«حقوق الإنسان» القطرية: لا يمكن إخضاع الحج لوساطات سياسية

الخميس 17 أغسطس 2017 09:08 ص

اعتبرت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان القطرية أن الحج لا يمكن إخضاعه لوساطات سياسية، مبدية ارتياحها في الوقت نفسه للسماح لجميع الحجاج القطريين بدخول الأراضي السعودية عبر منفذ سلوى الحدودي دون تصاريح.

وقالت اللجنة في بيان لها نشرته الصحف القطرية، الخميس: «تناقلت وسائل الإعلام السعودية خبر السماح لجميع الحجاج قطريي الجنسية بدخول الأراضي السعودية عبر منفذ سلوى الحدودي دون تصاريح إلكترونية؛ إلى جانب السماح للحجاج من دولة قطر بالذهاب في رحلات مباشرة من الدوحة عبر ناقلات جوية دون الخطوط الجوية القطرية».

وأضافت: «إذ تعبر اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بدولة قطر عن ارتياحها لقرار السلطات السعودية وفق ما جاء في وسائل الإعلام، فهي تعتبره خطوة نحو إزالة العراقيل والصعوبات التي واجهت إجراءات الحج لهذا العام».

وتابع البيان: «لقد طالبت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان منذ بداية الحصار، بتسهيل إجراءات مناسك الحج للمواطنين والمقيمين من دولة قطر دون عراقيل أو قيود، وألحقت مطالباتها بتحركات إقليمية ودولية لرفع الغبن عن الحجاج، وعدم تسييس مسألة الحج أو استعماله لمعاقبة الشعوب أو الضغط على الحكومات».

وبحسب البيان، تؤكد اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان أن مسألة الحج لا يمكن إخضاعها لأية حسابات أو وساطات سياسية أو شخصية، وإنما هي حق أصيل نصت عليه كافة المواثيق والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان و الشريعة الإسلامية السمحاء.

واعتبرت اللجنة في الوقت نفسه أن قرار السلطات السعودية ما يزال يكتنفه الغموض، خاصة فيما يتعلق بالحجاج المقيمين في دولة قطر، مطالبة بتقديم كافة التسهيلات لهم دون تمييز؛ وبمزيد من الإجراءات لرفع الحصار كليا عن مواطني ومقيمي دولة قطر ومواطني دول «مجلس التعاون».

وفي وقت مبكر الخميس، وجه العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» بالسماح بدخول الحجاج القطريين إلى السعودية عبر منفذ سلوى الحدودي لأداء مناسك الحج، من دون التصاريح الإلكترونية، وذلك بناء على وساطة الشيخ «عبدالله بن علي بن عبدالله بن جاسم آل ثاني».

وذكرت «وكالة الأنباء السعودية الرسمية» (واس) أن ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» رفع إلى الملك «سلمان» توصية بهذا الخصوص عقب لقائه بالشيخ «عبدالله بن علي»، الأربعاء، بقصر السلام في جدة.

وليس من الواضح إن كان القرار السعودي مقدمة لتخفيف إجراءات الحصار ضد قطر، أم أنها تأتي ضمن نفس سياق تسييس ملف الحج، خاصة مع تأكيد وسائل الإعلام السعودي أن القرار الملكي جاء استجابة لوساطة الشيخ «عبدالله بن علي بن عبدالله آل ثاني»، نجل رابع حكام قطر من أسرة «آل ثاني»، الشيخ «علي بن عبدالله»، الذي تولى حكم قطر في فترة ما قبل الاستقلال 20 أغسطس/آب عام 1949، وهو ما قد يشير لاستمرار رهان السعودية على إيجاد بديل للنظام الحاكم في قطر.

واعتبر خبراء أن استقبال «بن سلمان» الشيخ «عبدالله بن علي بن جاسم آل ثاني»، ابن الشيخ «علي بن جاسم آل ثاني» رابع حكام قطر، وأول أمرائها بعد الاستقلال، يعزز الأنباء المتداولة حول سعي السعودية لدعم قيادة قطرية بديلة من داخل أسرة «آل ثاني» الحاكمة.

وأكد خبراء في الشأن الخليجي لصحفية «رأي اليوم» أن هذه الخطوة تعني أن قيادة المملكة قررت التعاطي مع الجناح الثاني لأسرة «آل ثاني» في مواجهة الشيخ «تميم»، ووالده الشيخ «حمد بن خليفة»، مشيرين إلى أن تناول الصحف وأجهزة الإعلام السعودية لهذا الاستقبال هو تأكيد رسمي على هذا التوجه الجديد.

وكانت حكومة المملكة قد اشترطت على الحجاج القطريين دخول أراضيها لأداء الحج عن طريق مطارين فقط، وأنه يجب عليهم السفر عن طريق الدوحة فقط، شريطة عدم استخدام طيران «القطرية».

وقطعت دول الحصار الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) علاقاتها بقطر في 5 يونيو/حزيران الماضي، بدعوى دعمها «الإرهاب»، وهو ما تنفيه الدوحة بشدة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية قطر الحجاج تسييس الحج وساطة