استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الجنون السياسي يشغل العالم!

الأربعاء 16 أغسطس 2017 06:08 ص

منذ فوزه بالرئاسة؛ ثم بعد تسلمه لمفاتيح البيت الأبيض، توقعنا أن يعيش العالم 4 سنوات مثيرة، وربما ممتعة مع ترامب، إذا بقي في السلطة. ذلك الكائن غريب الأطوار الذي جاء إلى سدة الرئاسة الأمريكية من موقع “البزنس”، وليس من عالم السياسة، ويتمتع بمزايا شخصية فريدة؛ يكفي أن يكون إحداها أنه قادم من عالم حلبات المصارعة الأمريكية بكل ما يعرفه الناس عنها من جنون وتهوّر.

يوما إثر آخر تتأكد هذه النظرية، مبقية على نحو غير مسبوق في أمريكا، على سؤال مصير الرجل، وما إذا كان سيكمل رئاسته أم لا، ليس فقط لأن "الدولة العميقة" في أمريكا لا زالت تطارده، أو تروّضه في أقل تقدير، ولا لأن الإعلام أو الجزء الأكبر والأهم منه، لا زال يسخّفه، بل أيضا لأن هناك جزءا معتبرا من النخب والرأي العام لا زال يشكك بقدراته العقلية أيضا.

وللمرء أن يتخيل كيف تمكنت مجموعة "وجب التحذير" الأمريكية، التي أسسها الطبيب النفسي الشهير الدكتور جون غارتنر، من جمع تواقيع لما يقرب من 60 ألفا من الأطباء النفسيين على التماس يدعو لعزل الرجل، معللة ذلك بإصابته بـ”مرض عقلي خطير يجعله غير قادر نفسيا على الاضطلاع بكفاءة بمهام رئيس الولايات المتحدة”.

من أهم وجوه الإثارة في المشهد الذي نتابعه هو أن "الدولة العميقة" في أمريكا لا زالت تتمرد عليه، وصولا إلى دفع أعضاء حزبه، وهم الغالبية في الكونغرس إلى الوقوف ضده، وما قصة فرض العقوبات على روسيا سوى دليل كبير على ذلك، فضلا عن فشله في شطب "أوباما كير".

دعك هنا من فوضى التعيينات والإقالات الهوجاء في المواقع، وما يمنحه لابنته إيفانكا أو زوجها من صلاحيات، فالأكثر وضوحا في المشهد الراهن، وربما الأكثر إثارة هو قدرة الدولة العميقة على دفع مساعديه ومن عيّنهم ولا يزالون على رأس عملهم إلى الاستخفاف به والتمرد عليه، وقد تابعنا فصولا من ذلك في بداية الأزمة الخليجية، وها نحن نتابعها بشكل أوضح في قصة كوريا الشمالية التي دفعت لهذه السطور عبر تذكيرنا بجنون الرجل وحالته الفريدة في تاريخ الولايات المتحدة (أتبعها بالتلويح بالتدخل العسكري في فنزويلا!!).

من ملعب الغولف في نيوجيرسي؛ حيث يقضي إجازته الصيفية، يطلق ترامب التهديدات عبر "تويتر"، بينما يتكفل وزير دفاعه ووزير خارجيته بلملمة الأمر، فيتحدث "ماتيس" عن "كارثية" المواجهة النووية مع كوريا، ثم يؤكد أنها (أي كوريا الشمالية) لا تشكل خطرا على الولايات المتحدة، وأن الأولوية للدبلوماسية التي تحقق بعض النتائج.

لكن الرئيس لا يتوقف عن التهديد، لكأنه معزول تماما عن العالم وعن الدولة ومؤسستيها الأمنية والعسكرية وجنرالاتها الكبار. وحين يعلق على طرد بوتين لدبلوماسيين أمريكيين، يثير خجل الخارجية وأسفها بقوله إن ذلك “يبعث على السرور”، لأنه سيخفّض النفقات!!

لا حاجة للتذكير بجنون الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، فهو يتفوق على ترامب، وإذا كان الأخير قد أفلح في عالم “البزنس” مثلا، فإن الأول لا يصلح لشيء، وهو لا يعدو أن يكون مجرد شاب أرعن ورث سجنا كبيرا يديره؛ ويسمى دولة، تعاني الفقر والتخلف، وما تملكه هو حشد من الصواريخ والقدرات العسكرية التي تملك أمريكا أضعاف أضعافها.

ما يعني المراقبين هو قائد أكبر دولة في العالم، والذي يتصرف برعونة مثيرة، الأمر الذي يطرح سؤالا كبيرا عما إذا كان سينجح في تجاوز "الدولة العميقة"، وارتكاب بعض الحماقات التي ستربك العالم، أم ستتمكن الأخيرة من لجمه أو ترويضه، أم أنها ستبادر تجنبا للأسوأ، أي التخلص منه بطريقة ما.

لكن النتيجة في كل الأحوال لن تكون إلا ضربا لهيبة أمريكا ونفوذها ومصالحها، وهو أمر جيد بكل تأكيد، فنحن أكثر من تضرر من قوة أمريكا وغطرستها.

وليت العرب (والقادة الفلسطينيون من ضمنهم) يدركون حقيقة التراجع الأمريكي، كما أدركها كثيرون في هذا العالم.

* ياسر الزعاترة كاتب صحفي أردني/ فلسطيني 

المصدر | الدستور الأردنية

  كلمات مفتاحية

الجنون السياسي دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية النخب والرأي العام مجموعة “وجب التحذير” الأمريكية جون غارتنر الأطباء النفسيون