«الصدر» يصل إلى السعودية للمرة الأولى منذ 11 عاما

الأحد 30 يوليو 2017 04:07 ص

وصل إلى مدينة جدة الأحد الزعيم الشيعي العراقي «مقتدى الصدر»، بعد تلقيه دعوة رسمية لزيارة السعودية، وكان في استقباله لدى وصوله السفير «ثامر السبهان» وزير الدولة لشؤون الخليج العربي.

وجاء في بيان صادر عن مكتب «الصدر»«إننا استبشرنا خيرا فيما وجدنا انفراجا إيجابيا في العلاقات السعودية العراقية، ونأمل أنها بداية الانكفاء وتقهقر الحدة الطائفية في المنطقة العربية الإسلامية».

وتحظى زيارة «الصدر» النادرة، بقدر كبير من التكتم من حيث مدتها وهوية المسؤولين الذين سيجتمع بهم.

وقال مصدر سياسي في التيار الصدري إن زيارة «الصدر» إلى السعودية تأتي تأكيداً منه على أهمية إعادة العلاقات بين السعودية والعراق، وسيلتقي خلالها عدداً من زعماء الرياض، دون تحديد الأسماء.

وأضاف المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه أن «الصدر من رجال الدين الشيعة القلائل في العراق الذين يطالبون بضرورة إقامة علاقات متوازنة مع كل دول الجوار».

وأشار إلى أن «الاتجاه العام للصدر يتمحور حول السعي لإزالة الفكرة المأخوذة عن العراق بأنه بلد يدور في فلك إيران". مضيفا أن الصدر يخالف التوجه الإيراني في العديد من قضايا المنطقة، ولا سيما الوضع في سوريا».

وعن الوضع الداخلي العراقي، قال المصدر: إن «إيران تسعى لتقوية شوكة الحشد الشعبي على حساب القوات التابعة للحكومة، لكن الصدر يرفض هذا التوجه، وطالب مراراً بحل الحشد ودمجه بالقوات الرسمية عند انتهاء الحرب ضد داعش».

واتخذ «الصدر» في الآونة الأخيرة مواقف أوحت باستقلاليته عن النفوذ الإيراني، وهتف أنصاره عدة مرات ضد الوجود الإيراني في العراق وآخر زيارة قام بها الصدر للسعودية كانت عام 2006.

ويتزعم السياسي البارز ما يعرف بالتيار الصدري في العراق، والذي يشغل 34 مقعداً في مجلس النواب، فضلاً عن فصيل جناح مسلح يحمل اسم (سرايا السلام)، وهو واحد من فصائل الحشد الشعبي الشيعي الذي يقاتل إلى جانب القوات العراقية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».

يُذكر أن السعودية فتحت سفارتها في بغداد عام 2015 بعد نحو ربع قرن من إغلاقها إثر غزو القوات العراقية للكويت عام 1990.

وعلى خلفية انتقادات وجهها السفير السعودي السابق في بغداد، «ثامر السبهان»، لقوات «الحشد الشعبي»، وما اعتبره «انتهاكات» تستهدف سنة العراق على يد تلك القوات، عادت العلاقات للتوتر بين البلدين؛ حيث طلبت بغداد استبدال «السبهان».

الأمر الذي استجابت له الرياض، في أكتوبر/تشرين الأول 2016؛ حيث عينت «عبدالعزيز الشمري» قائما بالأعمال في سفارة المملكة بالعراق؛ في خطوة عدها البعض تخفيضاً من قبل السعودية لدرجة تمثيلها الدبلوماسي في العراق.

لكن العلاقات العراقية السعودية بدأت في التحسن في الآونة الأخيرة.

وتمثل ذلك في زيارة أجراها وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» إلى بغداد في 25 فبراير/شباط 2017، وكانت تلك الزيارة الأولى لمسؤول سعودي إلى العراق منذ 14 عاما، وخلالها أكد «الجبير» أن المملكة تقف على مسافة واحدة من جميع المكونات العراقية، وتدعم وحدة واستقرار العراق.

وفي يونيو/حزيران الماضي، أجرى رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي» زيارة رسمية إلى السعودية كانت الأولى له منذ تسلمه منصبه نهاية 2014؛ حيث بحث خلالها مع العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» تعزيز التنسيق بين البلدين في جميع المجالات.

واتفقت الرياض وبغداد في ختام تلك الزيارة على تأسيس «مجلس تنسيقي» لـ«الارتقاء بعلاقاتهما إلى المستوى الاستراتيجي».

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

العراق السعودية مقتدى الصدر العلاقات السعودية العراقية