تهديدات قادة ميليشيات شيعية تثير غضبا في كردستان العراق

الاثنين 4 سبتمبر 2017 08:09 ص

قوبلت تهديدات قادة ميليشيات شيعية ضد ضم محافظة كركوك، المتنازع عليها شمالي العراق، إلى استفتاء الاستقلال، برفض واسع في إقليم كردستان العراق.

وقال «خليل إبراهيم»، القيادي في «الاتحاد الإسلامي الكردستاني»، وعضو لجنة الاستفتاء، إن «الإقليم مهيأ لكل الاحتمالات، ويضع كل التوقعات في الحسبان، لكننا نستبعد وقوع مواجهات أو معارك بين العرب والكرد».

وأكد، في تصريحات لصحيفة «القدس العربي»، أن «الإقليم ماض في الإعداد للاستفتاء، وهو حق للشعب الكردي ومن حقهم أن يمارسوا حقوقهم وليس لديهم شك في صواب هذا القرار».

واعتبر أن «قرار مجلس محافظة كركوك بالانضمام إلى الاستفتاء على الاستقلال، هو قرار شرعي ولا يحق لأحد رفضه».

ورفض النواب العرب والتركمان في مجلس محافظة كركوك خطوة ضم المحافظة إلى الاستفتاء، وانسحبوا من جلسة التصويت عليها.

ومن بين قادة الميليشيات الذين وجهوا تهديدات للإقليم ورئيسه، زعيم «عصائب أهل الحق»، «قيس الخزعلي» ،إذ قال في خطبة العيد بمدينة النجف العراقية، السبت، إن «موضوع إدخال كركوك ضمن الاستفتاء هو أمر خطير للغاية ويجب أن يكون أمامه موقف رسمي واضح وحاسم؛ لأنه مخالفة قانونية ودستورية صارخة، ولا بد من ردة فعل تتناسب مع حجم التهديد».

وخاطب «الخزعلي»، رئيس إقليم كردستان، «مسعود بارزاني»، بالقول: «نحن لا نناقش في مسألة تحديد المصير، فمن لا يريد العراق، نحن أيضا لا نريده، ولكن إذا حصل الانفصال، ستكون الأراضي العراقية التي تسيطرون عليها محتلة، وحينها لن يقبل أي عراقي من حكومة أو برلمان أو أي عراقي شريف باحتلال جزء من بلده».

من جانبه قال الكاتب الصحفي الكردي «محيي الدين المزوري»، إن «تهديدات الخزعلي لا تخيفنا ولا تعني شيء لنا»، معتبرا أن «ضعف الحكومة الاتحادية جعلت الخزعلي وأمثاله يصرحون حسب ما يريدون».

وأضاف لـ«القدس العربي»: «الخزعلي كان ضمن التيار الصدري، وهو ليس رجل سياسة، لكن رئيس الوزراء السابق نوري المالكي دعمه وجعله يؤسس تشكيلا عسكريا لتحقيق أهدافه الخاصة ولكي يقوم بإصدار التصريحات الإعلامية والمهاترات، وهو مستعد للعمل مع كل من يدفع له من العراق أو إيران».

وتابع: «الخزعلي ليست لديه القدرة على تنفيذ تهديداته».

وكشف «المزوري»، المقرب من «الحزب الديمقراطي الكردستاني»، أن «البيشمركة لديها خطة استراتيجية تنص على أن كل قوة تتقدم نحو خطوطها الدفاعية، يتم التعامل معها على أنها قوة عدوة سواء كانت تنظيم (الدولة الإسلامية) أو (الحشد الشعبي) أو غيره».

المستشار الإعلامي لرئيس إقليم كردستان، «كفاح محمود»، انتقد، كذلك، تهديدات «الخزعلي»؛ مؤكدا أن «الاستفتاء حق دستوري للسكان في المناطق المتنازع عليها».

وأضاف، في لقاء متلفز، أن «العراقيين يدفعون ثمن التصريحات غير المنضبطة»، ووصف التهديدات بـ«المبالغ فيها».

كان القيادي في «منظمة بدر»، «محمد مهدي البياتي»، دعا، أيضا، قبل أيام، إلى «طرد رئيس الجمهورية العراقية «فؤاد معصوم» (كردي)، والوزراء الكرد من العاصمة بغداد، ردا على إجراء الاستفتاء في محافظة كركوك.

وقال، في لقاء متلفز ، إن «أحد الإجراءات الممكن أن يقوم بها رئيس مجلس الوزراء، هو التعامل بالمثل»، مشيرا إلى أن «على رئيس الجمهورية أن يغادر بغداد، فليس هناك معنى من أن يكون رئيس الجمهورية من الكرد. وعلى الوزراء الكرد أن يغادروا أيضا، وأن تصادر جميع العقارات في بغداد والمحافظات الأخرى، التابعة للكرد».

وطالب كذلك، بـ«إسقاط الجنسية العراقية، والجوازات، وعدم الاعتراف أمام الدول الأخرى، بهذه الدولة».

في المقابل، جدد رئيس الإقليم «مسعود بارزاني»، دعوته لأهالي كردستان بالتصويت بنعم على استفتاء تقرير المصير، واعتبار يوم 25 سبتمبر/أيلول عيدا وطنيا.

والاستفتاء غير ملزم؛ بمعنى أنه يتمحور حول استطلاع رأي سكان المحافظات الثلاث في كردستان العراق، وهي: أربيل والسليمانية ودهوك، ومناطق أخرى متنازع عليها، بشأن إن كانوا يرغبون بالانفصال عن العراق أم لا.

وترفض الحكومة العراقية الاستفتاء، وتقول إنه لا يتوافق مع دستور العراق، الذي أقر في 2005، ولا يصب في مصلحة الأكراد سياسيا أو اقتصاديا أو قوميا.

كما ترفض الجارة تركيا إجراء هذا الاستفتاء، وتقول إن الحفاظ على وحدة الأراضي العراقية مرتبط بإرساء الأمن والسلام والرخاء في المنطقة.

وأعربت الولايات المتحدة في أكثر من مناسبة عن قلقها من الاستفتاء، معتبرة أنه سيشكل انحرافا عن الأولويات العاجلة، مثل هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» وتحقيق استقرار البلاد.

المصدر | القدس العربي + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العراق كردستان العراق كردستان العراق استفتاء الانفصال شيعة العراق

بعد الإساءة للسيستاني.. إحراق مبنى الحزب الديمقراطي الكردستاني في بغداد