بعد عقود من الرقابة.. إيران تفتتح أكبر مكتبة بالعالم

السبت 19 أغسطس 2017 02:08 ص

في بلد تكون فيه الرقابة الأدبية جزء من السياسة الرسمية للحكومة، فإن الحقيقة التي تفيد بفتح إيران أكبر مكتبة في العالم هي أمر مثير للدهشة.

وتقع حديقة طهران للكتاب التي افتتحت رسميا في يوليو/ تموز الماضي في تلال عباس آباد شمال شرق العاصمة الإيرانية.

ووصف رئيس بلدية طهران «محمد باقر قاليباف» افتتاح الحديقة بأنه «حدث ثقافي كبير في البلاد يجعل أطفالنا يستفيدون بشكل أفضل من هذه الفرصة الثقافية والأكاديمية».

وتضم حديقة الكتب مكتبات ومعارض فنية و 10 مسارح ومدرجات.

كما أن لديها قسم مخصص للأطفال والشباب والذي يضم الكتب الأدبية المناسبة لكل سن وتقدم المكتبة مجموعة متنوعة من الأنشطة التي تهدف إلى تشجيع القراءة.

ووفقا لنيوزويك، هناك أكثر من 400 ألف كتاب للأطفال.

وتم الانتهاء من تأسيس حديقة كتاب طهران في عام 2016.

وتحتل مساحة 110 آلاف متر مربع داخل مجمع عباس أباد، الذي يضم أيضا متحف حديقة الدفاع المقدس والمكتبة الوطنية ودور المحفوظات في إيران.

وتستضيف المساحة الداخلية مكتبات، وصالات العرض والمسارح بمساحة 65 ألف متر مربع.

وإذا تم احتساب كل هذا الفضاء الداخلي، فإن حديقة الكتاب يمكن أن تفوز بسهولة بلقب أكبر مكتبة في العالم.

وتحتل الرقم القياسي العالمي لموسوعة غينيس في الوقت الحالي مكتبة بارنز ونوبل في مدينة نيويورك.

ومع ذلك، فقد أغلقت المكتبة التي تبلغ مساحتها أقل من ربع حجم حديقة طهران للكتب، أبوابها أمام العملاء عام 2014.

وتم اقتراح حديقة الكتاب في طهران لأول مرة عام 2004، وذلك بسبب شعبية معرض طهران الدولي للكتاب الذي فتح شهية الإيرانيين للقراءة ومناقشة الكتب.

وبعد عقود من الرقابة الأدبية، فإن إيران اليوم بلد يبلغ عدد سكانه 78 مليون نسمة يستفيدون من 1500 مكتبة لبيع الكتب فقط.

في السنوات السابقة، كان يتم منع الناشرين وحظر الكتب في معرض الكتاب.

ومع ذلك، عندما تحدث المرشد الأعلى الإيراني آية الله «علي خامنئي» مع ناشرين في معرض الكتاب عام 2015، اعتقد البعض أنه كان علامة على أن القيود التي تفرض على ما يمكن ولا يمكن نشره داخل الجمهورية الإسلامية يجري تخفيفها.

وتقول صحيفة فاينينشيال تايمز إن حكومة الرئيس «حسن روحاني» تسمح لإيران بأن تكون أكثر انفتاحا من الناحية الثقافية.

وكانت الروايات المحظورة سابقا مثل رواية «الفتاة ذات القرط اللؤلؤي» (2003) لترايسي شيفلر و«أن تملك وألا تملك» لإرنست هيمنجواي و«المقامر» لديستوفسكي قد نشرت في السنوات الأخيرة باللغة الفارسية.

غير أن الرقابة لا تزال قائمة.

ورغم أن وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي في إيران زعمت أنه تم نشر 8 آلاف كتاب عام 2016، فرضت سلسلة جديدة من إجراءات حظر النشر العام الماضي لمواجهة ما وصفته بالغزو الثقافي الغربي.

وقال «محمد سيلجي»، رئيس هيئة نشر الكتب بوزارة الثقافة، «هناك كلمات مثل النبيذ، وأسماء الحيوانات الأجنبية والأليفة، وأسماء بعض الرؤساء الأجانب تم منع نشرها».

كما تم منع روايات «هاري بوتر» بدعوى تعارضها مع تعاليم الإسلام، لارتباطها بالسحر، حيث تقول السلطات الإيرانية إن الرواية كتبت تحت تأثير القوى الشيطانية التي تحاول أن تحيد المؤمنين إلى الطريق المظلم.

المصدر | الخليج الجديد + موقع المنتدي الاقتصادي العالمي

  كلمات مفتاحية

إيران مكتبة الرقابة الأدبية