«ف. تايمز»: السعودية خسرت معركة الرأي العام ضد قطر

الأربعاء 13 سبتمبر 2017 03:09 ص

تخطط المملكة العربية السعودية لإقامة مراكز للعلاقات العامة في أوروبا وآسيا كجزء من هجوم جديد لمواجهة التغطية الناقدة للمملكة، وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تقود فيه الرياض حظرا إقليميا استثنائيا على قطر، كما تم انتقادها لدورها في حرب مدمرة في اليمن، حيث اتهمت بتفجير أهداف مدنية.

وقالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» إن وزارة الإعلام السعودية قد تقيم مراكز في لندن وبرلين وباريس وموسكو في مطلع الشهر الجاري بهدف «تعزيز الوجه المتغير للمملكة».

وقالت الصحيفة: هذه المبادرة يمكن توسيعها الى بكين وطوكيو ومومباي، وغيرها من المدن الكبرى اعتبارا من العام القادم، وقد عانت المملكة المحافظة منذ سنوات من أجل تحسين صورتها في الغرب.

وقد اتهمت بتبني شكل متطرف من الإسلام وانتقدت بسبب معاملتها للنساء اللواتي يحظر عليهن القيادة وبسبب انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان.

وتتبنى المملكة سياسة خارجية أكثر تدخلا بقيادة ولي العهد «محمد بن سلمان»، وقد أدى ذلك لوضع السعودية تحت رقابة أكبر.

وتقود الرياض تحالفا من الدول السنية التي تقاتل المتمردين الحوثيين في اليمن، وهو الصراع الذي دخل عامه الثالث وأثار واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، مع الملايين من الناس يواجهون نقص الغذاء وخطر الكوليرا.

كما تعتبر السعودية إحدى الدول العربية الأربع التي فرضت حظرا على قطر، ما أثار أسوأ أزمة دبلوماسية في الخليج منذ عقود.

إعادة صياغة الخطط السعودية

ويشعر الدبلوماسيون الغربيون بالقلق وهم يرون حلفاءهم يعملون ضد بعضهم البعض ويشعرون بالقلق إزاء ما يعتبرونه العمل العدواني المفرط ضد الدوحة.

يذكر أن قطر تعد أكبر دولة مصدرة للغاز الطبيعي المسال وواحدة من أغنى الدول التي تنفق ملايين الدولارات على جماعات الضغط لمواجهة ادعاءات جيرانها بأنها ترعى الإرهاب.

وقال «أندرو بوين»، الباحث الزائر في معهد «أمريكان إنتربرايز»: «في حين أن الرياض قامت بهجوم سلبي جدا في واشنطن ولندن ضد قطر، فإن الدوحة تجنبت الخوض وحافظت على البعد الأخلاقي»، وأضاف: «ونتيجة لذلك، فإن قطر كسبت حرب القلوب والعقول الغربية إلى حد كبير، ما سبب غضب الجهات التي فرضت عليها الحصار».

ويقول استطلاع للرأي، إن الدراسات الاستقصائية في أوروبا تشير إلى أن صورة المملكة العربية السعودية قد شوهت بسبب «البلطجة» المتصورة ضد قطر، وجراء تدخلها العسكري في اليمن.

إن محاولة تحسين مكانة المملكة هي جزء من برنامج الأمير «محمد» الإصلاحي الطموح الذي يهدف إلى تحديث الاقتصاد وجذب الاستثمارات الأجنبية وتقليل الاعتماد على النفط، تعيد المملكة العربية السعودية صياغة محور برنامجها الإصلاحي، وخطة التحول الوطنية، في خطوة تشير إلى أن الرياض قد تكون قد قررت أن بعض الأهداف كانت طموحة بشكل مفرط.

وستقوم المراكز العالمية التي تتعمل معها المملكة بإصدار بيانات صحفية وبنشر المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي ودعوة «المؤثرين الاجتماعيين» لزيارة السعودية، وتريد المملكة استخدام شركات العلاقات العامة «لتعميم الرؤية السعودية تجاه التطورات العالمية ردا على أي منشورات سلبية غير دقيقة عن المملكة».

وستعمل المراكز أيضا على تعزيز الثقافة السعودية من خلال المعارض الفنية والمناقشات الدينية.

المصدر | سيمون كير - فاينانشيال تايمز

  كلمات مفتاحية

حصار قطر محمد بن سلمان علاقات عامة