أمريكا تخشى دوران قطر في الفلك السياسي والاقتصادي لإيران

الخميس 12 أبريل 2018 10:04 ص

تسعى إدارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» بقوة إلى إصلاح الخلاف الديبلوماسي بين قطر وجيرانها في الخليج، بينما يتصاعد قلقها من انجراف الدوحة إلى الدوران في فلك إيران السياسي والاقتصادي، حسبما أفاد مسؤولون أمريكيون لصحيفة «لوس أنجلوس تايمز».

ويخشى المسؤولون الأمريكيون، أن سيمثل هذا التحول تهديدا محتملا لأمن الولايات المتحدة القومي، بينما تتحدى طهران واشنطن وحلفاءها في منطقة الشرق الأوسط.

وأسفرت الزيارات المكوكية التي قام بها مسؤولون أمريكيون إلى المنطقة، على مدار الأشهر الماضية، عن ما اعتبروه تنازلات كبيرة من قبل القطريين لتخفيف التوترات مع خصومهم، خاصة السعودية والبحرين والإمارات ومصر، لكن عددا قليلا من المسؤولين أو المحللين الأمريكيين يتوقعون نهاية وشيكة للأزمة.

وتأمل إدارة «ترامب» أن تؤدي سلسلة الزيارات التي بدأها زعماء خليجيون إلى واشنطن، قبل عدة أسابيع، إلى تخفيف الأزمة.

إذ أجرى ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان»، زيارة طويلة إلى الولايات المتحدة بدأت في 20 مارس/آذار الماضي واستمرت حتى 7 أبريل/نيسان الجاري.

بينما بدأ أمير قطر الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني» زيارة إلى الولايات المتحدة في 6 أبريل/نيسان الجاري، والتقى، الثلاثاء، الرئيس «دونالد ترامب».

وقال «ترامب» عقب اجتماع مع «تميم» في البيت الأبيض، إنه يعمل من أجل حل الخلافات في هذا الجزء من الشرق الأوسط (منطقة الخليج العربي)، معربا عن اعتقاده بأن جهود بلاده تؤتي أكلها.

فيما قال أمير قطر إن دور «ترامب» محوري للغاية لإنهاء هذه الأزمة في المنطقة.

والإثنين، وخلال لقاء في البنتاغون مع الشيخ «تميم»، رحب وزير الدفاع «جيمس ماتيس» بقطر «كشريك عسكري مهم وصديق قديم».

وأعلنت الولايات المتحدة عن صفقة محتملة لبيع أسلحة دقيقة بقيمة 300 مليون دولار إلى قطر، التي تستضيف قاعدة «العديد»، وهي قاعدة جوية أمريكية رئيسية.

ومن المتوقع أن يزور ولي عهد الإمارات «محمد بن زايد» واشنطن خلال الأسابيع المقبلة.

وكان الإماراتيون، وفقا لمسؤولين أمريكيين، طلبوا أن يكونوا آخر دول الخليج الذين يزورون «ترامب» خلال الجولة الحالية من الدبلوماسية.

وفي يونيو/حزيران الماضي، قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وفرضت عليها حصارا بريا وبحريا وجويا.

وزعمت الدول الأربع، آنذاك، أن خطوتها جاءت على خلفية «الدعم القطري للإرهاب»؛ الأمر الذي نفته الدوحة بشدة.

وفي بداية الأزمة، ساهم «ترامب» في تأجيج العداء بين طرفيها عن طريق الوقوف إلى جانب رباعي الحصار.

لكن المسؤولين الأمريكيين يشعرون الآن بالقلق من أن الأزمة التي طال أمدها تهدد مصالح واشنطن الاستراتيجية من خلال دفع قطر، وهي مركز مالي عالمي، إلى الدوران في فلك النفوذ الإيراني.

إذ ارتفع حجم التجارة بين إيران وقطر في الأشهر الأخيرة؛ في وقت سعت فيه الدوحة إلى إيجاد طرق تجارية بديلة بينما انخفضت وارداتها من الرياض إلى مستوى الصفر تقريبا.

وارتفعت الصادرات الإيرانية غير النفطية إلى قطر حتى سبتمبر/أيلول الماضي بنسبة 127% على أساس سنوي، حسب أرقام رسمية إيرانية.

في غضون ذلك، قالت منظمة الطيران المدني الإيرانية إن حركة النقل الجوي في بلاده زادت بنسبة 17% خلال العام 2017؛ حيث اضطرت قطر إلى استخدام المجال الجوي لإيران في ظل الحظر الجوي من قبل رباعي الحصار.

كما تتشارك قطر وإيران في أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم، وهو حقل «غاز الشمال».

ويقول المسؤولون الأمريكيون إنهم قلقون من أن تتحول الدوحة للدوران في الفلك السياسي والاقتصادي الإيراني سيعطي طهران حق الوصول إلى الدولار الأمريكي، وهو المال الذي يمكن أن توجهه بعد ذلك إلى «حزب الله» في لبنان والمتمردين «الحوثيين» في اليمن، وجماعات مسلحة أخرى بالمنطقة.

كما أن العلاقات الأعمق مع الدوحة يمكن أن توفر لطهران ذريعة لإرسال عملاء سريين إلى قطر كتجار؛ مما يصعب من مهمة مكافحة النفوذ الإيراني المتصاعد في المنطقة، حسبما يعتقد المسؤولون الأمريكيون.

المصدر | لوس أنجلوس تايمز

  كلمات مفتاحية

أمريكا قطر إيران الأزمة الخليجية ترامب