إيران وحزب الله يتجندون لإعادة الجولان السوري للأسد

السبت 14 فبراير 2015 05:02 ص

أُضيف الى قائمة الهجومات المشتركة لنظام الاسد وحزب الله ومستشارين من حرس الثورة الايراني في جنوب سوريا، نجاح جديد، حيث نجحت قوات النظام في استرجاع السيطرة على عدة قرى وبلدات من أيدي المتمردين.

المنطقة التي يدور فيها الهجوم، الذي بدأ في بداية الاسبوع الماضي، تقع بين بلدة درعا والجزء الجنوبي من الحدود مع اسرائيل في هضبة الجولان. هذه العملية تظهر محاولة الرئيس بشار الاسد لابعاد المتمردين من مناطق سيطروا عليها في منتصف 2014، خوفا من أن يشكل تقدم منظمات المعارضة خدمة لاسرائيل.

وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، أعلن قبل بضعة ايام أن سوريا لن تسمح باقامة منطقة آمنة لاسرائيل بالقرب من الحدود بين الدولتين من قبل المتمردين. وزير الدفاع موشيه يعلون قال في تشرين الاول الماضي في مقابلة مع "هآرتس" إنه يوجد لاسرائيل تفاهمات مع المعتدلين في منظمات المتمردين، والتي بحسبها يحافظون على الهدوء في منطقة الحدود – ويُبعدون عنها المنظمات المتطرفة مثل جبهة النصرة المتماهية مع القاعدة.

إنهم يقومون بذلك، حسب أقواله، مقابل المساعدة الانسانية الاسرائيلية التي تشمل العلاج في المستشفيات، والتزويد بالبطانيات في الشتاء وبالغذاء للاطفال في القرى القريبة من الحدود.

النظام السوري وحزب الله يزعمون أنه منذ فترة طويلة أن العلاقات بين اسرائيل ومنظمات المعارضة عميقة جدا، وأن اسرائيل وقفت فعليا الى جانب جبهة النصرة من اجل مساعدتها في اسقاط نظام الاسد، لكي تفتح بذلك جبهة بواسطتها تستطيع التنظيمات السنية المتطرفة مهاجمة حزب الله من الجهة الجنوبية الشرقية، مرورا الى الاراضي اللبنانية. في بعض الحالات تم توجيه اتهامات مشابهة تجاه الاردن، بزعم أنها جزء من نفس الجبهة الواسعة التي تعمل على اسقاط النظام في دمشق. 

حزب الله وايران التي نفت في الماضي تواجدها في الجانب السوري من الجولان، تعترف الآن بعد عملية التصفية المنسوبة الى اسرائيل في 18 كانون الثاني التي قتل فيها ستة من نشطاء حزب الله وجنرال من حرس الثورة الايراني، الآن تعترف بأن لنشاطاتهم في الجولان هناك هدف مزدوج: مساعدة الاسد في ابعاد المتمردين عن الحدود ولوضع تحدٍ أمام اسرائيل بواسطة فتح جبهة اضافية "للمقاومة" (هجمات عسكرية) من الحدود السورية، ردا على العمليات الهجومية التي ينسبونها هم والنظام السوري لاسرائيل في مناطق سوريا ولبنان.

وحسب التقارير في وسائل الاعلام السورية واللبنانية فقد شارك عدة آلاف من الجنود التابعين للنظام في الهجوم في جنوب سوريا. قوات حزب الله تلعب في هذا الهجوم دورا مركزيا، كما قاموا في السنتين الاخيرتين في المعارك في منطقة القصير والقلمون، بمحاذاة الحدود السورية اللبنانية. ومع ذلك فانهم في جهاز الامن الاسرائيلي لديهم انطباع بأن تقدم قوات الاسد يواجه صعوبات في هذه المرحلة.

وتُرجع المصادر الاسرائيلية الصعوبات الى مشاكل تتعلق بالروح القتالية وقدرات الجيش السوري الذي يحارب المتمردين منذ اربع سنوات، ويتحمل خسائر كبيرة ويعاني من النقص في الوسائل القتالية والجنود. كذلك حزب الله الذي اكتسب خبرات عملية كبيرة خلال سنوات الحرب في سوريا، فقد المئات من مقاتليه في المعارك، الامرالذي يؤثر على أداء قواته على الارض. أحد المقربين من نظام الاسد قال لـ "هآرتس" إنه في جنوب سوريا بدأ هجوم واسع جدا، هدفه الاساسي هو تأمين العاصمة دمشق من الغرب والجنوب، نظرا لتعاظم الهجومات من هذه الجبهة وخصوصا بسبب ما اعتبره كدعم واضح من قبل اسرائيل لتنظيمات المتمردين. في الاسابيع الاخيرة أطلقت منظمات المتمردين بضع مرات صواريخ وقذائف من الجنوب باتجاه دمشق. يبدو أن هجوم النظام هدف الى استغلال حقيقة أن أقوى تنظيمات المعارضة، الدولة الاسلامية (داعش)، التي حضورها في جنوب الدولة بدون شك محدود، موجودة الآن في حالة دفاع نظرا للعملية الجوية واسعة النطاق التي يشنها ضدها التحالف الدولي في الاراضي السورية والعراقية.

وسائل الاعلام السورية أصدرت تقارير تقول إن جيش الاسد نجح في استرجاع السيطرة على عدة بلدات وقرى في المنطقة الواقعة بين درعا والقنيطرة في الجولان. كما تم استرجاع بلدة خربة غزالة القريبة من درعا، للمرة الاولى منذ أيار 2013. في وسائل الاعلام العربية تحدثت تقارير عن عشرات القتلى في المعارك في المنطقة حتى الآن. الجيش السوري دفع بمركبات مصفحة باتجاه نقاط اشراف مركزية تسيطر على الشارع الرئيس بين درعا ودمشق بهدف تأمين السيطرة على الممر المركزي في جنوب الدولة. ووفقا لمنشورات غير رسمية يقف على رأس طاقم المستشارين الايراني الموجود مع قوات الاسد في الحرب في الجنوب، الجنرال قاسم سليماني، الضابط الايراني الاكبر الذي يعمل خارج ايران، وقائد لواء "قوة القدس" في حرس الثورة.

في المقابل نشرت مواقع الانترنت المؤيدة لمنظمات المعارضة دعوة لضخ تعزيزات ومتطوعين الى منطقة درعا والقنيطرة بهدف صد تقدم قوات الاسد وحلفائها في جنوب سوريا. يبدو أن المرحلة الاساسية للهجوم لم تبدأ بعد، لكن عندما يتم فيها استخدام قوات أكبر ويزيد الجيش السوري استخدامه للطائرات المروحية والطائرات القتالية الموجودة في حوزته – نقطة التفوق البارزة للنظام على طول فترة القتال – سيدور عندها قتال بقوة أكبر، يكون مقرونا بعدد كبير من المصابين، مقاتلين ومدنيين، من الجانبين.

حزب الله مكشوف استخباريا 

أثناء ذلك، نشرت أمس صحيفة "العربي الجديد" التي تصدر في لندن، أن حزب الله استهدف التعرض لرئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت. وحسب هذا الاعلان الذي استند الى مصادر مقربة من حزب الله فان التنظيم خطط لاغتيال اولمرت، الذي اتهمه بالمسؤولية عن اغتيال عماد مغنية الذي اعتبر رئيس الذراع العسكري لحزب الله في فبراير/شباط 2008.

وقد تم احباط المخطط بسبب أن المعلومات عن هذه العملية تم تسريبها لاسرائيل عن طريق محمد شوربه، وهو من كبار قسم عمليات حزب الله، حيث كشف التنظيم مؤخرا بأنه اعتقل واعترف بأنه تم تشغيله كعميل للمخابرات الاسرائيلية. وحسب وسائل الإعلام العربية فان المعلومات التي نقلها شوربه لإسرائيل ساعدت في إحباط عشرات محاولات حزب الله لعمليات انتقامية للاهداف الاسرائيلية في الخارج بعد اغتيال مغنية الأب.

التقرير في الصحيفة اللندنية يفسر تعزيز الحماية على اولمرت قبل أكثر من سنة الذي سمح بنشره الآن. الدافع الاساسي لحزب الله كان كما يبدو الانتقام لمغنية، لكن في كانون الاول 2013 أضيف لمخطط الاغتيال دافع آخر – عملية اخرى، تُنسب لاسرائيل، التي قتلت فيها شخصية كبيرة من حزب الله هي حسن اللقيس من خلال اطلاق النار عليه من مسلحين كمنوا له جنوب بيروت.

إن اختيار اللقيس ومغنية الأب ومغنية الابن، وإحباط مخطط المس بأولمرت، تؤكد مرة أخرى نقطة ضعف جوهرية لدى حزب الله – التنظيم مكشوف أمام الاختراق الاستخباري المعادي - التي تُمكن أعداءه من التشويش على مخططاته والمس بكبار رجال الذراع العسكري له. لكن رغم أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله تفاخر بالرد السريع نسبيا لمنظمته على الاغتيال في الجولان بواسطة كمين مضاد الدبابات ضد دورية جفعاتي في جبل هار دوف في مزارع شبعا، يبدو أن هذا ليس بالضرورة نهاية القصة. ايران وحزب الله يُشغلون جهازا متشعبا لنشاطات الارهاب والاستخبارات في مناطق مختلفة في العالم. ليس مستبعدا أنه في الوقت المناسب لهم ستأتي عملية اخرى في اطار الحساب الطويل، الذي بدأ بمغنية الأب وانتهى في هذه الاثناء بالجنرال الايراني وبمغنية الابن.

المصدر | عاموس هرئيل ، جاكي خوري | هآرتس العبرية - ترجمة المصدر السياسي

  كلمات مفتاحية

سوريا الجولان الجبهة الجنوبية إيران حزب الله عماد مغنية جهاد مغنية اللقيس

تداعيات الغارة الإسرائيلة في هضبة الجولان – هل نحن بانتظار مواجهة بين اسرائيل و"المحور"؟

الأمين العام للجامعة العربية يدين غارات الإحتلال (الإسرائيلي) على الجولان

يلعبون بالنار في الجولان

الهجوم الإسرائيلي في الجولان حدث دراماتيكي قد يؤدي لتصعيد حقيقي في الشمال

تقديرات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: الأسد مستقر .. وحزب الله سيبادر لعمليات في الجولان

«حزب الله» يذبح 4 من «لواء الأنفال» سلموا أنفسهم للدفاع الوطني السوري

«السنيورة»: «الحريري» أبلغني عن محاولات متعددة لاغتياله من قبل «حزب الله»

تسخين الأجواء في الجولان ... من يحتاج «الأسد»؟!

نظام «الأسد» يعلن مقتل 5 مدنيين في غارة إسرائيلية على الجولان

«الجهاد الإسلامي»: نعرف كيف ندافع عن أبنائنا في سوريا إذا استهدفهم الاحتلال

تقرير: الغارات الإٍسرائيلية على سوريا «اختبار ناجح» للتنسيق مع روسيا

«هآرتس»: «نتنياهو» ألمح لـ«أوباما» بإمكانية ضم هضبة الجولان في المستقبل

(إسرائيل): مؤشرات على أن الأزمة السورية في طريقها للحل السياسي

«الجامعة العربية» تؤكد على عروبة الجولان وتصف تصريحات «نتنياهو» بالاستفزازية