«الصدر»: تطابق في الرؤى مع السعودية.. وزيارتي لإنهاء الطائفية

الجمعة 11 أغسطس 2017 06:08 ص

قال الزعيم الشيعي «مقتدى الصدر» زعيم التيار الصدري في العراق، إنه وجد تطابقا في الرؤى، مع ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان بن عبدالعزيز»، خلال لقائه به في جدة، الأسبوع الماضي، ولفت في حوار مع صحيفة «الشرق الأوسط»، إلى أن اللقاء اتسم بالصراحة بين الطرفين، وأنهما ناقشا ملفات عدة من ملفات المنطقة بينها اليمن، والبحرين، وسوريا، والقدس، والعلاقات الإيرانية - السعودية، وكذلك علاقات بغداد بالرياض.

وأضاف «الصدر»: «كان الأمير بن سلمان صريحاً جداً معنا خلال اللقاء، كما كنا نحن معه، وتحدثنا في الكثير من المواضيع، وأبدى تفاؤله جداً، وهناك مشروعات لإحلال السلام ونبذ الطائفية في المنطقة، وحضوري كشيعي إلى منطقة سنية، يخيف كثيراً من الأعداء، لذلك سوف تُستهدف السعودية على إثر هذه الزيارة، وهذا الحديث لا يعني شيئا بالنسبة لنا بقدر إنهاء النفس الطائفي الذي يحاك من خلف الحدود»، مؤكدا أن الرياض تعد بمثابة «الأب» للجميع، وقد أثبتت قوتها وهي تعمل على إحلال السلام في المنطقة.

وأضاف «الصدر»: «تعتبر زيارة حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي، إلى السعودية، في إطار العلاقة بين الحكومتين، كما أن حضوري إلى السعودية يأتي لتكون هناك علاقة ما بين الشعبين».

وتابع: «نحن نحترم الشعب السعودي برمته، لا نفرق بين أحد، ونريد تطييب العلاقة ما بين الأخوة خلال هذه الفترة»، مشيرا إلى أنه في السنوات العشر الماضية كان هناك شيء من الحساسية يجب إزالتها، والتخفيف من حدة التوتر شيئا فشيئاً، ومن الضروري إعادة العراق إلى الحاضنة العربية.

تدخلات إيران

وعن التدخلات الإيرانية في المنطقة، قال الزعيم الشيعي في العراق: «نحن نريد أن تهدأ الأوضاع في المنطقة، وأن تتحمل كل الأطراف بعضها البعض، وذلك بهدف الوصول إلى ثوابت نزيل من خلالها التوتر الطائفي، والتوتر السياسي».

ولفت إلى أن «كل له مصالحه، وخصوصاً في العراق الذي ما زال دولة مفتوحة. هذا يتدخل، من جهة، وذاك يتدخل من جهة أخرى، وينتج عن ذلك صراعات. واليوم وقد حملنا مشروع إصلاح وتآخ ووحدة يجب أن لا نؤجج السيئ الموجود من كل الأطياف بما فيهم أنا، ولكن لا بد أن نزيل السيئ لنفتح صفحة جديدة لعل وعسى ننجح في ذلك».

وانتقد «الصدر» في حواره الأوضاع الحالية في المنطقة، قائلا: «أسوأ ما في الموضوع أننا تركنا عدونا المشترك، وأصبحنا نتقاتل فيما بيننا. وقد تكون هناك حلول ولكنها ليست في أيام معدودة، فمثل هذه الزيارات بين الأديان والعقائد يخفف من حدة التوتر، ويساعد على نبذ الطائفية، وكلها يحتاج إلى تثقيف وتوضيح».

وطالب  من الحكومة السعودية، أن تتعامل بأبوة وصدق فيما يخص الملف الطائفي، وقال: «لا يجب أن يتأجج النفس الطائفي في السعودية، الشيعي يبقى بهيبته، والسني يبقى مثل ذلك، والدولة تتعامل مع أبنائها وتخدمهم دون أن تفرّق بينهم»، وتابع: «تحدثت مع الأمير محمد بن سلمان حول ذلك، وكان تعامله أبوياً معهم، ولا نأمل أن يكون مصيرهم كمصير ما يحدث في مناطق العراق، وتصبح هناك مفخخات ويسيطر الإرهاب على ذلك».

زيارة نادرة

كان زعيم التيار الصدري، وصل السعودية في زيارة نادرة، بعد تلقيه دعوة رسمية، والتقى الأمير «بن سلمان»، وشهد اللقاء الذي عقد في مدينة جدة استعراض العلاقات السعودية العراقية وعددا من المسائل ذات الاهتمام المشترك، بحسب ما ذكرته «واس».

يذكر أن آخر زيارة قام بها «مقتدى الصدر» للسعودية كانت عام 2006، وعقب الزيارة، قال الزعيم الشيعي، إنه بحث مع السلطات السعودية «افتتاح قنصلية عامة للمملكة في النجف، تسهّل التواصل بين البلدين، إلى جانب المسارعة في إنشاء خطٍّ جوي، وافتتاح المنافذ الحدودية، لتعزيز التبادل التجاري».

وبدأت العلاقات العراقية السعودية في التحسن في الآونة الأخيرة، وتمثل ذلك في زيارة أجراها وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» إلى بغداد في 25 فبراير/شباط 2017، وكانت تلك الزيارة الأولى لمسؤول سعودي إلى العراق منذ 14 عاما، وخلالها أكد «الجبير» أن المملكة تقف على مسافة واحدة من جميع المكونات العراقية، وتدعم وحدة واستقرار العراق.

وفي يونيو/حزيران الماضي، أجرى رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي» زيارة رسمية إلى السعودية كانت الأولى له منذ تسلمه منصبه نهاية 2014؛ حيث بحث خلالها مع العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» تعزيز التنسيق بين البلدين في جميع المجالات، واتفقت الرياض وبغداد في ختام تلك الزيارة على تأسيس «مجلس تنسيقي» لـ«الارتقاء بعلاقاتهما إلى المستوى الاستراتيجي».

المصدر | الخليج الجديد + الشرق الأوسط

  كلمات مفتاحية

مقتدى الصدر العراق السعودية إيران الشيعة السنة بن سلمان