سلاح الجو الأمريكي يطور مركز القيادة بقاعدة «العديد» بقطر

الأربعاء 16 أغسطس 2017 05:08 ص

قال رئيس أركان القوات الجوية، الجنرال «ديفيد جولدفين»، إن مركز عمليات «العديد» هو أحدث ما تم التوصل إليه في تكنولوجيا إدارة الحروب، حيث «تعرض شاشات عملاقة تغطي الجدران تطورات الحروب الجوية التي تخوضها الولايات المتحدة في العراق، وسوريا، وأفغانستان، في آن واحد؛ لتجعل من غرفة الحرب هذه أعجوبة تقنية في قلب أكبر الحملات العسكرية الأمريكية».

وأضاف «جولدفين»، الذي يزور مركز عمليات قاعدة «العديد» الجوية في قطر هذا الأسبوع، رفقة «هيذر ويلسون» وزيرة القوات الجوية، أنه على الرغم من تلك التكنولوجيا المتقدمة «لكنها بطيئة جدا بالنسبة للمستقبل».

وهنا يأتي دور الابتكار في سد الفجوة، حيث يشهد مركز العمليات بالقاعدة سلسلة من عمليات التحديث لنظم الكمبيوتر شديدة السرية لتغيير الأسلوب الذي يدير به مخططو الحروب أعمالهم هنا.

ويتصدى المركز المشترك للعمليات الجوية للتعامل مع كم هائل من البيانات والمعلومات التي تتدفق من مصادر مثل الأقمار الصناعية، والطائرات دون طيار، وأجهزة الرادار، والطائرات الأمريكية التي تحلق فوق المناطق الساخنة في الشرق الأوسط، وتقصف مواقع تنظيم «الدولة الإسلامية».

ومن ناحيته طالب اللفتنانت جنرال «جيفري هاريجيان» رئيس عمليات سلاح الجو الأمريكي في المنطقة بالتطوير التكنولوجي، وأيده في ذلك «جولدفين» للاستفادة على نحو أفضل من تلك البيانات.

ويجري العمل حاليا، على تطوير برمجيات جديدة بالشراكة مع وحدة التكنولوجيا التابعة لوزارة الدفاع في وادي السيليكون، والمعروفة باسم وحدة الابتكار الدفاعي التجريبية التي تهدف للتعجيل بتوصيل التكنولوجيا إلى الخطوط الأمامية.

وقال «هاريجيان» في مقابلة: «رأيت فرصة سانحة لتوصيل أداة لرجال قواتنا الجوية في فترة قصيرة من الزمن لن تحسن فاعليتنا فحسب بل وكفاءتنا أيضا»، وأضاف أن هذا المسعى بدأ العام الماضي.

ومن التطبيقات التي يجري إعدادها تطبيق لتبسيط الأسلوب الذي تخطط به القوات الجوية ضرباتها الجوية على الأهداف المحتملة، ويجمع بين البيانات المتاحة من برامج منفصلة لم تكن تتوافق مع بعضها البعض حتى الآن.

وربما كان أكبر ما تحقق من تقدم حتى الآن أداة برمجية تم استحداثها في أوائل العام الحالي، وتتولى توجيه مهمة من أعقد المهام اللوجيستية في الحروب، وهي إعادة تزويد الطائرات الحربية الأمريكية بالوقود في الجو.

ففي السابق، كان مخططو الحرب يستخدمون برنامج «إكسل» و«سبورة» بيضاء للتوفيق بين الطائرات الحربية، وطائرات الصهريج التي تتولى تزويدها بالوقود أثناء التحليق.

وقال سلاح الجو إن تلك العملية كانت تستغرق من فريق التخطيط ما بين 35، و40 ساعة عمل كل يوم لإنجاز المهمة، أما باستخدام البرمجيات الجديدة فقد انخفض هذا الوقت إلى النصف.

وتم تطوير هذه الأداة في شهور لا في سنوات، وهو أمر غريب غير معتاد في نظام المشتريات المرهق في كثير من الأحيان بوزارة الدفاع.

وقال «هاريجيان»: «نظام المشتريات المعتاد لم يكن ليجلب لنا المنتج الذي كنا نريده»، مضيفا أن فريقه استطاع الجلوس إلى جانب المبرمجين ووجههم لما يحتاج إليه.

وأضاف أن فريقه في قطر أخذ أيضا خطوات مهمة لتحسين الأسلوب الذي يراجع به معلومات المخابرات، الأمر الذي ساعده في النظر إلى التطورات في ساحات القتال من زوايا جديدة.

ومن الأمور التي يهتم بها «هاريجيان» اهتماما خاصا، الدفاعات الجوية التي تستخدمها القوات الروسية والسورية في سوريا، وقال: «قلت أحتاج لفهم أفضل لنمط حياة ما تفعله (الدفاعات الجوية المتكاملة) السورية والروسية»، وتابع: «لذلك اتصل هؤلاء الرجال بمواقع في الولايات المتحدة كان لديها في الأساس البرمجيات والبنية الأساسية».

وتعد قطر موطنا لقاعدة «العديد» الجوية، وهي أكبر قاعدة عسكرية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وأحد أهم المحطات المستخدمة في مكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية»، وتضم حوالي 11 ألف جندي أمريكي.

وخلال الأزمة الخليجية الحالية، استبعد وزير الدفاع القطري، «خالد بن محمد العطية»، إغلاق قاعدة «العديد»، قائلا إنه «أمر غير وارد على الإطلاق».

واندلعت الأزمة الخليجية شهر يونيو/حزيران الماضي عندما قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها بقطر بدعوى دعمها الإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة.

  كلمات مفتاحية

قطر أمريكا قاعدة العديد الشرق الأوسط

موقع أمريكي: قاعدة «العديد» بقطر تتحول إلى منشأة عمليات