«إيكونوميست»: دبلوماسية الكرة.. لماذا دفعت قطر نصف مليار دولار مقابل «نيمار»؟

الخميس 17 أغسطس 2017 08:08 ص

قبل أربعة أعوام، تحدى نادي «برشلونة» لكرة القدم جميع المعارضين، وقام بالتوقيع مع الفتى الذهبي لكرة القدم البرازيلية، البالغ من العمر 21 عامًا آنذاك، والمعروف باسم «نيمار».

وظهرت لاحقًا تفاصيل الألعاب المالية البهلوانية المستخدمة لتسجيله، حيث تم الإعلان عن بلوغ رسوم انتقاله أقل من 57 مليون يورو، وهذا ما تم الإعلان عنه للأطراف المهتمة وجامعي الضرائب، لكنّها بلغت في الواقع 86 مليون يورو.

وفي أعقاب هذه الفضيحة، فرضت السلطات الإسبانية غرامةً على النادي بقيمة 5.5 مليون يورو، واتهمت «ساندرو روسيل»، رئيس النادي، بتهم اختلاس أموال، وقد انتهى الأمر باللاعب ووالده أيضًا في المحكمة، وقد أنكروا جميعًا التهم المنسوبة إليهم.

ومع ذلك، برر «نيمار»، بلعبه، الضجة التي أُثيرت حوله، حيث أبهج المشجعين بانطلاقاته السريعة ومراوغاته الساحرة، وتعاون مع «ليونيل ميسي» ولاحقًا «لويس سواريز» لتشكيل أفضل ثلاثي هجوم في كرة القدم، وسجلوا معًا 364 هدفًا في ثلاثة مواسم فقط، في حين قادوا ناديهم إلى لقبي دوري ولقب واحد في دوري أبطال أوروبا.

ولكن بعد كل هذه الانتهاكات القانونية للحصول على «نيمار»، وفي 3 أغسطس/آب الجاري، اكتشف أنصار الفريق أنّ هناك فريقا آخر كان أكثر إصرارًا على امتلاك هذا اللاعب، وفي ذلك اليوم، وقع الجناح البرازيلي عقدًا بقيمة أكثر من 500 ألف يورو في الأسبوع خالية من الضرائب مع نادي «باريس سان جيرمان»، وهو ناد فرنسي يملكه القطريون، ووصلت رسوم انتقاله إلى 222 مليون يورو، أي أكثر من ضعف الرقم القياسي السابق.

أما بالنسبة لبرشلونة، فمثل رحيل «نيمار» الضربة الأشد قسوة منذ عام 2000، عندما غادر «لويس فيغو»، وهو كابتن سابق للفريق، إلى نادي «ريال مدريد»، وقبل ثلاثة أسابيع فقط من إغلاق نافذة الانتقالات الصيفية، سوف يكون من الصعب استبداله بلاعبين قريبين من نفس المستوى.

وقبل شهر واحد، لم تكن لتعثر على مشجع واحد لبرشلونة تقريبًا لا يعتقد أنّ الأمر كان يستحق العناء أو المال للحصول على «نيمار» إذا عدنا لعام عام 2013، ويبدو أنّ «باريس سان جيرمان» قد اتخذ هذه الفلسفة وعلا بها إلى مستوياتٍ لم يسبق لها مثيل، ومع استمرار إيرادات الصناعة في الارتفاع، فتقريبًا لا يوجد أي مبلغ من المال يبدو أكثر من اللازم لنجم سوبر، فإذا دفعت مقابل شاب لم يثبت، قد تنفق عليه أكثر بكثير، فهل يعني هذا أنّ الـ «بي إس جي» بلغ ذروة الأمر؟

بالنظر إلى الأمر كأمرٍ تجاريٍ بحت، فمن غير محتمل، وإن لم يكن مستحيلا، تحقيق ربح مالي في الصفقة بإعادة البيع، فصفقة «نيمار» تشمل العديد من بنود الإعلانات والرعاية تجعله يتربع على قمة النخبة الرياضية، لكن حتى لو لم يحدث ذلك، فلأصحاب النادي الأسباب وراء هذا الدفع الكبير لشراء «نيمار»، أبعد بكثير من الناتج النهائي للصفقة.

قضية مشهورة

كان جلب «نيمار» من «برشلونة» انقلابًا كبيرًا في الأحداث لصالح «باريس سان جيرمان»، الذي عانى خلال سلسلة من الفشل المرير خلال العام الماضي، وفي عام 2016، عقد «نيمار» ووالده، وهو أيضًا وكيل أعماله، محادثاتٍ حول الانتقال مع «ناصر الخليفي»، رئيس نادي «باريس»، لتأمين عقدٍ للاعب أفضل من العقد مع «برشلونة».

وبعد أشهر، أهان «نيمار» باريس من خلال «ريمونتادا» قوية وتاريخية لـ«برشلونة» في دوري أبطال أوروبا، محققًا هدفين وصنع آخر في الدقائق السبع الأخيرة، وفي مايو/أيار، فقد «باريس سان جيرمان» لقب الدوري الفرنسي الممتاز، الدرجة الأولى في فرنسا، لأول مرة في خمسة أعوام. ومع بداية الصيف، بدا «برشلونة» مستعدًا لانتصارٍ مدوٍ على فريق الـ «بي إس جي» من خلال السعي وراء اللاعب «ماركو فيراتي»، لاعب خط الوسط الأفضل لدى النادي الفرنسي، كأهم هدف انتقال صيفي لدى «برشلونة».

وبدلًا من ذلك، تمكنت مجموعة «باريس سان جيرمان» من تحويل الضربة إلى برشلونة، أولًا، رفض الرئيس رفضا قويًا بيع «فيراتي»، ثم، في 17 يوليو/تموز، بدأت دوامة الشائعات حول توصل النادي الفرنسي إلى اتفاقٍ مع «نيمار»، وكان يخطط لتحريك الشرط الجزائي بقيمة 222 مليون يورو في عقده مع برشلونة، وقد توسل زملاء «نيمار» إليه من أجل البقاء، في السر والعلانية، وعلاوةً على ذلك، اتهم «خافيير تيباس»، رئيس الدوري الإسباني، النادي الفرنسي «بالتلاعب المالي»، وتعهد بوقف الصفقة، معربًا عن أمله في منع النجم العالمي من القفز خارج المنافسة الإسبانية.

وفي 3 أغسطس/آب، ظهر محامو «نيمار» والـ «بي إس جي» في مقر الدوري الإسباني مع الأموال لاستكمال عملية الشراء في عرضٍ لم يسبق له مثيل من التحدي، لكن رفضت لجنة الدوري الإسباني قبول الدفع، وبدلًا من التوجه إلى المحكمة، طار المحامون ببساطة سريعًا على متن طائرة إلى «برشلونة»، وقدموا الشيك مباشرةً إلى صاحب العمل، «برشلونة»، وقد امتثل النادي بالسماح له بالرحيل.

أما بالنسبة إلى «نيمار»، فقد أدى التحول من «برشلونة» إلى فريق «باريس سان جيرمان» إلى تحقيق فائدة فورية ومباشرة، وهو راتبٌ يزيد على ضعف أجره السابق، ولكن بعد يومٍ واحد من الانتهاء من الصفقة، أصر «نيمار» على أنّ قراره لا علاقة له براتبه، وقال لاعب كرة القدم القادم كأفضل لاعب في العالم، للصحفيين إنّ «الأموال لم تكن أبدًا حافزًا»، وأضاف: «أنا حزين حقًا لسماع أنّ الناس يفكرون بهذه الطريقة».

وفي «برشلونة»، عاش «نيمار» سنوات في ظل نجم الفريق «ميسي»، الذي يعد لدى الكثيرين أفضل لاعبٍ في العالم، لكن في «باريس سان جيرمان»، على النقيض من ذلك، سيكون «نيمار» أيقونة الفريق الذي يحاول الانتعاش بعد موسمٍ صعب، وإذا نجح في مهمته، فلن يمنعه شيء من الفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم.

وفي برشلونة، كان «نيمار» هو البرازيلي الوحيد في الفريق، بينما في الـ«بي إس جي»، هناك ثلاثة آخرون في قائمة الأساسيين الـ 11، (وهناك رابع، وهو صديق طفولة نيمار، هو اللاعب لوكاس مورا، سيجلس على مقاعد البدلاء). ويمنحه هذا الانسجام، وسيكون اللعب معهم بمثابة الاستعداد الممتاز لكأس العالم 2018 في روسيا.

ومن وجهة نظر الـ«بي إس جي»، يتطلب السعر مراجعة دقيقة، وعلى الرغم من أنّ رسوم الانتقالات قد زادت بشكلٍ عام مع تزايد عائدات الرياضة مع مرور الوقت، لكنّ نصيبه من الإنفاق الكلي للأندية ظل ثابتًا تقريبًا، حيث تتردد النوادي الكبيرة في دفع أكثر من ربع إيراداتها السنوية على لاعبٍ واحد، وهناك فقط 4 من 19 انتقالًا أوروبيًا حتى الآن تكلفت 60 مليون يورو أو أكثر.

ومن المرجح أن يكلف «نيمار» «باريس سان جيرمان» من خلال هذه الصفقة من خلال ذلك نحو 40% من إيرادات العام المقبل، ولم ينفق أي فريق كبير مثل هذا الجزء الكبير من دخله على لاعبٍ منذ توقيعي «فيغو» و«زين الدين زيدان» مع «ريال مدريد» في مطلع القرن، واللاعب الآخر الوحيد الذي تخطى أكثر من 25% من إيرادات النادي كان «راداميل فالكاو»، الذي تم شراؤه بعد وقتٍ قصير من صعود «موناكو» من الدرجة الثانية في فرنسا، حيث كانت إيرادات البث والرعاية أقل بكثير.

وهناك مبررٌ بسيط لكون صفقة «نيمار» أعلى سعرًا بكثير من لاعبين كبار آخرين، وهو أنّه من بين أفضل لاعبي كرة القدم في العالم، ويوافق العديد من المشجعين على أنّ «نيمار» هو أفضل لاعب في العالم تحت سن 30 عامًا، ويمكن القول، أنّه لا أحد قد يمثل هذا الوصف قد انتقل بين الأندية منذ «فيجو» و«زيدان».

ومع ذلك، فإنّ الفارق بين مساهمة «نيمار» المتوقعة على أرض الملعب وأولئك النجوم أقل بكثير لحساب الفجوة الهائلة في قيمة الانتقال، وانطلاقًا من أسواق الرهانات، عزز وصول «نيمار» فرصة فريق «باريس سان جيرمان» للفوز ببطولة دوري أبطال أوروبا 2018 من 6% إلى 9.5%، في حين انخفضت نسبة برشلونة من نحو 18% إلى 16%، حتى لو كان ليس من المفاجئ أنّ نسبة توقعات فوز الفريق بالدوري ضخمة، لكنّ حوالي 2 إلى 4 نقاط مئوية من الاحتمال يمكن أن يعود إلى «نيمار».

وفي الواقع، فإن السمعة الرياضية نفسها تعد ربحًا، وبحصوله على المركز الأول في الدوري في فرنسا، يتسلم «باريس سان جيرمان» مكافأة أكبر بـ 2 مليون يورو مقارنةً بالمركز الثاني، وإذا فاز بدوري الأبطال بدلًا من الخروج من ربع النهائي، سيضيف إلى خزائنه 25 مليون أكثر أو نحو ذلك، وسيجلب «نيمار» المزيد من المشجعين للمباريات، ولكن باريس سان جيرمان يبيع بالفعل نسبة كبيرة من التذاكر، حيث يستوعب ملعبه 48 ألف مشجع، في حين أنّ متوسط ​​الحضور 45 ألف مشجع. ونتيجةً لذلك، فإنّ زيادة مبيعات التذاكر إلى أقصى حد ستضيف فقط 2 مليون يورو في العام. وبحساب أجر «نيمار» في المستقبل، حث سيكلف الـ «بي إس جي» نحو 500 مليون يورو حتى حلول عام 2022. ولا يمكن أن يقترب من توليد ما يكفي من العائدات مباشرةً للنادي لتغطية هذا الاستثمار.

ويدرك «الخليفي» جيدًا هذه الأرقام، لكنّه يزعم أنّه يلعب لعبة أطول من هذه النظرة التي نتحدث من خلالها، وفي كرة القدم الحديثة، فما يؤثر في أعمال الكثير من الأندية الأكثر ربحية مقارنةً بمنافسيها ليس التليفزيون أو إيرادات يوم المباراة، ولكن الدخل التجاري، وذلك ينتج أساسًا من خلال الشركات الراعية، وتلك العقود بدورها تعتمد على وجود اسم عالمي.

وفي مطلع هذا القرن، نجح ريال مدريد في استقطاب لاعبين من نجوم العلامات التجارية، ليصبح رمزًا رياضيًا عالميًا وواحدًا من أندية كرة القدم الأعلى ربحًا، ويعتزم الـ «بي إس جي»، الذي يحصل بالفعل على حصة أكبر من إيرادات الصفقات التجارية أكثر من أي نادٍ آخر في فرنسا، أن يتبع خطى ريال مدريد، وقال «الخليفي»: «عندما تفكر في نيمار كعلامة تجارية، فربما لن يكون مكلفًا جدًا».

وليس هناك شك في أنّ مجموعة «باريس سان جيرمان» قد اختارت اللاعب المناسب لمتابعة هذه الاستراتيجية، وقد يكون «نيمار» هو اللاعب الأكثر تسويقًا في العالم، مع الوصول الهائل في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث لديه المزيد من المتابعين على إنستغرام (79 مليون متابع) أكثر من «نايك»، الراعي الرئيسي له (73 مليون متابع)، وتابعت شركة سوشيال بليد، وهي شركة تحليلات، ارتفاع عدد متابعي الـ «بي إس جي»، وهم 8.9 مليون متابع، بنسبة 10% في الأسبوع بعد أن أُثيرت أخبار انتقاله.

وقد أفادت «فوربس» أنّه كان لاعب كرة القدم الوحيد الذي يكسب المزيد من المال من نشاطه خارج الملعب أكثر من داخله، وابتداءً من العام المقبل، سوف تدفع «نايك» لبرشلونة 155 مليون يورو في الموسم، لطبع شعارها على قمصانهم.

وفي المقابل، تدفع الشركة لـ«باريس سان جيرمان» 24 مليون يورو فقط في العام، وإذا استطاع الحصول على «نيمار» تضيق هذه الفجوة، حتى لو بشكل متواضع، فمن شأن هذا أن يدفع حصة كبيرة من عقده، وإذا كان هناك نجومٌ آخرون حريصون على اللعب جنبًا إلى جنب مع «نيمار»، فإنّهم سينتقلون أيضًا إلى الـ«بي إس جي»، وهو ما يثقل من علامته التجارية بشكلٍ أكبر، ويقربه من الحصول على سلسلة من ألقاب دوري أبطال أوروبا، وهنا، سيظهر الربح الحقيقي وراء تلك الصفقة.

لا يتعلق الأمر بالأموال

على الأرجح، بالتفكير في محاولة «باريس سان جيرمان» لتتبع خطى «ريال مدريد»، فلن يخاطر العديد من الأندية حول العالم بالدخول في مثل هذه المغامرة، وإن شئت فلتقل المقامرة، وجدير بالذكر أنّ مالك النادي هو شركة قطر للاستثمارات الرياضية، ذراع صندوق الثروة السيادية في البلاد، ولم يكن عام 2017 طيبًا بالنسبة للحكومة القطرية.

وفي الخارج، تواجه البلاد حصارًا من عصبة مكونة من العديد من جيرانها في الشرق الأوسط، وفي الداخل، أجبرت أسعار الغاز الطبيعي المنخفضة الحكومة على خفض الميزانيات، وتسريح العمال، والتفكير في فرض ضريبة على الدخل، وعلاوةً على ذلك، زادت كرة القدم من مشاكل العلاقات العامة، وقد مُنع «محمد بن همام»، الرئيس القطري السابق للاتحاد الأسيوي لكرة القدم، من ممارسة الرياضة مدى الحياة بعد نشر رسائل إلكترونية تبين أنّه دفع مبالغ لأعضاء اتحادات كرة القدم في الدول الأخرى قبل محاولة قطر الناجحة بالحصول على تنظيم كأس العالم 2022، وقد تسببت حصيلة القتلى في صفوف عمال البناء الأجانب في بناء إنشاءات البطولة، وهو جهدٌ يكلف البلاد 420 مليون يورو في الأسبوع، في انتقاداتٍ دولية شرسة.

وقد سعت قطر بالفعل إلى استخدام كرة القدم لتلميع صورتها، وفي يوليو/تموز، غرم «الفيفا» الاتحاد القطري لكرة القدم، بعد استخدام قمصان المنتخب الوطني في مباراة ودية لإرسال «رسالة سياسية»، كما شارك لاعبون بارزون في التعبير عن موقف البلد المحاصر، ففي يونيو/حزيران الماضي، ظهر لاعب خط الوسط السابق لبرشلونة، «تشافي»، الذي أصبح الآن مستقرًا في الدولة الخليجية، في وسائل التواصل الاجتماعي للتنديد بالحصار المفروض على البلاد.

وعلى الرغم من عدم وجود ضمان بأن يكون «نيمار» على استعداد للتحدث نيابةً عن أصحاب «باريس سان جيرمان»، تعول قطر كثيرًا على القيمة العالية لامتياز التوقيع مع مثل هذا اللاعب هائل الشعبية، وذكرت صحيفة «تشوتيرا» البرازيلية أنّ قطر قد تعينه سفيرًا لكأس العالم، وعلى أقل تقدير، عززت تلك الصفقة الرسالة القائلة بأنّه على الرغم من الاضطرابات السياسية التي تحيط بالبلاد، فإنّ كل شيءٍ ما زال طبيعيًا بالنسبة لأصولها الرياضية.

وبغض النظر عما إذا كانت الصفقة عبارة عن استثمارٍ تجاريٍ طويل الأجل أو معاملة ذات دوافع سياسية ومالية على السواء، فمن المؤكد أنّها سيتم التدقيق فيها بشدة من جانب منظمي الرياضة، ولا يمكن للهيئة المعنية بتنفيذ قواعد اللعب المالي النظيف بين فرق كرة القدم الأوروبية، أن تمر على هذه الصفقة مرور الكرام، وهي الهيئة التي تم تصميمها لمنع المضاربات أو أن تطغى الاستثمارات من قبل أصحاب الجيوب العميقة على قيمة الرياضة، وقد استطاع «باريس سان جيرمان» الحفاظ على خسائره دون 30 مليون يورو خلال 3 أعوام، وحتى بعد صفقة «نيمار» الكبيرة، يقول النادي إنّ الخسائر عند رقم 44 مليون يورو فقط.

وبشكلٍ متوقع، كان «نيمار» نفسه هو من دفع المبلغ بدلًا من الـ «بي إس جي»، ورغم ذلك لن يساعد سجل النادي السابق في مرور القضية بسلام مع المحققين، ففي عام 2014، كان النادي هدفا للتحقيقات بفضل صفقة رعاية مبالغ فيها بشكل كبير بقيمة 200 مليون يورو مع هيئة السياحة الوطنية في قطر، وهي هيئة أخرى تدعمها الدولة، وتم تغريم النادي مبلغا كبيرا آنذاك.

ومن المغري أن نرفض صفقة «نيمار» باعتبارها نفقاتٍ تسويقية لنظام ملكي خليجي في محنة، لكن أفضل دليل على أنّها أبعد ما يكون عن الجنون هو ما فعله «برشلونة» من جهد للحفاظ على اللاعب، أولًا، يبدو أنّ «برشلونة» يعتقد أنّ القيمة السوقية للبرازيلي أكبر من 222 مليون يورو التي حصلوا عليها (على عكس ما حدث عام 2009، عندما باع «مانشستر يونايتد» بكل سرور «كريستيانو رونالدو» لـ«ريال مدريد» مقابل 94 مليون يورو).

وثانيًا، يبدو أنّ النادي قد أخطأ في تقديره من خلال وضع الشرط الجزائي في عقد نيمار عند 222 مليون يورو فقط في المقام الأول، وكان المقصود من السعر أن يكون بمثابة علامة «ليس للبيع» لمنع الجميع من التفكير في هذه الخطوة، لكن فشل النادي في التنبؤ حول الكيفية التي ارتفعت بها رسوم الانتقال سريعًا في الأعوام الأخيرة، وتدرك الفرق التي لديها لاعبون يرغب بهم «برشلونة» جيدًا أنّ النادي لديه الآن 222 مليون يورو في خزائنها، وأنه يعاني من قصور شديد في خط الهجوم، وسيستغلون ذلك في الحصول على أكبر قيمة من أي صفقة.

المصدر | إيكونوميست

  كلمات مفتاحية

قطر برشلونة باريس سان جيرمان نيمار