في بيان نادر ينتقد المملكة: الأمم المتحدة تحث السعودية على إنهاء الجلد والإفراج عن نشطاء

الجمعة 11 يوليو 2014 12:07 م

رويترز / الخليج الجديد 10 يوليو/تموز 2014

دعت المفوضة السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة السعودية اليوم الخميس إلى إطلاق سراح نشطاء تقول إنهم اعتقلوا بسبب مطالبة سلمية بالحريات وإلى الكف عن استخدام الجلد والتحقيق في مزاعم عن سوء معاملتهم.

وفي بيان نادر ينتقد السعودية، وهي حالياً عضو منتخب في مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، عبرت المفوضة السامية «نافي بيلاي» عن هلعها بسبب إدانة «وليد أبو الخير» و"العقوبة القاسية" بحقه.

وحكم على المحامي الحقوقي السعودي البارز يوم الأحد الماضي بالسجن 15 عاماً عن تهم تشمل السعي لتقويض الدولة واهنة القضاء.

وقالت بيلاي «قضية أبو الخير مثال واضح على اتجاه التحرش المستمر بالمدافعين السعوديين عن حقوق الإنسان وقد أدين العديد منهم بسبب الترويج السلمي لحقوق الإنسان".

وأضافت "أحث السلطات السعودية على الإفراج فوراً عن كل المدافعين عن حقوق الإنسان المحتجزين فيما يتعلق بدفاعهم السلمي عن حقوق الإنسان».

وخضع أبو الخير للمحاكمة عن تهم تشمل الخروج على البيعة للملك عبد الله وإظهار عدم الاحترام للسلطات وإنشاء جمعية غير مرخصة وتأليب الرأي العام.

وكشفت «سمر بدوي»، زوجة «وليد أبو الخير»، أنه لن يستأنف حكم المحكمة الجزائية في جدة الذي يقضي بسجنه 15 عاما ومنعه من السفر وتغريمه 200 ألف ريال سعودي. وقالت بدوي في مقابلة هاتفية مع موقع «راديو سوا» الثلاثاء الماضي أن أبو الخير «لا يعترف بشرعية المحكمة الجزائية جملة وتفصيلا ولن يستلم صك الحكم».

وقالت «بيلاي» إن المدافعين عن حقوق الإنسان في السعودية اتهموا "بجرائم معرفة بصورة غامضة في تشريع مكافحة الإرهاب".

وانتقد أبو الخير وهو مؤسس ومدير منظمة تسمى مرصد حقوق الإنسان في السعودية قانوناً جديداً لمكافحة الإرهاب أقرته السعودية في مطلع العام ولقي إدانة واسعة من نشطاء حقوق الإنسان باعتباره وسيلة لقمع المعارضة.

وقالت بيلاي «لا توجد مزاعم بأنه شارك في أي نشاط عنيف لكن فقط بأنه عبر عن رأيه»، وأشارت إلى أنه حوكم أمام المحكمة الجزائية المتخصصة.

وأضافت أن «الإجراءات ضد المدافعين عن حقوق الإنسان في المحكمة الجزائية المتخصصة وأيضاً في المحاكم الأخرى في السعودية لا ترقى إلى مستوى المعايير الدولية للمحاكمة العادلة».

وتابعت أن عقوبات قاسية صدرت في مثل تلك القضايا ومنها «فترات سجن طويلة وغرامات فادحة وحظر سفر وأيضاً العقاب البدني».

وقالت بدوي إن المحكمة «ضربت بمعايير حقوق الإنسان الدولية التي صادقت عليها السعودية عرض الحائط»، وتساءلت عن «الإرهاب» الذي ارتكبه أبو الخير ليكون أول ناشط سياسي يحاكم بموجب قانون الإرهاب. وأضافت أن زوجها لم يدع إلى إسقاط النظام أو القيام بأعمال عنف بل يمارس نشاطه الحقوقي بشكل سلمي، و«المشكلة هي في الحكومة السعودية "غير المستعدة" للإصلاح السياسي». فيما تنحصر مطالب أبو الخير، حسب زوجته في إقامة «ملكية دستورية وبرلمان منتخب وإصلاح نظام الحكم».

وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن أبو الخير غرم 200 ألف ريال سعودي (53 ألفاً و300 دولار) ومنع من السفر 15 عاماً أخرى، وأغلقت كل مواقعه على الانترنت.

وعقب الحكم، غرد «إبراهيم المديمغ»، المستشار القانونى السابق فى مجلس الوزراء السعودى، قائلا: «سيترك بكاء والدته وزوجته اليوم أمامي أثرا لن يمحوه الزمن من ذاكرتي».

وأفاد بيان بيلاي أنه أكد تعرضه للسجن الانفرادي والحرمان من النوم ومنع من الاتصال بمحاميه وأسرته.

وذكرت بيلاي أن نفس المحكمة أدانت «عبد الله الحامد» (في الصورة يسار) و«محمد القحطاني» (في الصورة يمين) في مارس/آذار 2003 بتهمة الخروج على الحاكم والتشكيك في نزاهة المسؤولين وإعطاء معلومات كاذبة لجماعات أجنبية وتشكيل منظمة غير مرخصة.

وأضافت أن «المحكمة أصدرت أحكاماً بالسجن عشرة أعوام و11 عاماً على التوالي ضد الرجلين كما فرضت حظرا على السفر لفترة مساوية عند انتهاء فترتي سجنهما».

وقالت بيلاي إن محكمة أيدت في مايو/أيار إدانة رائف بدوي وهو نشط في مجال وسائل الإعلام الاجتماعي اعتبر مذنبا بتهم الإساءة للإسلام في يوليو/تموز 2013 . وصدر حكم ضده بفترتي سجن متواليتين مدة كل منهما خمس سنوات وحظر السفر لمدة عشر سنوات والإغلاق الدائم لموقعه الالكتروني وحظر لمدة 20 عاماً على مشاركته في أي منفذ إعلامي وتدمير جهاز الكمبيوتر الخاص به.

وأضافت «شمل الحكم أيضاً عقاباً بدنياً في صورة ألف جلدة تنفذ في ساحة عامة». 

 ودعت بيلاي السلطات السعودية إلى إنهاء عمليات الجلد كعقاب بدني قالت إنه لا يتسق مع القانون الدولي لحقوق الإنسان. ويشمل ذلك اتفاقية مناهضة التعذيب التي لم تصدق عليها السعودية.

وأعربت الولايات المتحدة بدورها عن انزعاجها من الحكم الصادر ضد أبو الخير. حيث قالت وزارة الخارجية الأميركية إن وضعية الناشط الحقوقي أبو الخير ستدرج في تقرير حقوق الإنسان حول السعودية. وفي فبراير/شباط الماضي، انتقد وزير الخارجية «جون كيري» خلال تقديمه للتقرير السنوي لحقوق الإنسان عبر العالم استهداف الحقوقيين والقادة الليبراليين في السعودية.

ووجه الكاتب والناشر السعودي «نواف القديمي» رسالة إلى «أبوالخير» قائلا: «قضيتَ ما عليك ياوليد .. دمتً حراً شريفاً مرفوع الرأس .. لك الأجر والمجد .. وعند الله تجتمع الخصوم».

 

طالع أيضا: أبوالخير : الله يحكم بيننا .. ومغردون: هل يأمن الظالمون إمهال الله لهم 15 سنة؟!

 
 

 

 
 

  كلمات مفتاحية