بعد تصاعد الانتقادات ضد والدها.. «إيفانكا» تستنكر العنصرية

الأحد 13 أغسطس 2017 05:08 ص

استنكرت «إيفانكا ترامب»، ابنة ومستشارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، الأحد، العنصرية والاعتقاد بتفوق العرق الأبيض والنازيين الجدد، بعدما واجه والدها انتقادات لرد فعله على العنف الذي شاب مسيرة للاحتجاج على تجمع لليمين المتشدد قبل يوم في مدينة شارلوتسفيل بولاية فيرجينيا.

وقالت «إيفانكا» في سلسلة من التعليقات عبر «تويتر»: «لا مكان في المجتمع للعنصرية والاعتقاد بتفوق البيض والنازيين الجدد.. علينا أن نتحد كأمريكيين ونصبح بلدا موحدا».

وتعرض «ترامب» لانتقادات كثيرة، الأحد، ركزت على ما اعتبرته تساهلا من قبله مع منظمات اليمين المتطرف، إثر أعمال العنف التي حدثت في مدينة شارلوتسفيل في ولاية فيرجينيا.

وقتلت امرأة في الثانية والثلاثين من العمر عندما صدمت سيارة حشدا من المتظاهرين المعارضين لتجمع لليمين المتطرف في شارلوتسفيل بينهم أعضاء في مجموعة «كو كلوكس كلان» العنصرية، كما أدى الحادث لإصابة 19 شخصا آخرين بجروح أضيفوا إلى جرحى آخرين أصيبوا بسبب المواجهات التي جرت.

وخيب «ترامب» آمال الكثير من الأمريكيين الذين كانوا ينتظرون من رئيسهم إدانة واضحة وشديدة لهذه المنظمات المتطرفة التي تؤمن بتفوق العرق الأبيض، فعندما علق، السبت، على أحداث شارلوتسفيل من نادي الغولف، حيث يمضي إجازته، اكتفى بتحميل الطرفين المتواجهين المسؤولية نفسها.

ومما قاله «ترامب» من بدمينستر في ولاية نيوجيرسي، السبت: «ندين بأشد التعابير الممكنة تظاهرة الكراهية الضخمة هذه، والتعصب الأعمى وأعمال العنف من أي جهة أتت»، لكنه عاد، الأحد، وحاول تصحيح موقفه، عندما أعلن متحدث باسم البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي يندد بكل أشكال العنف بما فيها بالتأكيد ذلك الذي يمارسه المنادون بتفوق العرق الأبيض والنازيون الجدد.

وقال المتحدث إن «الرئيس قال بقوة إنه يدين كل أشكال العنف وانعدام التسامح والكراهية، وهذا يشمل بالتأكيد المنادين بتفوق العرق الأبيض و(جماعة) كو كلوكس كلان والنازيين الجدد وكل المجموعات المتطرفة».

لكن البعض سرعان ما ربطوا بين موقف «ترامب» الفاتر من أحداث شارلوتسفيل والغموض الذي يلف موقفه إزاء اليمين المتطرف منذ حملته الانتخابية السابقة.

الجمهوريون ينتقدون رئيسهم

المعروف أن قسما لا بأس به من اليمين البديل (الت رايت) دعم «ترامب» خلال الانتخابات الرئاسية السابقة، وتجنب مرارا النأي بنفسه عن بعض هذه المجموعات والمسؤولين عنها.

ونتيجة ذلك تعرض «ترامب» لانتقادات حتى من قلب فريقه الجمهوري، على غرار ما فعل سيناتور فلوريدا «ماركو روبيو» الذي أعرب عن الأمل بـسماع الرئيس وهو يصف حقيقة ما حصل في شارلوتسفيل، وهو ليس سوى هجوم إرهابي قام به من يؤمنون بتفوق العرق الأبيض.

من جهته، قال السيناتور الجمهوري «ليندسي غراهام» الذي بات يتجه نحو زيادة انتقاداته للرئيس الأمريكي: «لو كنت رئيسا للولايات المتحدة وأعرب هؤلاء الأشخاص عن تعاطفهم مع شخصي وبرنامجي، فإن الأمر كان سيطرح لي مشكلة».

والمعروف أن سكان شارلوتسفيل (50 الف نسمة) يصوتون بشكل ساحق للديمقراطيين وهم معروفون بانفتاحهم، ويفتخرون بجامعتهم التي أسسها عام 1819 الرئيس توماس جيفرسون.

وتسعى الشرطة الفيدرالية إلى معرفة دوافع قيام «جيمس فيلدز» البالغ العشرين من العمر بدهس المتظاهرين المناهضين للعنصرية في المدينة، السبت.

وينحدر المعتدي من ولاية أوهايو ووجهت إليه تهمة القتل وتعمد العنف، ومن المقرر أن يمثل أمام القاضي الاثنين.

هل شجع ترامب المتطرفين؟

ودفعت أحداث شارلوتسفيل إلى طرح سؤال أساسي: هل شجعت لغة «ترامب» المناهضة للأجانب، المتطرفين اليمينيين وسهلت انتقالهم إلى التحرك؟

وانتقدت الديمقراطية «هيلاري كلينتون» التي هزمت في الانتخابات الرئاسية الأخيرة أمام «ترامب، الرئيس الأمريكي بدون أن تذكر اسمه.

وكتبت في تغريدة أن «كل دقيقة نسمح لذلك بالاستمرار عبر تشجيع ضمني أو عدم التحرك إنما هو عار وخطر على قيمنا».

وخرج الرئيس السابق «باراك أوباما» عن صمته مستشهدا بكلمات لنيلسون مانديلا رمز النضال ضد الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، يقول فيها: «لا أحد يولد وهو يكره شخصا آخر بسبب لون بشرته أو أصوله أو ديانته».

  كلمات مفتاحية

أمريكا ترامب إيفانكا اليمين العرق الأبيض النازيين الجدد