إليه، تستطيع أن تتعايش مع المتناقضات الموجودة في المنطقة، مشيرا إلى أن حماس تمتلك من النباهة والذكاء السياسي، ما لا يجعلها تظهر في المشهد على أنها مع طرف ضد آخر.

  كلمات مفتاحية

حماس قطر تركيا السعودية الإمارات حركة حماس

«يديعوت أحرونوت»: لماذا تتحسن العلاقات بين نظام «السيسي» وحركة حماس؟

إسرائيل: سيطرة حماس لم تتضرر ولا علامات لانهيار قيادات الحركة قريبا

ذكرى تأسيس حماس الـ31.. إنجازات وتحديات