واجه الإعلام المصري في 2014 اتهامات عدة باختلاق قضايا غريبة، إلى جانب حملات دينية غير مسبوقة ضد برامج بتهم إهانة الإسلام أو الفسوق.
القاهرة والناس الأكثر إثارة للجدل
يمكن اعتبار «القاهرة والناس» القناة المصريّة الأكثر مواجهة للأزمات في العام 2014 من دون منازع.
أولى تلك الأزمات، حملة الاعتراض على برنامج «الراقصة» ما أدى إلى وقفه مرّات عدّة، في حال رفع قضايا ضدّ مبتكرته الراقصة دينا، من قبل محامين محافظين. وانتهت الأزمة بحكم قضائي أصدرته محكمة جنح عابدين يوم 14 كانون الأول / ديسمبر الماضي ببراءة كل من دينا وصاحب قنوات «القاهرة والناس» طارق نور، من تهمة «إشاعة الفسق» داخل المجتمع المصري.
الأزمة الثانية التي واجهتها القناة كانت وقف إحدى شركات الأغذية المصرية وهي شركة «الحسن والحسين»، رعايتها لبرنامج «مع إسلام» الذي يقدمه إسلام البحيري والذي تعرضه القناة، لأنّه «يسيء للإسلام». وصاحب وقف الشركة لإعلاناتها في البرنامج حملة على مواقع التواصل قادها إسلاميون متطرّفين ضدّ البرنامج ومقدّمه والقناة. وتعد الحسن والحسين إحدى أهمّ الشركات التي تعلن في «القاهرة والناس».
أما أحدث أزمات القــناة فكــانت تلك الناتجة عن برنامج «المستخبّي»، حين قامت مقــدّمته منى عراقي باستــغلال برنامجها في التبليغ عن شباب في أحد الحمامات الشعبية، وتصوير إلقاء القبض عليهم من قبل الأم، بتهمة المثليّة. ذلك ما جعل منظّمات مصريّة ودوليّة عدّة تقوم بحملة على البرنامج، كما رفع المحامي المصري احمد أبو المجد قضيّة على عراقي، بتهمة انتهاك الدستور المصري الذي يحمي الحريّة الشخصيّة للمواطنين.
لا أكذب ولكني أنافق!
يمكن اعتبار العام 2014 عام انتهاك المواثيق الإعلامية في مصر بامتياز، إذ تحول اغلب المذيعين المصريين إلى محللين وقضاة وخبراء. وشن مذيعون مثل عبد الرحيم علي، واماني الخياط، وتوفيق عكاشة وغيرهم حملات ضد ناشطين مصريين، واتهموهم بالجاسوسية والتآمر على مصر.
كما واجه بعض الإعلاميين المصريين تهم ترويج أكاذيب، ابرز هؤلاء هو محمد الغيطي الذي زعم في شهر آب/ أغسطس الماضي عبر برنامجه على شاشة قناة «التحرير» أنّ الأسطول السادس الأميركي، وجد داخل المياه الإقليمية المصرية أثناء تظاهرات «30 يونيو»، بهدف احتلال مصر مؤكداً أنّ السيسي كان مستعداً للدخول في حرب ضدّ الولايات المتحدة. وبعد الحلقة بيوم واحد نفى الجيش المصري لوسائل الإعلام المصرية تلك الشائعة تماماً، رغم ذلك لم يعتذر الغيطي عن قصته الخيالية.
كذبت أماني الخياط بدورها في برنامج «صباح أون» الذي كانت تقدمه على شاشة «أون تي في»، قبل أن تنتقل للعمل في «القاهرة والناس»، إذ قالت الخياط في إحدى حلقات برنامجها إنّ حارس البناية حيث تسكن شفي من «فيروس سي»، بواسطة جهاز القوّات المسلحة الشهير، ليتضح بعد ذلك انه لا يوجد جهاز من الأساس وان القوات المسلحة ما زالت تقوم بتجارب على توفير علاج لبعض الأمراض.
شهدت الأسابيع الأخيرة من العام 2014، اهتماماً كبيراً بالجن في الإعلام المصري. بدأ هذا الاهتمام على شاشة قناة «الحياة»، إذ استضاف عمرو الليثي في برنامجه «بوضوح» رجال دين مسلمين، تحدثوا عن الجن وكيفية خروجه من الجسد، وكيف يحمي المسلم نفسه منه. كما انتشر على المواقع الالكترونية المصرية فيروس «أخبار الجن»، بحجة أنّ تلك الأخبار تحقق نسبة قراءة عالية.