رئيس «الصليب الأحمر» يبحث ملف الأسرى الإسرائيليين مع «السنوار»

الأربعاء 6 سبتمبر 2017 08:09 ص

عقد مدير اللجنة الدولية للصليب الأحمر «بيتر ماورير» اجتماعا مغلقا مع رئيس حركة «حماس» في قطاع غزة «يحيى السنوار»، أمس الثلاثاء، بحثا خلاله ملف الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى الحركة، إضافة إلى ملفات إنسانية أخرى تخص سكان القطاع المحاصرين.

وقال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تصريح مقتضب عقب انتهاء الاجتماع، إنه أجرى «محادثات جيدة»، لافتا إلى أن حالة السكان المدنيين في غزة «مأساوية للغاية»، مؤكدا استمرار عمل «الصليب الأحمر»، لدعم الفئات الأكثر تضررا من الوضع الحالي في غزة.

وتستمر جولة «ماورير» 3 أيام، تنتهي اليوم الأربعاء بمؤتمر صحفي يعقده في مدينة القدس.

وتريد «حماس» أن تطلق (إسرائيل) سراح الأسرى الذين أعادت اعتقالهم، بعد إطلاق سراحهم في صفقة التبادل السابقة لعام 2011، قبل أن تبدأ في مفاوضات صفقة جديدة.

وسبق وصول «ماورير» الكشف عن رفض «السنوار» إجراء مقابلة طلبها رئيس «الصليب الأحمر» مع الإسرائيليين الأسرى في غزة. غير أن ذلك لم يمنع وسائل إعلام إسرائيلية، من الحديث عن احتمالية حلحلة ملف التبادل، بعد وصول المسؤول الدولي، خاصة أنه سيبحث الأمر مع المسؤولين في الجانبين.

الكيل بمكيالين

وفي غزة وجهت انتقادات لـ«ماورير»، في ظل التوقع بأن يميل للحديث عن حقوق الأسرى خاصة الإسرائيليين، وتجاهله معاناة آلاف الأسرى الفلسطينيين.

وقال «عبدالناصر فروانة»، رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن «ماورير» سيتطرق كالعادة، خلال الزيارة إلى «الجوانب الإنسانية» واتفاقيات جنيف والتعامل مع الأسرى والكشف عن مصيرهم والسماح لممثلي «الصليب الأحمر» بزيارتهم، بخصوص الجنود الإسرائيليين، لافتا إلى أن ذلك يحدث حين يتعلق الأمر بالأسرى الإسرائيليين.

وأكد أنه حال تعلق الأمر بالأسرى الفلسطينيين «لم نسمع لهم صوتا ولا نرى فعلا مؤثرا»، مشيرا إلى أن هذا الأمر ظهر حين كان الجندي الإسرائيلي السابق «جلعاد شاليط» بقبضة المقاومة.

وأعلن عن رفض الفلسطينيين التعامل بـ«مكيالين»، وطالب «الصليب الأحمر» بـ«التحلي دوما بالنزاهة والحيادية والاستقلالية»، مشيرا إلى وجود آلاف من الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي تنتهك حقوقهم وتقترف الانتهاكات والجرائم بحقهم.

وكان «ماورير» قد وصل إلى (إسرائيل)، أول أمس الإثنين، وأجرى محادثات مع مسؤولين، قبل التوجه إلى غزة.

وتأتي زيارة المسؤول الدولي للمنطقة، في الوقت الذي كشف فيه النقاب عن نية وزير الجيش الإسرائيلي «أفيغدور ليبرمان»، التوصية بتعيين مسؤول جديد لملف الأسرى والمفقودين.

وذكرت تقارير إسرائيلية أن «ليبرمان» سيطرح على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اسم مسؤول جهاز «الشاباك» في الضفة الغربية والقدس لتولي هذا المنصب.

وشملت زيارة «ماورير» للقطاع، حسب ما أفادت الناطقة باسم اللجنة في القطاع «سهير زقوت»، إلى جانب لقاء رئيس حركة «حماس» في غزة، عقد لقاء مع بعض العائلات التي تضررت جراء الحرب الأخيرة في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، إضافة إلى لقاء بشرائح عدة من السكان الذين يقدم لهم «الصليب الأحمر» مساعدات إنسانية من المزارعين والخياطين والأطباء، في حين اختتم الزيارة بعقد لقاء مع أهالي الأسرى الفلسطينيين.

وكانت اللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر» قد أعلنت في وقت لاحق أن زيارة «ماورير» ستسمر 3 أيام وسيلتقي خلالها مسؤولين على أعلى مستوى من السلطات على الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني في كل من القدس، ورام الله، وغزة، وتل أبيب، لمناقشة عدة مواضيع تثير شواغل اللجنة الدولية.

وأوضحت أنه سيقوم بعدد من الزيارات الميدانية لمعاينة الوضع في غزة والضفة الغربية، وأنه سيستعرض ملاحظاته من زيارته ومناقشاته مع السلطات ومع ممثلي المجتمع المدني في مؤتمر صحفي سيعقده، مساء اليوم الأربعاء، في مدينة القدس.

زيارات سابقة

يشار إلى أن زيارة رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، هي الثانية لمسؤول دولي كبير للقطاع خلال أسبوع، حيث سبقه في نهاية الأسبوع الماضي الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو غوتيريش»، حيث دعا خلالها إلى ضرورة إتمام عملية المصالحة والوحدة بين الفلسطينيين، وعبر عن أمله بأن «يرى قطاع غزة جزءا من الدولة الفلسطينية التي تعيش برخاء»، وأكد ضرورة حل المشاكل التي يواجهها سكان قطاع غزة، مطالبا المجتمع الدولي بتقديم «الدعم الإنساني» للسكان.

ويأسر الجناح المسلح لـ«حماس» 4 إسرائيليين، اثنان منهم جنديان تقول (إسرائيل) إنهما قتلا قبل وقوعهما في الأسر خلال الحرب الأخيرة على القطاع صيف عام 2014، واثنان مدنيان، أحدهما إسرائيلي من أصل إثيوبي، وآخر بدوي يحمل الجنسية الإسرائيلية، ألقت «حماس» القبض عليهما بعد اجتيازهما حدود قطاع غزة بصورة غير رسمية.

وكان مسؤول ملف الجنود الإسرائيليين الأسرى «ليئور لوتان» قدم استقالته من منصبة قبل أسابيع، وأرجع السبب إلى عدم تلقيه دعما من قبل الحكومة التي عارضت وساطات عدة تدخلت من أجل الحل، وهو ما دفع عائلتي الجنديين الأسيرين لتوجيه انتقادات حادة للحكومة بعد استقالته.

وطالبت عائلتا الجنديين «نتنياهو»، بتعجيل عملية تعيين منسق إسرائيلي جديد عن المفاوضات لاستعادة الجنود المحتجزين في غزة.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

الأسرى الإسرائيليين حماس المصالحة نتنياهو ليبرمان الصليب الأحمر الازمة الإنسانية في غزة