داعية مصري: اعتقال الشيوخ السعوديين إنذار خطير للأمة

الأربعاء 13 سبتمبر 2017 11:09 ص

اعتبر الداعية المصري «محمد الصاوي»، أن اعتقال الدعاة والشيوخ السعوديين، وتغييبهم وتقويض نشاطهم الإعلامي والدعوي، يمثل «مؤشرا خطيرا وإنذارا يجب أن تنتبه له الأمة، لأنهم هؤلاء هم صمام الأمان».

وفي مقطع فيديو تداوله مغردون على «تويتر»، حذر «الصاوي» من أن الأمة يراد لها الفساد، وانتهاك الحقوق، وفتح باب الحريات والعلمنة، وأن تقع في شرك النزاع والفتنة، وأن يتجرأ العوام على أهل الصلاح والخير.

ودعا علماء الأمة في مصر والشام والأردن والإمارات والكويت، أن يكون لهم موقفا، وأن يحذروا الحكام والزعامات والقادة، أن العلماء هم صمام أمان الأمة.

وأشار إلى أن تغييب العلماء عن منابرهم ومنصاتهم، وهم يمثلون خيرة أبناء أهل السنة والجماعة مؤشر خطير قد يؤدي بالأمة إلى هلكة عظيمة.

وشن «الصاوي» هجوما حادا على من يبحثون في الماضي عن تغريدات وتصريحات سابقة لتشويه صورة العلماء، واتهمهم بأنهم منافقون خبثاء، يحاولون أن يدسوا السم في هؤلاء الشيوخ، مشيرا إلى أن الدائرة ستدور عليهم.

حملة مستمرة

والحملة الأمنية السعودية مستمرة لليوم الرابع على التوالي، وطالت دعاة بارزين، وصل عددهم إلى قرابة 27 من العلماء والدعاة والكتاب والباحثين والشعراء الذين تأكد اعتقالهم، منذ الأحد الماضي.

وشملت قائمة المعتقلين كل من الداعية والأكاديمي السعودي «علي بادحدح»، والقارئ «إدريس أبكر»، والدعاة «خالد الشنار»، و«عادل باناعمة»، و«خالد المهاوش».

كما تأكد اعتقال السلطات السعودية للشيخ «عبدالعزيز آل عبداللطيف»، أستاذ العقيدة، والأكاديمي والروائي «مصطفى الحسن»، والشاعر «زياد بن نحيت»، الذي اشتُهر بمدحه لولي العهد السعودي، «محمد بن سلمان».

واعتقل أيضا الباحث الاقتصادي «عصام الزامل»، والباحث في الشريعة «عبدالله المالكي»، و«خالد بن فهد العودة» شقيق الداعية «سلمان العودة»، واثنين من الدعاة البارزين هما «عبد المحسن الأحمد»، و«وليد الهويريني».

ومن بين المعتقلين أيضا دعاة بارزون هم: «سلمان العودة» و«عوض القرني»، و«يوسف الأحمد»، و«إبراهيم الفارس»، و«إبراهيم الناصر»، و«محمد الهبدان»، و«غرم البيشي»، و«محمد بن عبد العزيز الخضيري» و«علي العمري»، «محمد موسى الشريف»، و«إبراهيم الحارثي»، و«حسن فرحان المالكي»، و«خالد العجيمي».

كما شملت قائمة المعتقلين الأكاديمي «فهد السنيدي»، بالإضافة إلى 3 سيدات هن الداعية «رقية المحارب»، والكاتبة «نورة السعد»، والأكاديمية «نوال العيد».

ولم يصدر من قبل السلطات السعودية، أي تعليق يؤكد أو ينفي نبأ اعتقال هؤلاء الدعاة والعلماء.

بينما توقع حساب «معتقلي الرأي»، المهتم بأخبار المعتقلين في المملكة، عبر «تويتر»، باتساع القائمة خلال الساعات والأيام المقبلة.

3 أسباب

وكانت رئاسة أمن الدولة، قالت الأحد، إنها تمكنت خلال الفترة الماضية من رصد أنشطة استخباراتية لمجموعة من الأشخاص لصالح جهات خارجية ضد أمن المملكة ومصالحها ومنهجها ومقدراتها وسلمها الاجتماعي بهدف إثارة الفتنة والمساس باللحمة الوطنية.

وقالت رئاسة أمن الدولة، إنه تم تحييد خطرهم والقبض عليهم بشكل متزامن، وهم سعوديون وأجانب، ويجري التحقيق معهم للوقوف على كامل الحقائق عن أنشطتهم والمرتبطين معهم في ذلك.

وبحسب مراقبين، فإن ثلاثة أسباب للحملة التي تشنها السلطات السعودية، على الدعاة والمفكرين السعوديين.

وقالت مصادر لـ«الخليج الجديد» إن حملة الاعتقالات جاءت بناء على رفض هؤلاء الدعاة توجيهات من الديوان الملكي بمهاجمة قطر، حيث تلقوا اتصالات من المستشار في الديوان الملكي «سعود القحطاني» المقرب من ولي العهد «محمد بن سلمان» بالإضافة لمدير عام قناة «العربية» الإعلامي السعودي «تركي الدخيل» يطلبان منهم مهاجمة قطر فورا، فكان ردهم الرفض وقال أحدهم نصا: «بكرة تتصالحوا ويسود وجهنا نحن». (طالع المزيد)

واندلعت الأزمة الخليجية في يونيو/حزيران الماضي، عندما قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها بقطر بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما نفته الدوحة.

يأتي ذلك في ظل تصاعد الحديث عن قرب تنصيب «بن سلمان» ملكا، ورغبته في عدم وجود أي معارضة داخلية لهذه الخطوة، بحسب مراقبين (طالع المزيد).

وكان المغرد السعودي الشهير «مجتهد»، قد أكد مطلع الأسبوع الجاري، قرب إعلان العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» التنازل عن العرش لابنه ولي العهد الأمير «محمد».

وقال «مجتهد» في تغريدات على «تويتر» «يفترض أن يعلن اليوم ابن سلمان ملكا أو خلال أيام».

وتابع: «سبب التأخير تردد من عرض عليهم ولاية العهد لأنهم خائفون أن يشملهم غضب الأسرة على ابن سلمان وليضرب أحمد بن عبدالعزيز ومتعب بن عبدالله وكل المعارضين في الأسرة لمحمد بن سلمان رأسهم في الجدار».

أما السبب الثالث فهو «حراك 15 سبتمبر»، وهو الاسم الذي حملته صفحة على «تويتر»، لدعوات سعودية سلمية معارضة تهدف إلى «معالجة الفقر والبطالة، وأزمة السكن، وإزالة أسباب الجريمة، والتفكك الأسري، ورفع الظلم عن المرأة، والضعوف، وتحسين مستوى الخدمات».

الحراك والمطالب لم تتوقف عند الطابع الاجتماعي فحسب، بل ارتفع سقفها سياسيا، بالدعوة إلى إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، ورفض «تعيين (محمد) بن سلمان وليا للعهد»، ومواجهة تحركاته لتنصيب نفسه ملكا «حماية للبلد من هذا الطائش الذي سيورد البلاد المهالك»، وفق الحساب ذاته.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

محمد الصاوي دعاة اعتقالات السعودية بن سلمان حراك 15 سبتمبر