قامت إدارة موقع «الإسلام» الإلكتروني، التابع لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية، بحذف نماذج من الخطب المختارة في الموقع تحارب «الابتعاث» و«العلوم العصرية»، وتصف العائدين من الابتعاث وخريجي المدارس الأجنبية بـ«المنحلين»، وبأنهم «أصحاب خصل رذيلة»، إلا أن إدارة الموقع تعاملت بشكل «مختلف» مع النماذج المحرضة على الكراهية، ودعم المجاهدين بالمال والأسلحة.
وكشفت وسائل إعلام أمس عن إلغاء إدارة الموقع خطبا كاملة تعزز مفهوم الكراهية للغرب، وتحذر من الذهاب إلى «بلاد الكفار»،. بيد أن تعاطي الوزارة في ما يتعلق بالدعوة إلى «الجهاد»، ودعمه ماديا في بلاد المسلمين كافة اتسم بالتباين، إذ حذفت إدارة الموقع فقرة كاملة من توصيات اجتماع رابطة العالم الإسلامي - المنعقد قبل 40 عاما - التي تنص على «إحياء روح الجهاد وإشعال جذوة الحماسة لحماية الإسلام ومقدساته، والعمل لإزالة الطواغيت والمعوقين لسير الدعوة»، في حين أبقت إحدى الخطب المختارة الداعية إلى دعم «المجاهدين» - من دون تخصيص موقع جهادهم - بالمال من أجل شراء السلاح وغيره من معدات الجهاد.
وكانت أبرز الملاحظات على موقع الشؤون الإسلامية آنذاك، نشر توصيات لمؤتمر رابطة العالم الإسلامي تحرض خطباء المساجد على «أن لا تُفرض عليهم خطبة موجهة من السلطان، يرددها ترديداً آليا لا روح فيها، وأن تترك له الحرية في اختيار موضوعه، وإعداده، وأدائه بالطريقة التي يرضاها عقله وضميره، وفقاً لما درسه من كتاب ربه وسنة نبيه»، فيما كانت الوزارة أصدرت تعاميم في مختلف وسائل الإعلام تنص على التحدث عن شجب العمليات الإرهابية، وبعض الجماعات المصنفة إرهابياً في المملكة، محذرة من يخالف ذلك بعقوبات.
ومن أبرز الخطب التي أزيلت من جميع أيقونات موقع الوزارة خطبة «التحذير من المدارس الأجنبية المنحرفة»، التي وصفت «العائدين من بلاد الكفار» بـ«المنسلخين من العبادة والساخرين من الإسلام».
وحتى الآن لم تتغير أو تحذف خطب جمعة مضى عليها نحو 40 عاما عزز فيها خطباؤها مفهوم «كره غير المسلمين»، وأن كل سكان الأرض أعداء، مطالبين بأن تُعد لهم العدة بما استطاعوا من قوة معنوية وحسية، وأن يكون إعدادهم بصمت وحكمة.