مباحثات مصرية روسية بشأن استئناف الطيران والأزمتين السورية والليبية

الاثنين 21 أغسطس 2017 03:08 ص

تصدرت الأزمتان الليبية والسورية وتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط مباحثات وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف» مع نظيره المصري «سامح شكري» في موسكو، اليوم الإثنين.

وقال «لافروف» خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع «شكري» إن روسيا ومصر ستواصلان العمل من أجل معالجة قضية الشرق الأوسط الآمن وفقا للقرارات الدولية ذات الصلة فيما اتفق الطرفان على مواصلة التعاون في التصدي للإرهاب وتجفيف منابع تمويله.

وأضاف «لافروف» أن الجانبين ناقشا كذلك آفاق استكمال الرحلات الجوية بين البلدين في أقرب فرصة ممكنة، مشيرا إلى أن بلورة اتفاق يتعلق بإقامة محطة كهروذرية في مـصـر تسمح بإطلاق العمل لتنفيذ هذا المشروع بصورة عملية.

ولفت إلى أن المباحثات ستنطلق كذلك خلال الشهور القليلة المقبلة بين مصر والاتحاد الأوروآسيوي بهدف إقامة منطقة تجارة حرة بين الجانبين.

وعلى الصعيد السوري، أوضح «لافروف» أن موسكو تجري مشاورات مع العديد من الأطراف بما في ذلك السعودية من أجل تشكيل وفد موحد يمثل المعارضة السورية في المباحثات مع النظام السوري.

ورأى أن مباحثات إقامة منطقة خفض التوتر في إقليم إدلب تجري بصورة صعبة، مشيرا إلى أن ممثلي الدول الضامنة الثلاث (روسيا وإيران وتركيا) عاكفون على تلك القضية من أجل الإعداد لعقد لقاء دولي حول سوريا في آستانة في سبتمبر/أيلول المقبل.

وحول الوضع في ليبيا، ركز المسؤول الروسي على رفض بلاده استبعاد أي من الأطراف الليبية من عملية التسوية هناك، فيما أشاد بالدور الذي تلعبه مصر في تحقيق التسوية في ليبيا.

من جهته، قال «سامح شكري» إنه سلم رسالة من الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» لنظيره الروسي «فلاديمير بوتين» تشتمل التأكيد على تطوير العلاقات الثنائية والحفاظ على قنوات التشاور على أعلى المستويات.

وأوضح أن المباحثات التي أجراها مع نظيره الروسي تناولت مستجدات منطقة الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية التي تظل القضية المركزية في المنطقة، إضافة للوضع في سوريا والعراق وليبيا واليمن.

وأكد أن مصر ستساهم في الجهود السياسية في إطار دعمها لإقامة مناطق خفض التوتر في سوريا، موضحا في الوقت ذاته أن بلاده لن ترسل قوات عسكرية أو شرطة للرقابة في هذه المناطق.

وشدد «شكري» على أن بلاده تولي أهمية كبيرة لتطوير العلاقات الثنائية مع روسيا في جميع المجالات، معربا في الوقت نفسه عن أمله في اتخاذ قرار في المستقبل القريب باستئناف الرحلات الجوية بين البلدين.

التعاون الاقتصادي

وخلال الزيارة، التقى «شكري» وزير الصناعة والتجارة الروسي «دينيس مانتوروف».

 وصرح المستشار «أحمد أبو زيد» المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن وزير الصناعة والتجارة الروسي أعرب عن اعتزازه بالعلاقات الثنائية التي تجمع بين البلدين، منوها إلى وجود آفاق واسعة للتعاون بين البلدين، وإلى تطلعه لتعزيز التواجد الروسي في السوق المصري في ظل ما يوفره من فرص واعدة في العديد من القطاعات الاستثمارية.

وأضاف المتحدث باسم الخارجية، أن اللقاء تناول سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين مصر وروسيا، حيث أعرب «سامح شكري» عن تطلعه لزيادة حركة التبادل التجاري بما يتناسب مع مستوى وعمق العلاقات السياسية والاستراتيجية بين البلدين، فضلا عن جذب الاستثمارات الروسية لاسيما في مجال البترول والغاز الطبيعي، والتصنيع المشترك من خلال المنطقة الصناعية الروسية المزمع إقامتها بمحور التنمية بمنطقة قناة السويس.

كما أكد «مانتوروف» أن بلاده تعول على تحقيق المزيد من التقدم في مشروع المنطقة الصناعية الروسية، مشيرا إلى أن حكومته تعد في مرحلة البحث حاليا عن المستثمرين الروس الراغبين في الاستثمار في هذا المشروع، وأن هناك بالفعل عددا كبيرا منهم متحمس للمساهمة فيه.

وأضاف وزير الصناعة والتجارة الروسي أنه ناقش هذا المشروع الهام مع دول الاتحاد الأوراسي والذي يضم في عضويته بالإضافة إلى روسيا كل من وأرمينيا وكازاخستان وقيرغستان وبيلاروسيا، وكذا مع عدد من الشركاء الدوليين الذين أبدوا رغبة في الاستثمار فيه.

وبحث «شكري» مع وزير الصناعة والتجارة الروسي مجالات التنسيق بين البلدين بمختلف المحافل التجارية والاقتصادية الدولية وداخل مؤسسات التمويل الدولية، وسبل البدء في مفاوضات إقامة منطقة التجارة الحرة بين مصر والاتحاد الأوراسي، فضلا عن إمكانية تعزيز التعاون مع الأسواق والاقتصاديات البازغة وعلى رأسها مجموعة «البريكس» والتي تضم في عضويتها كل من روسيا والصين والبرازيل وجنوب أفريقيا والهند.

وتمر العلاقات الروسية المصرية بمرحلة ازدهار في عهد «السيسي»، الذي أبرم صفقات عسكرية مع موسكو للحصول على طائرات مقاتلة، فضلا عن إسناد مشروع الضبعة النووي لشركات روسية.

وتساند مصر الموقف الروسي الداعم لرئيس النظام السوري «بشار الأسد»، والجنرال الليبي المتقاعد «خليفة حفتر»، قائد القوات التابعة لمجلس النواب في طبرق، شرقي ليبيا.

لكن علاقات موسكو والقاهرة، يعكر صفوها مسائل أمنية تحول دون عودة السياحة الروسية للمنتجعات المصرية، ولم يحدد وزير الخارجية الروسي، موعد استئناف الرحلات مع مصر، لكنه أشار إلى استمرار بحث الأمر.

وعلقت موسكو ودول أخرى رحلات الطيران إلى مصر في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، بعد شهر من تحطم طائرة روسية فوق شبه جزيرة سيناء، بعيد إقلاعها من مطار شرم الشيخ، شمال شرقي البلاد، نتيجة عمل إرهابي، ما أدى إلى مقتل جميع ركابها الـ217، وأفراد طاقمها الـ7.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، وضع الجانبان خطة تهدف لاستئناف رحلات الطيران بين مطاري موسكو والقاهرة كمرحلة أولى، ومن ثم استئناف رحلات الطيران النظامية بين العاصمة الروسية ومدينتي شرم الشيخ والغردقة، ليعود بعدها المسؤولون الروس والمصريون إلى مناقشة مسألة استئناف رحلات الطيران العارضة «تشارتر» بين البلدين.

وعلى مدار الشهور الماضية، توالى وصول الوفود الأمنية إلى مطار شرم الشيخ الدولي، ومطار القاهرة الدولي، لتفقد الإجراءات الأمنية قبيل عودة السياحة الروسية لمصر، التي كان قد أعلن عن استئنافها قبل نهاية 2016، لكن ذلك لم يحدث إلى الآن، خاصة بعد تعرض مواقع سياحية لهجمات مسلحة في الآونة الأخيرة.

 

  كلمات مفتاحية

مصر روسيا السيسي شكري بوتين لافروف العلاقات المصرية الروسية

مصر وروسيا تبحثان نزع أسلحة الدمار الشامل بالشرق الأوسط

مصر وروسيا تبحثان مشروع قرار جديد بشأن سوريا في مجلس الأمن

الخارجية الأمريكية: لا نعارض اتفاق مصر وروسيا حول بناء محطة نووية