دعا الرئيس السوري «بشار الأسد» دول الغرب إلي تبادل المعلومات مع بلاده في إطار «مكافحة الإرهاب» بعدما أدان حادثة «شارلي إيبدو» التى اعتبرها إثبات على أن «الإرهاب في سوريا سيرتد على داعميه».
وتوجه الأسد في تصريحات صحفية إلى «السياسيين الغربيين» قائلاً: «إنه لا يجوز أن تدعموا الإرهاب وتوفروا مظلة سياسية له لأنه سينعكس على بلدانكم وشعوبكم».
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن «الأسد» قوله لصحيفة «ليتيرارني نوفيني» التشيكية في حوار ينشر اليوم الخميس، تعليقاً على سؤال على أحداث فرنسا الأخيرة: «عندما يتعلق الأمر بقتل المدنيين وبصرف النظر عن الموقف السياسي... والاتفاق أو الاختلاف مع الأشخاص الذين قتلوا... فإن هذا إرهاب... ونحن ضد قتل الأبرياء في أي مكان في العالم... هذا مبدأنا».
وأضاف: «نحن أكثر بلدان العالم فهماً لهذه المسألة لأننا نعاني من هذا النوع من الإرهاب منذ أربع سنوات... وقد خسرنا آلاف الأشخاص الأبرياء في سوريا... ولذلك فإننا نشعر بالتعاطف مع أسر أولئك الضحايا... لكننا وفي الوقت نفسه نريد تذكير كثيرين في الغرب أننا نتحدث عن هذه التداعيات منذ بداية الأزمة في سوريا... كنا نقول: لا يجوز أن تدعموا الإرهاب وأن توفروا مظلة سياسية له لأن ذلك سينعكس على بلدانكم وعلى شعوبكم... لم يصغوا لنا... بل كان السياسيون الغربيون قصيري النظر وضيقي الأفق».
وتابع في أول رد له على اعتداءات فرنسا التي أوقعت 17 قتيلاً: «ما حدث في فرنسا منذ أيام أثبت أن ما قلناه كان صحيحاً، وفي الوقت نفسه، فإن هذا الحدث كان بمثابة المساءلة للسياسات الأوروبية لأنها هي المسؤولة عما حدث في منطقتنا وفي فرنسا مؤخراً».
وعن أفضل طريقة لمكافحة الإرهاب، قال «يجب أن نفرق بين محاربة الإرهابيين ومكافحة الإرهاب ... علينا أن نحارب الإرهابيين لأنهم يقتلون الناس الأبرياء وعلينا الدفاع عن هؤلاء الناس».
وأضاف: «إذا أردنا أن نتحدث عن مكافحة الإرهاب فهذه لا تحتاج إلى جيش... بل هي بحاجة إلى سياسات جيدة... ينبغي محاربة الجهل... كما ينبغي بناء اقتصاد جيد لمكافحة الفقر... وأن يكون هناك تبادل للمعلومات بين البلدان المعنية بمكافحة الإرهاب».
واعتبر أن «مكافحة الإرهاب أشبه بمعالجة السرطان... السرطان لا يعالج بشقه أو إزالة جزء منه... بل باستئصاله كلياً... ما حدث في أفغانستان هو أنهم شقوا جرحاً في ذلك السرطان... وكانت النتيجة أنه انتشر بسرعة أكبر».
وكان مسلحون قد نفذوا الأربعاء هجوماً غير مسبوق على مقر صحيفة «شارلي ايبدو» الساخرة في باريس أوقع 12 قتيلاً بينهم أربعة من أشهر رسامي الكاريكاتور الفرنسيين وشرطيان. وتلاه هجومان في الأيام اللاحقة اوقعا خمسة قتلى آخرين بينهم شرطية. والاعتداء هو الأكثر دموية في فرنسا منذ نصف قرن.
ويصف نظام الأسد الثورة السورية التي اندلعت ضده في منتصف مارس/آذار 2011، والتي راح ضحية أعمال قمعها أكثر من 200 ألف شخص، يعتبرها «مؤامرة» ينفذها «إرهابيون» تدعمهم دول عربية وغربية بينها الولايات المتحدة وفرنسا.