خبير: مصر استعادت بعض تأثيرها ولا تخضع لحلفائها الخليجيين

الأحد 25 مارس 2018 05:03 ص

قال الباحث الأمريكي في شؤون الشرق الأوسط، «تيموتي كالداس»، إن تأثير مصر على الشرق الأوسط تراجع بشكل ملحوظ في السنوات العشر الماضية، لا سيما بعد ثورة 2011.

وأوضح خلال حوار له مع «فرانس برس»، أنه «منذ وصول السيسي إلى سدة الحكم، استطاع أن يغير قليلا المعادلة ويفرض بعض المواقف على المستوى الخارجي ويؤثر على بعض القرارات الدولية وهذا مقارنة بالفترة ما بين 2011 و2013».

وشدد على أن «السيسي يبحث عن كل المساعدات التي يمكن أن يتلقاها، لأنه يريد أن يتأكد بأن أسواق الأسلحة ستبقى دائما مفتوحة أمامه».

وأضاف أن «القاهرة عززت مكانتها في الاتحاد الأفريقي واسترجعت تأثيرها الدبلوماسي المعروف في هذه المنظمة، كما تشارك بشكل فعال في المحادثات التي تدور بين حماس والسلطة الفلسطينية حول الوضع في غزة».

وتابع «لكن بالرغم من ذلك، مصر تريد أن تفرض نفسها أكثر على الساحة الدولية. ربما هذا هو السبب الذي جعل السيسي يتبع سياسة متوازنة ومعتدلة حيال الأزمة التي انفجرت بين لبنان والسعودية في 2017، لأن في اعتقاده الشرق الأوسط يعاني من مشاكل عدة ولا داعي من إضافة الأزمات».

وحول خضوع القاهرة لتوجيهات وسياسة السعودية، أكد الباحث الأمريكي أن «السيسي لا ينفذ حرفيا إملاءات السعودية رغم الأموال الهائلة التي تقدمها له، والدليل على هذا هو أنه (السيسي) لم يساند الرياض خلال أزمتها مع بيروت».

وأشار إلى أن «مصر لا تخضع بشكل كامل لسياسة وتوجيهات الدول التي تساعدها ماليا، بالعكس فهي تحاول دائما تنويع حلفائها والتوقيع على عقود وشراكات تجارية مع دول مختلفة أخرى كفرنسا وروسيا ودول الخليج، الأمر الذي يجعلها تحافظ على نوع من الاستقلالية في القرار».

وكشف أن «الفرق بين مصر ودول الخليج، أن إيران لا تشكل أولوية بالنسبة للمصريين لسبب واحد وهو أن هذا البلد غير متواجد في الدول التي تواجه فيها القاهرة مشاكل كليبيا وإثيوبيا. إيران موجودة في سوريا واليمن لأن دول الخليج موجودة هي الأخرى هناك».

مصر والغاز الطبيعي

ورأى الباحث الأمريكي أن مصر قد تصبح قوة كبرى في مجال الغاز الطبيعي بالشرق الأوسط، إذا تم اكتشاف حقول غاز جديدة بجانب حقل «ظهر».

وأوضح أن «حقل ظهر يعتبر مصدرا نفطيا كبيرا واكتشافه سيعود بالنفع على الاقتصاد المصري»، مضيفا «لكن في حال لم تكتشف حقول جديدة في السنوات القليلة المقبلة، فهذا يعني أنها ستبقى دائما من بين الدول المستوردة لهذه المادة، خاصة وأن عدد السكان في تزايد مستمر وحاجياتهم النفطية في ارتفاع مقلق».

وأشار إلى أن «هدف مصر هو أن تتحول إلى مركز اقتصادي في الشرق الأوسط يتم عبره بيع وتصدير الغاز الذي تنتجه مثلا (إسرائيل) ودول أخرى إلى أوروبا وباقي أنحاء العالم».

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

مصر الشرق الأوسط السيسي الاتحاد الأفريقي صفقة الغاز