العدوان على غزة ... الهوة كبيرة بين صوت الشعوب ومواقف الحكومات

الخميس 10 يوليو 2014 02:07 ص

نور الشامسي - الخليج الجديد

3 أيام داميات من حرب إسرائيلية جديدة على قطاع غزة، ضربت باتفاقيات التهدئة عرض الحائط، وأسفرت حتى الآن عن استشهاد ما يقرب من 80 فلسطينيا، وإصابة المئات، وهدم عشرات المنازل تحت وطأة القصف. ومن ثم، توالت النداءات والاستغاثات بالحكومات العربية والدولية لمساعدة القطاع ودعمه أمام دولة الاحتلال.

اكتفت مصر باتصال هاتفي بالرئيس الفلسطيني «محمود عباس»، وقامت بفتح معبر «رفح» مؤخرا، بعد مناشدات من الأمم المتحدة وأمينها العام، أمام المصابين الفلسطينيين ليتم علاجهم على الأراضي المصرية. يأتي ذلك بعد أن عكفت حكومة الإنقلاب العسكري على هدم الأنفاق التي طالما نفست عن حصار الاحتلال الاقتصادي على غزة، فيما استمر إغلاقها للمعبر ما يزيد عن 170 يوما، وقع خلالها الشعب الفلسطيني بين شقي رحى، ضغوطات الإحتلال من جهة، والتحاذل من جهة أخرى.

خصصت دولة قطر مساعدات طبية لمستشفيات القطاع بقيمة 5 ملايين دولار، ودعا أميرها إلى وقف الغطرسة الإسرائيلية. فيما اختارت الكويت الاكتفاء برفض الهجمات الإسرائيلية و ضرورة الالتزام باتفاق التهدئة الذي سبق التوصل إليه عام 2012. وانطلقت دعوات الشعب الكويتي لتنظيم فعالية ومسيرة احتجاجية رفضا للعدوان الإسرائيلي على غزة، دعا إليها تجمع نهج ورابطة "دعاة الكويت"، بمشاركة العديد من الدعاء والنشطاء والسياسيين والعلماء تحت شعار "غزة تقاوم". ومن المنتظر أن تنطلق في ساحة الإرادة مساء اليوم الخميس.

أما بالنسبة لدولة الإمارات، بعد كشف القناة الثانية الإسرائيلية في وقت سابق أن «محمد بن زايد» عرض تمويل عملية عسكرية ضد حركة حماس في غزة وذلك عقب اجتماعه مع وزير الطاقة الإسرائيلي «سيلفان شالوم» الذى زار الإمارت فى يناير الماضى  بترتيب من القيادى السابق فى حركة فتح «محمد دحلان».

وتقرر اليوم رسميا، تخصيص مبلغ 25 مليون دولار كمساعدات إنسانية عاجلة، لدعم صمود الشعب الفلسطيني أمام العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. في خطوة مثيرة للعديد من الاستفهامات.

بينما اكتفت العديد من الدول العربية بالتنديد والشجب، فيما لم تنبس أخرى ببنت شفة. وهو ما أثار حفيظة النشطاء والمتابعين المحسوبين على تلك الدول. باعتبار موقفها سلبي ولا يمثلهم.

من جانبهم، دشن ناشطون سعوديون وسما على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، بعنوان «#نطالب_خادم_الحرمين_بقصف_إسرائيل»، عبروا خلاله عن رغبتهم في اتخاذ المملكة العربية السعودية خطوة جدية وفعالة في وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، انطلاقا من مسؤوليتها كدولة عربية كبرى، فضلا عن واجبها الديني.

وشكك المغردون عبر الوسم فى قدرة العاهل السعودي – أور رغبته - في مثل هذه الخطوة، وسادت موجات من السخرية، باعتبار هذا المطلب متضاربا مع سياسة السعودية التي انتهجت مؤخرا مواقف ودية مع الاحتلال؛ وسخر أحد النشطاء قائلا: «كيف يقصف أبناء عمومته اليهود! هداكم الله تريدونه يقطع رحمه».

يأتي هذا بعد مشاركة «الفيصل» الغير مسبوقة في مناظرة مع رئيس الإستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق «عاموس يدلين»، وكتابته، الأسبوع الجاري، مقالا في صحيفة هآرتس العبرية، مما جعل البعض يتسائل: هل أصبح رئيس المخابرات السعودية الأسبق مسؤولا عن التنسيق بين المملكة العربية السعودية ودولة الاحتلال الإسرائيلي؟

ويقول مُعتقل مُفرج عنه علي حسابه عبر «تويتر» باسم «قادمون»: «هل تعلمون أنه يوجد أخ كان مسجون معي قضيته محاولة إطلاق صاروخ على إسرائيل من تبوك؟».

ويختتم الأخير قوله بأن سياسات الدول العربية القمعية تجاه شعوبها، لايدعمها إلا إسرائيل نفسها، وخصوصا النظام الحاكم في السعودية، قائلا: «الحكومة القمعية حدها قمع شعبها أو قتل الناس في دول الجوار .. وكل هذا عشان إسرائيل».

وسط استياء بالغ من الموقف السعودي تجاه القضية، والتي مازال النشطاء يطالبون نوافذها الإعلامية بتسمية الأمور بمسمياتها الفعلية، فمازالت تعتبر «شهداء» غزة كـ«قتلى»، وتسمي الإحتلال بـ«الدولة»، فضلا عن اختذال فلسطين في القطاع فقط. يستبعد غالبيتهم إقدام المملكة على أية خطوة تغضب كيان الإحتلال، فهي على حد تعبيرهم «لم تقوَ على إصدار استنكارات حادة اللهجة لحفظ ماء الوجه» فكيف ستقصف «دولة الاحتلال الشقيقة».

  كلمات مفتاحية