قمة شرم الشيخ العربية تناقش تحديات إقليمية وأمنية

الخميس 26 مارس 2015 05:03 ص

يستعد القادة العرب لعقد أحدث قمة لهم في منتجع شرم الشيخ المصري في ظل تحديات إقليمية وأمنية يتوقع أن تركز عليها المناقشات بجانب قضايا طرحت على قمم عربية سابقة وأبرزها القضية الفلسطينية.

وقبل أيام من القمة المقررة يومي 28 و29 مارس آذار الحالي قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إن العالم العربي يواجه ما وصفه "بكارثة" إقليمية رأى أنها تتمثل في أن الولايات المتحدة تبدو متغاضية عن تمدد نفوذ إيران في عدد من الدول العربية من أجل أن تعقد اتفاقا معها حول برنامجها النووي الذي يثير قلق الغرب منذ سنوات.

وعندما سئل العربي في مقابلة تلفزيونية أذيعت مساء الثلاثاء إن كان يرى أن الاتفاق المزمع حول البرنامج النووي الإيراني جعل واشنطن تغض الطرف عن تمدد طهران سياسيا في المنطقة العربية فقال إن هذا سيكون "مصيبة... كارثة".

وأضاف "لم تتضح الصورة تماما ولكن المؤشرات تقول هذا." ومضى قائلا "أكيد طبعا يثير استغرابي الصمت الغربي على التمدد الإيراني."

ويبدو السؤال والإجابة متصلين بنفوذ إيران في العراق وسوريا واليمن وجميعها دول تعاني تدهورا أمنيا حادا.

وقال مسؤولون أمريكيون يوم الثلاثاء إن السعودية تحرك معدات عسكرية ثقيلة تضم قطعا مدفعية إلى مناطق قريبة من الحدود مع اليمن مما يزيد مخاطر انجرار المملكة إلى الصراع المتصاعد في جارتها.

وتقدم الحوثيون المدعومون من إيران صوب الجنوب اليمني بعدما بسطوا سيطرتهم على العاصمة صنعاء في سبتمبر أيلول وسيطروا على مدينة تعز بوسط البلاد مطلع الأسبوع.

وقال سكان ومصادر أمنية إن مقاتلي جماعة الحوثي تدعمهم وحدات متحالفة في الجيش اجتاحوا قاعدة العند الجوية على بعد نحو 60 كيلومترا إلى الشمال من عدن يوم الأربعاء وانتزعوها من الموالين للرئيس عبد ربه منصور هادي ثم تقدموا حتى أصبحوا على بعد 40 كيلومترا من عدن حيث يوجد هادي منذ أن فر من صنعاء.

وليست الدول الثلاث اليمن والعراق وسوريا وحدها التي تعاني من أزمة أمنية بلغت حد الحرب. فليبيا تمر بوضع أمني شديد التدهور في وجود حكومتين متنافستين كل منهما متحالفة مع قوات عسكرية وبرلمان.

وحتى مصر التي تستضيف القمة في محافظة جنوب سيناء تخوض معركة في محافظة شمال سيناء المجاورة مع تنظيم أنصار بيت المقدس الإسلامي المتشدد الذي كثف هجماته على قوات الجيش والشرطة منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي في يوليو تموز 2013.

ويفاقم من الأزمات الأمنية التي تواجهها دول عربية أن تلك الدول تبدو عاجزة عن حل أزماتها الأمنية سياسيا.

وأقر العربي بعجز جامعة الدول العربية أيضا عن تحقيق حلول على الأرض. وقال إن ميثاق الجامعة العربية ينص على إحالة المشاكل لمجلس الأمن "وهذا ما حدث مع سوريا. الجامعة العربية منظمة إقليمية ليست لها قدرة أن تغير شيئا على الأرض."

وخلال اجتماعات وزراء الخارجية العرب التي عقدت في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة هذا الشهر تمهيدا لقمة شرم الشيخ سيطر الشاغل الأمني على المناقشات. وقال العربي في كلمة في الجلسة الافتتاحية إن تشكيل قوة عسكرية أمنية عربية "مطلوب الآن وبإلحاح".

ويبدو أن هذا الشاغل نفسه سيسيطر على اجتماعات القمة.

وعقدت اجتماعات وزراء الخارجية في ظل ضربات جوية تقودها الولايات المتحدة وتشارك فيها دول عربية وتؤيدها أخرى ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على أجزاء واسعة من العراق وسوريا الصيف الماضي وأظهر وجودا في مناطق أخرى.

وتعقد اجتماعات القمة في ظل نفس التهديد الذي يراه المسؤولون العرب شديد الخطورة.

ولا يزال من غير الممكن توقع إن كان القادة العرب سيتخذون قرارات بتكوين القوة العسكرية الأمنية التي تحدث عنها العربي وأشار إليها مسؤولون عرب آخرون خلال الأسابيع الماضية.

وقال العربي ردا على سؤال بشأن القرارات المتوقعة من القمة "القمة لم تنعقد بعد ولم تصدر قرارات والتوقعات تكون غير دقيقة. ولكن أنا أتوقع أن تخرج القمة بقرارات في هذا الموضوع (الأمني) لأن كل الدول مهتمة بهذا الموضوع. الاهتمام قائم ولكن درجة التصدي لهذا الموضوع لم تحدد بعد."

وقال مصدر دبلوماسي عربي "هناك أخطار محدقة بالدول العربية ولابد من تحرك جماعي لمواجهة هذا الخطر... هناك شعور عام مؤيد للفكرة لكن القرار والمناقشات ستكون بين أيدي الحكام والقادة العرب."

وقال مندوب يمثل إحدى دول المغرب العربي "نعم هناك شعور عام بالخطر... وشعور عام بضرورة أن نعمل معا ضد هذا الخطر الجديد. وهناك خطر وجودي على الدول العربية ربما لأول مرة منذ الاستقلال."

ووصف المحلل السياسي المصري بشير عبد الفتاح التحديات التي تواجه القمة بأنها أكبر من إمكانيات العمل العربي المشترك المتاحة. وقال لرويترز "هناك دول عربية تواجه مشكلة وجود.. هناك التغلغل الإيراني في العالم العربي."

وأضاف "بجانب مشكلة اللاجئين الفلسطينيين صارت هناك مشكلة لاجئين سوريين. وهناك لاجئون عراقيون ويمنيون."

ومع ذلك قال أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية قبل أيام "الملفات الاقتصادية خلال القمة لا تقل أهمية عن الملفات السياسية."

وأضاف أن القمة ستبحث "المشروعات الكبرى الخاصة بالربط الكهربائي على مستوى الوطن العربي خاصة المشروع الكبير الذى يربط بين كل الدول العربية."

وتابع أن القمة ستبحث تعزيز مشروعات اقتصادية في دول عربية اهتمت بها أكثر من قمة اقتصادية عربية عقدت في السابق.

وفيما يتعلق بمقعد سوريا التي علقت الجامعة العربية عضويتها عام 2011 قال سفير إحدى الدول العربية "لا يوجد أي توجه لمنح مقعد سوريا لائتلاف. لم يناقش هذا الموضوع ولم يطرح. الموضوع (مقعد سوريا) ليس فيه جديد. هناك دعوة لرئيس الائتلاف السوري لإلقاء كلمة في الاجتماع."

ومنح مقعد سوريا لتحالف للمعارضة عام 2013 خلال القمة العربية في قطر لكن المقعد كان شاغرا خلال القمة التي عقدت في الكويت عام 2014 ومن المرجح أن يظل كذلك هذا العام.

 

  كلمات مفتاحية

القمة العربية شرم الشيخ تحديات إقليمية تحديات أمنية إيران العراق سوريا اليمن

مصادر: السعودية تسعي لتدويل منصب أمين الجامعة العربية .. والإمارات تعترض

«مصطفى بكري»: أشعر بالقهر لتهميش الإمارات في القمة العربية

قمة الحزم: الفقراء عسكر للأغنياء!