الجزائر.. مزاح رئيس وزراء سابق يلهم طائفة «الكركرية» الجديدة

الأربعاء 23 أغسطس 2017 08:08 ص

أثار ظهور الطائفة «الكركرية» في الجزائر، جدلًا واسعًا بين أوساط المتابعين، وهي الطائفة التي لا يُعرف عنها سوى أن أتباعها يحبون الألوان، ما حولها إلى موضوع للسخرية والتندر.

واتضح أن «عبد المالك سلال»، رئيس الوزراء الأسبق، الذي اشتهر بالتنكيت والسخرية هو ملهم أنصار هذه الطائفة، وذلك قبل بضعة أسابيع من الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في مايو/أيار الماضي.

ويحاول الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي من الجزائريين فهم ظاهرة الطائفة «الكركرية»، التي ظهرت فجأة من خلال صور أتباعها بألوانهم المختلفة والمختلطة التي انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام.

ومن خلال فيديوهات يعلن فيها أصحابها عن طائفتهم الجديدة، خلافًا لما كان عليه الأمر بالنسبة لطوائف أخرى كانت تفضل السرية، وتعرضت إلى تضييق وحرب من طرف السلطات مثل الطائفة الأحمدية التي هاجمها وزير الشؤون الدينية والأوقاف أكثر من مرة، وتعرض أتباعها إلى التوقيف من طرف أجهزة الأمن، أما أنصار «الكركرية» فهم يعلنون عن أنفسهم بشكل عادي، ودون مخاوف من أي ردة فعل.

ومن بين الاكتشافات المثيرة للجدل التي تم التوصل إليها في فهم الجذور الفكرية لهذه الطائفة الغريبة، هي أن رئيس الوزراء الأسبق «عبد المالك سلال» هو ملهم هذه الطائفة، والسبب جملة قالها خلال الحملة الانتخابية الأخيرة قبيل أيام من الانتخابات البرلمانية التي جرت في مايو/أيار الماضي، عندما حاول إقناع الجزائريين بالتصويت بقوة، فخاطب النساء قائلا: «يجب أن تقنعن أزواجكن بالذهاب الى مكاتب الاقتراع، ولو كان ولا بد يجب حرمانهم من قهوة الصباح!».

وحينها خاطب المرأة الجزائرية ممازحًا: «كركري راجلك يروح ينتخب»، والمقصود بها أن «تجرجر» كل امرأة زوجها، وهي الجملة التي أثارت آنذاك جدلًا واسعًا، لأن الكثيرين اعتبروها انتقاصا من رجولة الرجال الذين تجرجرهم النساء إلى مكاتب الاقتراع.

ورغم الانتقادات والآراء التي اعتبرت الأمر برمته «مجرد مؤامرة يقف وراءها النظام، لإلهاء الشعب عن القضايا الأساسية»، يقول الباحث والكاتب «محند أرزقي فرّاد» في منشور عبر صفحته على موقع «فيسبوك» إن هذه الطريقة الصوفية المغربية الجديدة المسماة «الكركرية»، سِمتها ارتداء أتباعها لباسا مزركشًا براقًا ملفتًا للانتباه صانعًا للبهرجة، والسير في سياحتهم راجلين لا راكبين، مؤكدًا أن مظهر هذه «الطريقة التعبدية» يخدش صورة التصوف السنيّ المؤسس على الكتاب والسنة، والذي دأب أجدادنا في الماضي على تعلمه في الزوايا التعليمية «المعمرات»، من خلال الكتاب المشهور «متن ابن عاشر» المسمى «المرشد المعين على الضروري من علوم الدين»، باعتبار هذا التصوف السنيّ مدرسة سلوكية تعبدية، تجاهد النفس الأمّارة بالسوء، وتنظر إلى الحياة بعين الزوال.

واعتبر «فراد» أن «استمرار ظهور الدروشة والشعوذة في المجتمع بطرائق جديدة، يصبح ممكنا مع (عقول مستقيلة) عجزت عن توظيف التفكير والتكيّف مع الواقع الجديد، وفضّلت النكوص إلى الماضي أو إلى الغرب، بحثًا عن حلول مستوردة منتهية الصلاحية لواقع معقد».

مشددًا على أن الأمر الذي استفزّه أكثر هو سكوت «العقول المنيرة» عن مظاهر «الدروشة» الواردة من الغرب أو من الشرق أحيانًا، أو «من حكامنا المستبدين، فقد استورد بعض شبابنا (دروشة غربية) تتجلى في أساليب تحليق الرؤوس، وارتداء ملابس رثّة ممزّقة بطريقة صادمة لا تقل عنفًا عن لباس أتباع الطريقة الكركرية، دون أن تثير هذه الدروشة الغربية نقاشًا في الأوساط الإعلامية والفكرية والفضاء الأزرق، ولم تستنفر الأقلام مؤسسات الدولة ضدها كما فعلت مع الطريقة الصوفية الكركرية».

واعتبر أن هناك أيضًا «دروشة» الوهابية التي تصدّر إلينا «فهمًا سقيمًا» للدين، على أنه صواب لا يحتمل الخطأ.

وتابع: «سار هذا الفهم السقيم في اتجاه معاكس لجوهر الدين، حين اعتبر الفهوم الأخرى المخالفة له زيغًا وضلالًا وكفرًا، لا تحتمل الصواب!».

الجدير بالذكر، وفقًا للباحث، أن أوّل من رفض أفكار «محمد بن عبد الوهاب»، هو شقيقه العالم «سليمان بن عبد الوهاب» الذي قال إنها مخالفة للمنهج الإسلامي السويّ، وأوضح ذلك في كتابه الموسوم: «فصل الخطاب في الردّ على محمد بن عبد الوهاب».

حيث ذكر الباحث «محند أرزقي فرّاد» أن هناك أيضًا «دروشة سياسة رهيبة أهلكت الحرث والنسل، يمارسها سادة القوم منذ استعادة الاستقلال سنة 1962، وأن تبعاتها أخطر على الجزائر من دروشة الطريقة الكركرية، لأنها (أي الدروشة السياسية) حالت دون بناء دولة حديثة قوامها العدل والحرية، وصار الوطن المخدوع في ظلها، بلادا يُخزى الكرام عليها، ويُعزّ الأسافل الأوغاد، ومزرعة لأكابر القوم وحلفائهم من الأوليغارشية المؤسسة من العسكر والجهوية والمال، دون غيرهم.

  كلمات مفتاحية

الجزائر الإسلام دين طائفة جديدة مثير للجدل غريب انتقاد جدل سخرية

العراق: الطائفة تعلن الحرب على الطائفية!

«هآرتس»: (إسرائيل) لن تساعد عسكريا أبناء الطائفة الدرزية في سوريا

«ديلي تلغراف»: الطائفة العلوية تدفع ثمنا باهظا لدعم «الأسد»