خبراء: «القسام» تسعى لحلحة أزمة غزة بـ«صناعة أزمات»

الجمعة 11 أغسطس 2017 09:08 ص

اعتبر محللون سياسيون فلسطينيون أن «خطة كتائب القسام»، التي اقترحتها على قيادة حركة «حماس»، والمتمثلة بإحداث حالة فراغ سياسي وأمني في قطاع غزة، تهدف إلى معالجة الأزمة التي تواجهها الحركة، من خلال صناعة أزمات أخرى.

وحذر هؤلاء المحللون السياسيون، في أحاديث منفصلة مع وكالة «الأناضول، من أن هذه الخطة قد تفتح الباب أمام شن «إسرائيل» حرب جديدة ضد قطاع غزة.

وكان مصدر مطّلع في «حماس» كشف، الخميس، أن قيادة كتائب «عزالدين القسّام»، الجناح المسلّح للحركة، قدّمت للقيادة السياسية، خطّة مقترحة من 4 بنود، للتعامل مع الأوضاع في قطاع غزة.

ولم يتضح بعد موقف قيادة «حماس» من هذه المقترحات.

وقال المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، «تتلخص الخطة في إحداث حالة فراغ سياسي وأمني بغزة، قد يفتح الباب على مصراعيه لكل الاحتمالات بما في ذلك حدوث مواجهة عسكرية مع الاحتلال الإسرائيلي».

وتتكون الخطّة، وفق المصدر، من أربعة بنود، يتمثّل أبرزها بإحداث حالة من الفراغ السياسي والأمني في غزة، إذ تتخلى حركة «حماس» عن أي دور في إدارة القطاع.

وتابع المصدر: «تكلّف الشرطة المدنية بدورها في تقديم الخدمات المنوطة بها، وتقوم بعض المؤسسات المحلية بتسيير الشؤون الخدماتية للمواطنين».

وشدّد على أن «كتائب القسّام»، والأجنحة العسكرية التابعة للفصائل الفلسطينية، ستكلّف بملف السيطرة الميدانية الأمنية.

وحول ذلك، رأى «طلال عوكل»، الكاتب السياسي، في صحيفة «الأيام» المحلية الصادرة من الضفة الغربية، أن «خطة القسام ذكية، ومحاولة لإزالة العقبات أمام حكومة الوفاق لتولي مهامها في غزة، دون أن تفقد حماس السيطرة على القطاع».

وتابع موضحا: «تريد القسام أن تنزع كل الذرائع أمام حكومة الوفاق، وهذا يرمي الكرة تمامًا في ملعب حركة فتح ويعفي حماس من معالجة الأزمات المترتبة على الإجراءات التي اتخذها (الرئيس محمود)عباس بحق غزة».

وحسب «عوكل» فإن «هذه الخطة لن تترك حجة أمام أحد عمليًا بأن حماس هي السبب في استمرار فرض عباس عقوبات على القطاع».

بدوره، قال «حسام الدجني»، الكاتب والباحث الفلسطيني إن هذه الخطة تهدف إلى «صناعة أزمة، أو إدارة أزمة أكبر، وأن القسام بات يدرك حجم المعاناة التي يعاني منها الفلسطينيين، وتأثيرها على كافة مناحي الحياة».

وأضاف: «الآن هناك تحدٍ كبير ومحاولة لخلط الأوراق، وإعادة الكرة لملعب المجتمع الدولي والأمم المتحدة، ليتحركوا من أجل إلزام الرئيس أبو مازن بوقف العقوبات بحق غزة».

وتابع «الدجني»: «ستحرك خطة القسام (في حال اقرارها من قيادة حماس) المياه الراكدة أيضًا فيما يتعلق بالحصار وتنكر المجتمع الدولي له، وربما تقود إلى حرب مع إسرائيل».

وأكمل: «خطة القسام تعني شكل من أشكال عسكرة المجتمع، وبالتأكيد لن تجد قبولا لدى الأطراف الإقليمية والدولية وكل الذين يعملون على مدنية الدولة والسلام الإقليمي والاستقرار في الشرق الأوسط».

من ناحيته، يقول «أكرم عطا الله»، الكاتب والمحلل السياسي، إن «مقترح القسام»، يحمل رسائل عديدة للأطراف المعنية بشؤون القطاع، وهي مصر وإسرائيل والرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وأضاف: «تريد كتائب القسام أن تُرسل رسالة لمصر، تطلب فيها إنهاء أزمات قطاع غزة، والضغط لإزالة عقوبات السلطة الفلسطينية بحق الفلسطينيين».

وتحمل الخطة في طياتها أيضًا «رسالة تهديد لإسرائيل؛ أنه في حالة حدوث فراغ سياسي وأمني في القطاع، ستنتج فوضى، وبالتالي ستتجه الأمور نحو التصعيد، والحرب»، وفق «عطاالله».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

غزة فلسطين القسام حماس