تستعد «منظمة الصحة العالمية» للذهاب إلى المملكة العربية السعودية الأسبوع المقبل بناءًا على طلب من الحكومة السعودية لاتخاذ تدابير وقائية ضد موسم انتشار متلازمة الجهاز التنفسي المعروفة باسم فيروس «كورونا».
وتدخل المملكة العربية السعودية عامها الثالث من محاربة فيروس «كورونا»، وأفادت «منظمة الصحة العالمية» أنه منذ عام 2012م كانت هناك 975 حالة إصابة بهذا الفيروس على الأقل؛ مات منها 358 حالة بنسبة 35%.
وبحسب «منظمة الصحة العالمية» فإنه منذ تفشي المرض خلال شهري مايو/أيار ويونيو/حزيران من العام الماضي كانت هناك موجات أصغر في المملكة بسبب انتشار المستشفيات والجهود التي بدأت تُبذل للحد من انتشار الفيروس، وأضافت المنظمة أيضًا أنه يتم الإبلاغ عن أي حالة جديدة بشكل شبه يومي، وهو الأمر الذي يحدث في سلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة ولكن بدرجة أقل.
وقال «بيتر بن امبارك» - مدير سلامة الأغذية الدولية في منظمة الصحة العالمية - أن الناس أساسًا يُصابون بالفيروس من خلال الاتصال مع الإبل أو من خلال الاتصال الوثيق مع أفراد مصابين بالفيروس في المستشفيات أو البيوت.
وصرح «بيتر» لــ«صوت أمريكا» أن الفيروس لا يزال مُحاطًا بالسرية والغموض، ولا تزال الكثير بشأن أسباب هذا المرض في الإبل مُبهمة أو لماذا يتركز في هذه المنطقة تحديدًا؛ في إشارة إلى المملكة العربية السعودية والدول المجاورة.
وأضاف «صحيح هناك إبل في أي مكان آخر، وقد يكون الفيروس مزيجًا من تداخل الظروف المُناخية والتقاليد وطرق التفاعل مع الإبل التي قد تكون مختلفة في أجزاء أخرى من العالم؛ ربما أيضًا أفضل أنظمة الرعاية الصحية التي هي أفضل استعدادا وقدرة على اكتشاف الحالات، الأعراض ليست محددة جدًا في البداية ويمكن لأي شخص بسهولة أن يُخطئها أو يُشخصها في اتجاه آخر».
وذكرت «منظمة الصحة العالمية» في الآونة الأخيرة أنها قامت بعدة اختبارات على ممرضة تبلغ من العمر 32 عامًا من الفلبين مُصابة بفيروس «كورونا»، وكانت عائدة من المملكة العربية السعودية في 1 فبراير/شباط، وأثبتت التحاليل والفحوصات نتائج إيجابية.
ويقول «امبارك» إنه بدأت عملية إجراء اتصالات مع جميع الممرضات في الفلبين، كما تم عمل اختبارات على 11 شخصا كانت تظهر عليهم علامات أعراض تنفسية، وعلى الرغم من أن النتائج جاءت كلها سلبية، إلا إنه سوف يتم إعادة فحصهم.
وأشار إلى أن الإبل لا تظهر عليها أعراض شديدة ولكن فقط أعراض تنفسية خفيفة، وأن الإبل تفرز الفيروس عن طريق الجهاز التنفسي الذي يأخذ بعد ذلك دورته في التحوّر والانتشار.
وشدد على ضرورة زيادة أنظمة المراقبة؛ وخاصة في أجزاء من العالم يكثر بها تربية الإبل على نطاق واسع.
«أما من حيث حالات الإصابة البشرية؛ فإننا مرة أخرى نرى المشهد على صورته الكاملة قليلا تمامًا مثل الأنفلونزا العادية»؛ بحسب «امبارك» الذي تابع «بعض الناس الذين يعانون من الظروف الكامنة، يعانون من ضعف الجهاز المناعي بسبب مرض السكري أو أمراض القلب وهلم جرا ربما يرون مسارًا للمرض أكثر شدة في العادة، أما إذا كنت في مرحلة الشباب وتتمتع بصحة جيدة – على سبيل المثال – وتعمل في مزرعة أو رعاية الإبل فربما تظهر عليك فقط أعراض خفيفة تتمثل في قليلٍ من الحُمى، ولكن لا شيء ينذر بالخطر».
وحذرت «منظمة الصحة العالمية» الأفراد من تجنب الاتصال الوثيق والمباشر مع الإبل والامتناع عن شرب حليب الإبل الخام، كما طالبت الناس في المملكة العربية السعودية بتوخي الحذر عند زيارة الأسواق، وتطبيق الممارسات الصحية الجيدة، وتجنب الزيارات غير الضرورية للمراكز الصحية والأماكن حيث يُشتبه أن الفيروس ينتشر.