مخطط عربي ثلاثي لدعم عملية عسكرية إسرائيلية في غزة

الجمعة 11 يوليو 2014 01:07 ص

الخليج الجديد

أثارت تغريدة للمغرد السعودي الشهير «مجتهد» على حسابه الرسمي عبر تويتر، جدلا واسعا في أوساط النشطاء والمتابعين، أفاد فيها أن المملكة العربية السعودية تعهدت لقائد الانقلاب العسكري في مصر «عبدالفتاح السيسي» بتمويل سخيّ مقابل مشاركة مصرية في الاجتياح البري لغزة، وذلك بافتعال حوادث على الجانب المصري تبرر هذه المشاركة.

أعقب هذه التغريدة المثيرة للإهتمام، ما نشره حساب «أسرار عسكرية»، وهو حساب غير رسمي تابع للجيش المصري معني بنشر بعض تحركات وقرارات الجيش، حيث قال أن الجيش المصري أحبط عملية تهريب أعداد من صواريخ جراد من غزة إلى شبه جزيرة سيناء. وهو ما يُعتقد أن يكون ضمن مخطط «الحادث المُفتعل» الذي طلبته السعودية من مصر لتبرير موقفها السلبي تجاه المقاومة الفلسطينية.

وتأتي تصريحات دائرة التسجيل ومتابعة السفر عبر معبر رفح الفلسطينية، التي تفيد أن الجانب المصري قد أغلق المعبر تماما في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة بصورة مفاجئة، رغم أنه كان قد أبلغهم عن إستمرار فتح المعبر، واستثنى منح حق العبور اليوم الجمعة فقط للمواطنين المصريين الغير مجنسين، أي من أب مصري وأم مصرية، قبل أن يتم غلق المعبر بصورة كاملة ظهر الجمعة.

إضافة إلى تصريحات السفير «بدر عبد العاطي» المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، التي قال فيها أن الشعب الفلسطيني «يدفع ثمن اعتداءات ومغامرات تتم لخدمة أغراض داخلية لا تصب في مصلحة المواطن الفلسطيني»، مشيرا إلى أن مصر تسعى لحمايته من كل ذلك، على حد وصفه.

تلك الخطوات تثبت بما لا يدع مجالا للشك ما يُحاك من الجانب المصري ضد قطاع غزة، خاصة مع مقارنة هذه الإجراءات بفترة حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك نفسه، الذي لم يوجه له الأمين العام للأمم المتحدة نداءا لفتح المعبر أمام المصابين!

وحول تورط المخابرات المصرية، بمباركات وتأييد من الرياض ودبي، نشر الناشط «محمد سرحان» عدة معلومات تؤيد تلك الرواية، حيث قال فى تغريدات له عبر حسابه علي «تويتر» أن زيارة مدير المخابرات المصرية «محمد فريد التهامي» لمجموعة من قادة دولة الاحتلال الأمنيين والجيش قبل أيام، كان هدفها الرئيسي هو التنسيق للضربة العسكرية الجديدة على غزة.

وبحسب التغريدات فإن مطلب «التهامي» من قادة الاحتلال هو «توجيه ضربة قاسمة لحماس وذراعها العسكري» ضمن خطة حكومة الانقلاب العسكري في القضاء على «الإخوان» بالمنطقة، إلا أن القادة الإسرائيلين استفهموا من «التهامي» عن أمرين، الأول مدى جدية الرياض ودبي في القضاء على القسام وحماس، ومشاركتها الفعالة في تنفيذ الموضوع، والثاني عما إذا كان «السيسي» مستعد للمشاركة. وهو ما رد علي «التهامي» مؤكدا أن زيارته لإسرائيل جاءت بعد مشاورات مكثفة مع كلا من الرياض ودبي اللاتي باركتا الخطوة بشدة، وأعلنتا إستعدادهما لتعويض إسرائيل ماليا.

ويتابع «سرحان»: «كانت صدمة الصهاينة في رفض التهامي مشاركة عبد الفتاح السيسي بشكل مباشر عسكريا في الحرب»، وعذر ذلك أن الرياض عارضت الفكرة بشدة لأنها ستحرجها كداعمة أولى لنظام السيسي. على حد تعبيره.

وفى تغريدة أخري لـ«سرحان» أوضح أن «الجدال حول مشاركة مصر عسكريا دام لما يزيد عن 6 ساعات، تخللها إتصالات من التهامي للقاهرة والرياض، ليجدد رفض المطلب الذي إستعاض عنه بالسماح للإحتلال بالسيطرة على محور فيلاديلفيا الحدودي بين قطاع غزة ومصر لفسح المجال للعدو الصهيوني بإقتحام غزة من عدة محاور وإحكام السيطرة». مبررا بهذا السبب قرار السيسي الأخير بإخلاء المحور.

كما أكد «سرحان» بحسب مصادره التي وصفها بالموثوقة، أن «قادة حماس تيقنوا من خلال ما عرف بإتصالات التهدئة من قِبَل مخابرات مصر، أن الأخيرة لم تكن "جدية" بل "مخادعة ومراوغة" حيث أملت حماس شروط كانت تعلم مسبقا أن مخابرات السيسي ودولة الاحتلال لن يقبلوها». وهو ما جعل كتائب القسام تستعد للأسوأ وهم يعلمون أن الخطة  من البداية تربو إلى إقتحام بريّ. فاستعدوا منذ بدء القصف الصهيوني تحضيرا لحرب برية. بحسب قوله

ويبرر الناشط بذلك «عدم اعتماد حماس على الرياض والخليج كالعادة»، مضيفًا: «بل لم يطالبوا السيسي بأي وساطة فكيف وهم العدو المبين».

ويختتم الناشط «محمد سرحان» تغريداته قائلا: «كانت مبادرة القسام بضرب الكيان الصهيوني في عقر داره وعمقه لأن هذه المعركة لن تكون كسابقتها والردع منذ اللحظة الأولي ضرورة قسوى».

وهي التصريحات التي تدعمها العديد من الخطوات غير المفهومة والمثيرة للإستغراب من الجانب المصري الذي حرص دائما على هامش من العلاقات مع غالبية فصائل المقاومة لاعتبارات الأمن القومي المصري وأهمية الوضع في قطاع غزة.

 نجاح المخطط الثلاثي العربي لدعم إسرائيل، ومدى صحته ابتداءا، ستثبتها تطورات المشهد السياسي.

  كلمات مفتاحية