وول ستريت جورنال: السعودية تحفز القبائل لقتال داعش والسيسي يدعم المالكي

الخميس 10 يوليو 2014 04:07 ص

مات برادلي، وول ستريت جورنال 9/7/2014 - ترجمة وتحرير: الخليج الجديد

قال مسؤولون غربيون ومن الشرق الأوسط أن السعودية تقوم سرا بتحفيز حلفائها من القبائل في العراق من أجل الوقوف ضد التنظيمات السنية المتطرفة وهو المسار الذي قد يهدئ من حدة التوتر الطائفي الذي أثارته الثورة في العراق.

وقال المسؤولون، «بعد تحفيز القبائل السنية العراقية على تقويض رئيس الوزراء العراقي الشيعي نور المالكي، فإنها تطلب الآن من قادة القبائل أن يقوموا بدعم أولوية أخرى تتمثل في مقاتلة التمرد الذي يقوده جماعة تسمي نفسها الدولة الإسلامية والتي تعتبرها السعودية تهديدا خارجيا لها».

يقول هؤلاء الناس أنهم يأملون بأن يضعف هذا التحول من قوة الدولة الإسلامية ودعمها في الغرب العراقي ذو الأغلبية السنية، ويساعد في شل حركة التمرد وتمهيد الطريق لمشاركة سنية أوسع في الحكومة الجديدة في بغداد وهو ما يتم التفاوض عليه الآن.

السعودية وإيران زواج مؤقت في بغداد

كما يأملون أيضا في أن حشد المصالح بين السعودية السنية وإيران الشيعية فيما يخص هزيمة الدولة الإسلامية - والتي سيطرت على مناطق كبيرة في العراق الشهر الماضي - هو بمثابة  خطوة أولى للأمام من أجل تسهيل التنافس الهدام بين الدولتين.

وقال دبلوماسي غربي بارز في العراق، «هناك مصالح مشتركة بين السعودية وإيران هنا. مع وجود حكومة عراقية جديدة ومع وقوف هذه الحكومة على قدميها، فإنني أعتقد أن هناك فرصة للحصول على اندماج أقليمي حقيقي».

لم ترد وزارة الخارجية السعودية على طلب الحصول على تعليقها.

مثل هذا التحالف يبدو مؤقتا وربما يكون زواجا مؤقتا للمصلحة من أجل محاربة عدو مشترك. وليس هناك أية إشارة في الوقت الحالي تقول بأن القبائل قد اتخذت خطوات جدية في الرد على هذا المحور السعودي.

ويقول المسؤولون، «مع الضعف الشديد للجيش العراقي في مواجهة الدولة الإسلامية التي أعلنت اسم الخليفة أبو بكر البغدادي، صار التعاون بين الطوائف المختلفة أمرا ملحا».

وقال «حسن حسن»، خبير في جماعات التمرد الإسلامية وزميل أبحاث في معهد ديلما، «إذا ما رأت السعودية أن الحكومة العراقية جادة في ضم السنة إليها، فإنهم سوف يعملون من أجل الوضع الإيراني ومواجهة التمرد السني هناك. ربما يؤدي ذلك إلى نوع من التفاهم بين الإيرانيين والسعوديين حول أن الطائفية ليست هي الطريق الصحيح».

وقال مسؤولون، «قامت السعودية، القائد الدبلوماسي الإقليمي الذي طالما اعتبر نفسه صوت السنة الوحيد في المنطقة، بتمويل قبائل السنة، التي تعارض المالكي الذي تراه السعودية قريبا جدا من إيران، وتوفير الغطاء الدبلوماسي لهم».

وقال مسؤول أمريكي في إشارة إلى الأمير السعودي «بندر بن سلطان»، الذي قاد الإستخبارات السعودية لفترة، «لم يكن هناك شك في أن الأمير بندر والشعب السعودي خاصة قد قاموا بضخ المال إلى الجماعات القبلية المعارضة للمالكي».

ومع زيادة قوة الدولة الإسلامية بفضل مساعدة القبائل العراقية، يقول مسؤولون أمريكيون أنهم يؤمنون بأن السعوديون يدعمون القبائل التي تدعمهم.

وفي مايو، اعتقلت المملكة 62 شخصا قيل أنهم ينتمون إلى خلية إرهابية واسعة تعمل لمصلحة الدولة الإسلامية. وقال مسؤول في الإستخبارات السعودية أنها قد رفعت حالة التأهب عندما اقترب المتمردون كثيرا من حدودهم الأسبوع الماضي، محفزين الرياض لأن تنشر قوات إضافية على الجبهة.

كما أن ذلك إلى جانب التظاهرات الأخيرة التي قامت بها الدولة الإسلامية في الأردن قد أثارت مخاوف السعودية من أن تثير انتصارات الدولة الإسلامية في دول الجوار حالة من التمرد الإسلامي على حدودها.

وقال أحد المقربين من الحكومة السعودية، «يؤمن السعوديون بأن شعب العراق سوف يخرج الدولة الإسلامية خارج البلاد إذا ما آمنوا أن أيام المالكي صارت معدودة وأن التغييرات التي ستكون مع من يخلفه لن تخرجهم من دائرة الحكم».

وقالت السفارة السعودية في لندن هذا الأسبوع في تصريح لها بأن «السعودية تريد التأكيد مرة أخرى أنها لم ولا تقوم بدعم المنظمة الإرهابية المعروفة باسم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا لا ماليا ولا أخلاقيا ولا بأي وسيلة كانت».

السيسي يدعم المالكي 

وقد عرض الرئيس «عبد الفتاح السيسي» الذي تدعمه السعودية، مؤخرا تقديم الدعم القوي للمالكي الذي يغرق الآن في مفاوضات من أجل ولاية ثالثة لمدة أربع سنوات.

وقد تحدث «السيسي» أيضا بإدانة تصريحات قادة المناطق الكردية شبه المستقلة في العراق الذين قالوا أنهم يسعون للاستقلال. وفي يوم الأربعاء، اتخذ المالكي خطوة إضافية، حيث اتهم قادة الأكراد في العراق بأنهم يتركون ميليشيات الدولة الإسلامية تستخدم عاصمة دولتهم أربيل كمركز لعملياتهم وهو الاتهام الذي أنكره مسؤولون أكراد.

وفي مكالمة هاتفية بين قادة مصر والعراق يوم الثلاثاء، أثنى السيسي على قتال المالكي ضد الإرهاب وقال أنه سوف يرسل قريبا وزير الخارجية المصري لزيارة بغداد.

كما أن دفء العلاقة بين مصر وعراق المالكي تكذب الشكوك التقليدية للدولة المصرية حول النفوذ الإيراني.

وفي المقابل، كان السيسي يقوم بعمل قضية مشتركة مع قتال المالكي ضد التطرف الإسلامي، وهو الجهد الذي يقوم به السيسي في مصر حيث يقمع مؤيدي الرئيس الإسلامي السابق «محمد مرسي».

وقال الرجل القريب من الحكومة السعودية، «إضافة إلى سعيهم لاستبدال المالكي تقوم السعودية أيضا بالضغط الكبير من أجل إحداث تغييرات في هيكل الحكومة العراقية من أجل تقليص السلطات التنفيذية لرئيس الوزراء ووضع ضوابط وتوازنات جديدة في النظام فلا يظهر مالكي في الدولة مرة أخرى».

وقد أعطت السعودية العراقيين مؤخرا 500 مليون دولار عن طريق أموال الأمم المتحدة التي لم توجه فقط للسنة وإنما لجماعات أخرى أيضا وهو ما يشير إلى رغبة السعودية في دخول مرحلة جديدة من العلاقات مع الحكومة.

وقال «خميس الخنجر»، سياسي سني عراقي ورجل أعمال يتمتع بعلاقات قوية مع الحكومة السعودية، «ليس للسعودية مشكلة شخصية مع المالكي». وقد نفي الخنجر أن تكون السعودية تفكر في تقويض المالكي وإنما لامت رئيس الوزراء على تنامي الطائفية في الآونة الأخيرة. وقال أيضا، «أدت سياسات المالكي إلى وضع جعل منه شخصا مرفوضا من شركائه بالداخل وكذلك من القوى الإقليمية». 

  كلمات مفتاحية