أتراك يسخرون من حذف تغريدات إسرائيلية تنتقد الدولة العثمانية

الجمعة 28 يوليو 2017 10:07 ص

أثار حذف وزارة الخارجية الإسرائيلية لتغريدات انتقدت فيها الدولة العثمانية موجة سخرية عارمة من جانب ناشطين أتراك على صفحتها الرسمية على موقع تويتر.

وكانت الخارجية الإسرائيلية نشرت في وقت سابق تغريدات على لسان المتحدث باسم الخارجية «إيمانويل نخشون»، جاء فيها: «ولّت أيام الإمبراطورية العثمانية، القدس كانت ولا تزال وستبقى عاصمة اليهود، من الأفضل لأردوغان أن ينشغل بالمشاكل في بلاده، فعهد الإمبراطورية العثمانية ولّى منذ زمن».

وحذفت الخارجية الإسرائيلية التغريدة المناهضة للدولة العثمانية على خلفية الهجوم الذي تعرضت له، وعلى خلفية البيان الذي نشرته الخارجية التركية، والذي أدانت فيه تصريحات المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية، وأثار الحذف موجة سخرية عارمة لدى المواطنين الأتراك.

«مدحت بايرام» نشر تغريدة قال فيها: «لماذا حذفتم التغريدة، هل سمعتم مواء القط عندما يغيب القط يلعب الفأر»، استمروا باللعب ريثما يأتي القط من جديد.

ونشرت صفحة بعنوان «إيفيت» تغريدة حول الموضوع جاء فيها: «هل خفتم؟ لماذا حذفتم التغريدة؟ سنريكم كيف يكون الجندي، لن نرحم الجبناء».

ونشر «إيبهير بالير» تغريدة مرفقة بصورة لسلطان عثماني، طارحا السؤال التالي: «هل تذكرون هذا؟».

أما «راغب صويلو» مراسل لدى صحيفة ديلي صباح، نشر تغريدة تناول فيها التغريدات المحذوفة، جاء فيها: «على سبيل المثال حذفت التغريدة التي نشرت من قبل الخارجية الإسرائيلية، والتي تستهدف بها الإمبراطورية العثمانية، وذلك بعد أن أثارت ضجة كبيرة في تركيا».

وأشار «محمد سولماز» إلى أن استهداف الدولة العثمانية بالطريقة التي اتبعتها الخارجية الإسرائيلية ليست سوى بلطجة، مرفقا تغريدته بصور للتغريدات التي كانت الخارجية قد نشرتها وحذفتها، قائلا: "الخارجية الإسرائيلية حذفت التغريدات المناهضة لتركيا، البلطجة ليست دبلوماسية».

ونشر «أرطغرل أوجاكلاري» تغريدة مرفقة بصورة لأردوغان وهو متربع على عرش، وخلفه رمز الدولة العثمانية، جاء فيها: «أحفاد الإمبراطورية العثمانية قادمون قريبا إلى القدس، وهذه المرة لن نحمي الشعب اليهودي».

«عكاش يوسف بيازيد»، بدوره نشر تغريدة ذكّر فيها اليهود بالصفعة العثمانية، إذ قال: «أسلافكم يعرفون معنى الصفعة العثمانية بشكل جيد إن كنتم تذكرون ذلك، في حال احتجتم ذلك مرة أخرى لن نتردد في تذكيركم».

ورغم حذف التغريدات التي تنتقد الدولة العثمانية، تواصلت حرب التصريحات العنيفة بين تركيا و(إسرائيل)، بسبب الأوضاع في الحرم القدسي الشريف، وسط مخاوف إسرائيلية من انهيار اتفاق المصالحة مع تركيا.

مخاوف من انهيار المصالحة

آخر التصريحات المنتقدة لتركيا وللرئيس «رجب طيب أردوغان» صدرت عن وزير المالية الإسرائيلي السابق، ورئيس حزب يوجد مستقبل، «يائير لابيد»، الذي دعا إلى ما أسماه وقف التذلل للأتراك الذين يوجهون ضربة قوية للإسرائيليين في كل مرة.

ونقل موقع NRG عن «لابيد» قوله «على الأتراك أن يفهموا أننا سندير سياستنا الخاصة، وأننا نؤيد دولة مستقلة للأكراد، ونعترف بنكبة الأرمن. ويجب علينا أن نفعل كل ما تجنبنا عمله، عندما كانت لنا علاقات طيبة مع تركيا».

ودعا «لابيد إلى وقف مفاوضات إقامة خط أنابيب الغاز من (إسرائيل) إلى تركيا، وقال يجب أن نتخلى عن حلم أن يكون لنا خط للغاز مع تركيا. لا يمكن لإسرائيل أن تسمح لنفسها أن تكون رهينة لمستهلك تحول إلى دولة معادية.

وطالب «لابيد» بضرورة إغلاق السفارة الإسرائيلية في أنقرة، ولكن دون أن يعني ذلك قطع العلاقات الدبلوماسية.

أما وزير الدفاع الأسبق، «موشيه يعالون» ، فاتهم تركيا بدعم الجماعات المسلحة المعادية لإسرائيل، وإرسال السائحين الأتراك إلى المسجد الأقصى بهدف التحريض على (إسرائيل).

وعلى الصعيد الإعلامي، اتهم محلل الشؤون الأمنية في صحيفة يديعوت أحرونوت من أسماهم العناصر الإسلامية، وعلى رأسهم «أردوغان»، بإشعال أزمة البوابات الإلكترونية في المسجد الأقصى، واصفا الرئيس التركي بأنه يقود التحريض الديني المعادي لإسرائيل، وقد فعل ذلك في خطاباته  ومن وراء الستار.

وكتب «رون بن يشاي، أن استمرار الاضطرابات في المسجد الأقصى يخدم المعسكر الإسلامي الراديكالي في الصراع العربي الداخلي بين الدول العربية السنية المعتدلة، وقطر وتركيا وحركة الإخوان المسلمين، زاعما أن تركيا وحلفاءها يسعون إلى انتفاضة مستمرة لا تشمل القدس فحسب، بل تضم الأراضي المحتلة وعرب الخط الأخضر، وتحظى بتأييد وصدى في العالم الإسلامي.

من جانب آخر، حذر موقع «عنيان مركازي» من انهيار اتفاق التسوية بين تركيا و(إسرائيل على ضوء تصاعد التصريحات الكلامية بين الجانبين.

وذكر الموقع أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين لم تتأثر سلبا من أزمة السفينة مافي مرمرة، ولكن إزاء سياسة حكومة اليمين المتطرف في (إسرائيل)، فإن الوضع بين البلدين قد يسوء.

وفي يونيو/حزيران 2016، أعلنت تركيا و(إسرائيل) التوصل إلى تفاهم حول تطبيع العلاقات بينهما، وقال رئيس وزراء التركي «بن علي يلدرم» إن تل أبيب نفذت كافة شروط بلاده لتطبيع العلاقات التي توترت بعد اعتداء الجيش الإسرائيلي عام 2010، على سفينة «مافي مرمرة» التركية أثناء توجهها ضمن «أسطول الحرية» لفك الحصار المفروض على قطاع غزة، وقتلت 9 ناشطين أتراك في المياه الدولية، وتوفي ناشط عاشر لاحقا، متأثرا بجراحه.

المصدر | ترك برس + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إسرائيل تركيا الدولة العثمانية