الجنيه المصري لا يذبح الأضاحي ويحرم الفقراء من اللحوم

الأحد 13 أغسطس 2017 05:08 ص

تزداد معاناة الأسرة المصرية في مصر، جراء تراجع الإقبال على شراء الأضاحي، ما يحرم الفقراء من حصة من اللحوم، اعتادوا الحصول عليها مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك.

السيدة المصرية «ليلى السيد»، تقول إنها ستضطر أن تتخلى هذا العام عن عادتها السنوية بشراء الأضحية كما اعتادت هي وأسرتها؛ بسبب ارتفاع الأسعار، وتراجع القوة الشرائية للجنيه المصري.

تضيف: «إن الأسرة كانت في كل عيد تشتري بقرة وتقتسمها بالنصف مع أحد الأقارب، لكننا اكتشفنا هذا العام أن البقرة ستكلفنا أضعاف ما كنا اشتريناه بها العام الماضي».

واشتركت أسرة «ليلى»، العام الماضي، مع أحد أقربائهم لشراء أضحية كلفتهم نحو 11 ألف جنيه (616 دولاراً)، لكن هذا العام تضاعف الرقم وأصبح في حدود 25 ألف جنيه (1401 دولار) بعد ارتفاع أسعار الأضاحي.

وشهدت أسعار الأبقار والماشية والأغنام ارتفاعا في الأسعار بما لا يقل عن 30%، مقارنة بأسعار العام الماضي، وفق «هيثم عبد الباسط»، نائب رئيس شعبة القصابين.

وسجل معدل التضخم السنوي في شهر يوليو/تموز 2017 رقماً قياسياً لم تشهده مصر منذ عام 1986، حيث وصلت نسبته إلى 34.2% ، وفقاً لبيانات الجهاز المركزي لتعبئة العامة والإحصاء.

ويرجع «عبدالباسط» ارتفاع أسعار الماشية إلى أن مصر تستورد 80% من الأعلاف، وبعد تعويم الجنيه ارتفعت تكلفة الاستيراد، وهو ما أثر على أسعار الماشية بنسبة كبيرة.

ومنذ تعويم الجنيه تراجع سعر العملة المحلية بنسبة كبيرة أمام الدولار وهو ما رفع أسعار المنتجات المستوردة بنسب كبيرة.

وبعدما كانت «ليلى» تأمل في أن تشترك مع أحد أقربائها لشراء بقرة، أصبحت تفكر مع زوجها في أن تقلل الكمية لأن المبلغ الذي تمتلكه لن يسمح لها إلا بالاشتراك لشراء ربع بقرة، تقول: «جوزي قالي خلاص مش لازم نص ممكن نشترك في ربع لأن فلوسنا يا دوب تجيب ربع»، لكن هذه الفكرة لم تجد لها محل للتنفيذ، فبعد سؤال الكثير من أقربائهم ومعارفهم كانت الإجابة «لا مش هنضحي السنة دي لأن الأسعار نار».

يقول نائب رئيس شعبة القصابين، إن سوق الأضاحي يشهد ركودا كبيرا في العملية الشرائية ويدلل على ذلك بأن أقل من 20 يوماً متبقية على عيد الأضحى ولا أحد يشتري.

ويؤكد «رضا علي»، تاجر مواشي من محافظة «المنوفية» (وسط الدلتا)، إن نحو 40% ممن كانوا يشترون الأضحية كل عام في قريته لن يشتروا هذا العام بسبب الأسعار.

وهناك أسباب أخرى تضاف لعزوف الناس عن شراء الأضحية، منها سوء الحالة الاقتصادية حاليا، ودخول موسم المدارس بعد العيد مباشرة.

وأعلنت وزارة الزراعة المصرية، عن طرحها نحو 14.9 ألف رأس من عجول الجاموس البلدية بسعر 50 جنيهاً للكيلو قائم (حي) و28.7 ألف رأس من العجول البقري البلدية بسعر 55 جنيهاً للكيلو قائم، و7.7 ألف رأس من الأغنام والماعز بسعر 60 جنيهاً للكيلو قائم، وهي أسعار مرتفعة أيضا، ولا تختلف كثيرا عن أسعار السوق.

والعام الماضي، وجراء تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد، أفتى أستاذ الفقه المقارن المصري بجامعة الأزهر، «سعد الدين الهلالي»، بجواز ذبح الطيور مثل الدجاج أو البط أو الإوز كأضحية في عيد الأضحى للفقراء.

وتتفاقم أزمة الفقراء في مصر، بعد تعثر العمل الخيري والإغاثي بشكل كبير، منذ الانقلاب العسكري في 3 يوليو/تموز 2013، وحظر العديد من المؤسسات والجمعيات الأهلية والخيرية، وفرض المزيد من القيود على نشاطاتها، بدعوى تورطها في دعم وتمويل الإرهاب، فضلا عن انهيار قيمة الجنيه، وارتفاع الأسعار بشكل جنوني.

المصدر | الخليج الجديد + هاف بوست

  كلمات مفتاحية

مصر عيد الأضحى الجنيه المصري التعويم أسعار الماشية اللحوم