قال وزير الخارجية اليمني «رياض ياسين» إن إيران ستضع يدها على كامل اليمن فيما لو تأخرت دول الخليج عن التدخل حتى ولو عسكريا لإنقاذ البلاد من قبضة جماعة «أنصار الله الحوثيين» ونصيرها الرئيس المخلوع «علي عبدالله صالح».
واتهم الوزير «حزب الله» اللبناني بالتدخل في الأزمة اليمنية، وقال: «إنه ضمن كماشة تريد إيران عبرها خنق دول مجلس التعاون الخليجي».
وذكر «ياسين» بأن تأجيل تدخل دول الخليج العربية لإنقاذ اليمن سيكون أكثر كلفة من تدخلها في هذا الوقت «الحساس».
وقال في تصريحات صحافية نشرت اليوم الأربعاء إن دول الخليج مقتنعة بأن اليمن سيشهد كارثة كبرى إذا ترك الحبل على الغارب للانقلاب ونصيره «علي عبدالله صالح»، مؤكدا وجود حاضنة شعبية كبرى لذلك التدخل.
وحول نقل الحوار إلى الدوحة، قال: «حتى الآن نعلم أن الحوار في الرياض، ونقله إلى الدوحة مقترح للمبعوث الأممي لليمن قيد الدراسة».
وفي سياق متصل طالب «ياسين»، الحكومة المصرية بدراسة كيفية حماية باب المندب من سيطرة جماعة «أنصار الله الحوثيين»، نظرا لما يمثله من بعد استراتيجي للأمن القومي المصري كونه يعد أحد المداخل الرئيسية لقناة السويس.
وقال «ياسين»، إنه على مصر التحرك في هذا الأمر سريعا وبأي وسيلة تراها مناسبة وعادلة، مضيفا أن نقل الحوار اليمنى للدوحة مجرد رأى وما زال هذا الطلب قيد الدراسة من قبل الأطراف المعنية.
«الحوثيون» يسيطرون على أهم قاعدة عسكرية
في غضون ذلك قال مصدر عسكري لوكالة «فرانس برس»، اليوم الأربعاء، إن المسلحين «الحوثيين» سيطروا على قاعدة «العند» الجوية الاستراتيجية الواقعة شمال مدينة عدن، التي كان يتحصن فيها الرئيس اليمني المعترف به دوليا.
وتعد قاعدة العند أهم قاعدة عسكرية في اليمن، وتتواجد فيها قوات كبيرة وأسلحة كبيرة بما فيها طائرات حربية، كما تعتبر قاعدة العند «إستراتيجية» لقربها من محافظة لحج وابتعادها عن عاصمة المحافظة عشرات الكيلو مترات، فيما تبعد عن عدن 60 كيلو مترا.
كما حاول «الحوثيون» فتح نافذة جديدة، أمس الثلاثاء، للمواجهات بحدود تعز ولحج، عبر إرسال تعزيزات عن طريق منطقتي التربة والشمايتين، التابعتين لتعز، لفتح طريق بإتجاه طور الباحة، التابعة لمحافظة لحج، لكن مسلحي القبائل في منطقتي التربة والشمايتين، اعترضوا التعزيزات واندلعت مواجهات، تراجع على أثرها «الحوثيين».
هذا وطالب الرئيس اليمني «مجلس الأمن الدولي»، الثلاثاء، بدعم عمل عسكري تقوم به «الدول الراغبة» للتصدي لتقدم «الحوثيين»، حيث يريد «هادي» أن يتبنى المجلس المؤلف من 15 عضوا قرارا يجيز «للدول الراغبة في مساعدة اليمن تقديم دعم فوري للسلطة الشرعية بكل السبل والإجراءات لحماية اليمن والتصدي لعدوان الحوثيين»، وفقا لوكالة رويترز».
من ناحيتها، أجلت الولايات المتحدة قبل أيام، العشرات من عناصر القوات الخاصة الذين كانت تنشرهم في هذه القاعدة.
البعثات الدبوماسية تغادر عدن
في هذه الأثناء، غادر السفير المصري في اليمن «يوسف الشرقاوي»، وأعضاء القنصلية المصرية في عدن، اليوم، الجمهورية اليمنية عائدين إلى بلادهم، حسبما أفادت «وكالة الأنباء المصرية الرسمية».
كما ذكرت مصادر إعلامية مغادرة بعثات دول «مجلس التعاون الخليجي»، والتي سبق أن استأنفت عملها من عدن.
وكان السفير المصري قد وصل إلى صنعاء في 14 مارس/آذار، لتسليم الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي» دعوة لحضور القمة العربية التي تعقد في مدينة شرم الشيخ المصرية مطلع الأسبوع المقبل.
وقد أغلقت مصر سفارتها في صنعاء وغادر أعضاؤها اليمن في منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، أسوة بسفارات أخرى حينئذ، «بسبب سوء الأوضاع الأمنية والسياسية في صنعاء» بحسب الوكالة.
كما أجلت عدد من الدول الغربية والعربية طواقمها الدبلوماسية من العاصمة اليمنية بعد سيطرة مليشيات الحوثيين على القصر الرئاسي ومؤسسات الدولة، وقيامها بإصدار إعلان دستوري وحل البرلمان، وهي خطوات لم يتم الاعتراف بها دوليا، واعتبرت انقلابا على الشرعية التي يمثلها الرئيس «عبدربه منصور هادي»، الذي غادر العاصمة، واتخذ من عدن مقرا له.