كيف تؤثر الدهون على صحة الرجال والنساء بشكل مختلف؟

السبت 15 سبتمبر 2018 12:09 م

يُصاب المزيد والمزيد من البالغين حول العالم، بالبدانة وزيادة الوزن، وتعاني أعداد متزايدة في الدول الغربية من السمنة، بما يوجه اللوم على النظام الغذائي الغربي عالي الدهون.

ومع ذلك، يتفاعل الرجال والنساء بشكل مختلف مع الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون؛ حيث تتباين طرق تعامل الجسم سواء كان للذكر أم الأنثى، مع الدهون والسعرات الحرارية.

ومثلت هذه الاختلافات محور اهتمام العلماء في جامعة كاليفورنيا، بمنطقة ريفرسايد، المعروفة اختصارا بـ"UCR"، الذين شرعوا في دراسة العواقب الصحية للبدانة في القوارض الذكور والإناث.

وقادت الأستاذ المساعد بقسم العلوم الطبية الحيوية في كلية الطب بجامعة "UCR"، "دجوردييكا كوس"، هذه الدراسة المنشورة في مجلة "فرونتيرز" في علم المناعة.

وفحصت "دجوردييكا" وزملاؤها دور هرمون الاستروجين الأنثوي في تراكم الدهون في الجسم، فضلا عن العواقب الصحية المترتبة على زيادة الوزن لدى قوارض الذكور مقابل الإناث.

وكما أوضح الباحثون في الدراسة، فقد أشارت دراسات سابقة إلى أن المرأة تميل إلى أن تكون هزيلة عندما تكون شابة ولكنها تكتسب وزنا بعد انقطاع الطمث لأن الإستروجين يساعد على إبقاء الوزن الزائد في مكانه.

وبالإشارة إلى المبيض، فهو المصدر الرئيسي للاستراديول في جسم المرأة، وهو شكل من أشكال هرمون الاستروجين المتوفر في جسم الإناث قبل انقطاع الطمث. لذلك، أراد كل من "كوس" وفريقها اختبار الدور الوقائي من الدهون للإستروجين الناتج عن المبيض، عن طريق إزالة المبيضين في القوارض الأنثوية.

وقام الباحثون بتغذية الإناث المصابة بالاستئصال، على نظام غذائي غني بالدهون وقارنوا التأثيرات مع تلك التي لدى ذكور الفئران التي غذيت نفس النظام الغذائي.

ثم درس العلماء عدد الحيوانات المنوية لدى القوارض الذكور، ودورة هرمون الاستروجين لدى الإناث، وعلامات متلازمة التمثيل الغذائي والالتهابات في كل من القوارض الذكور والإناث.

وتلخص "كوس" النتائج ، قائلة: "لقد وجدنا أن الفئران تكتسب وزنا عندما تتغذى على نظام غذائي غني بالدهون، مما يوحي بأن هرمونات المبيض تحمي بالفعل من زيادة الوزن".

ولكننا وجدنا أيضًا أن هذه الفئران لا تظهر أي التهاب عصبي، ولا تغيرات في الهرمونات التناسلية، مما يوحي بأنها محمية بعوامل أخرى غير الإستروجين الصادر من المبيض"، وهو بحسب مؤلفة البحث "اكتشاف جديد".

وتعلق على ما تعنيه هذه النتائج بالنسبة للإنسان، قائلة: "الفئران التي عاشت على نظام غذائي غني بالدهون أصيبوا بمتلازمة الأيض، وهي مجموعة من الأمراض التي تشمل مرض السكري من النوع 2 وعدم حساسية الأنسولين، على نحو مماثل تماما للبشر الذين يعانون من السمنة".

ومع ذلك، فإن العواقب الصحية للوزن الزائد لا تتوقف هنا. حيث أوضحت "الرجال البدناء لديهم مستويات أقل من هرمون التستوستيرون، مما يسهم في انخفاض الرغبة الجنسية لديهم، وانخفاض الطاقة، وانخفاض قوة العضلات"، لافتة: "نحن نرى هذا في الفئران أيضا؛ حيث أظهرت الفئران الذكور البدينة حوالي 50% انخفاض في هرمون التستوستيرون وعدد الحيوانات المنوية لديها".

من ناحية أخرى، "تجد النساء البدينات صعوبة في دورتهن الشهرية"، وتضيف: "لا يتمكن جسدهن من إتمام التبويض. وتظهر فئران الإناث البدينات نفس تلك المعلومات، حيث أصبن بانخفاض في الخصوبة".

ومع ذلك ، فإن البحث يشير أيضا إلى أن أجساد النساء أكثر حماية لهن ضد الآثار الضارة المترتبة على زيادة الوزن، وهي ظاهرة قد يكون لها علاقة كبيرة مع شكل جسم المرأة وتوزيع الدهون في الجسم.

ويقول الباحثون: "تتفق نتائجنا على أن الذكور لديهم قدرة على تخزين الدهون الحشوية أكبر".

كما يبدو أن النتائج تؤكد أن النساء قبل انقطاع الطمث يملن إلى الاحتفاظ بالدهون تحت جلودهن.

ويؤدي تراكم الدهون حول البطن إلى الجسم "التفاحة"، في حين أن الدهون التي تجمع حول الوركين تؤدي إلى الجسم "الكمثرى". ومن المرجح أن تطور المرأة الأخير، في حين يُصاب الرجال بالشكل الأول.

وجدير بالذكر أن الدهون الحشوية، أو البطن، يمكن أن يصل ويؤثر على الأعضاء الداخلية. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا النوع من الدهون "يعرض الجسم للالتهاب كما زادت الدهون"، بحسب "دجوردييكا".

ومع ذلك، لا يستطيع المؤلفون فهم الآليات التي تقف وراء هذا الالتهاب العصبي الناجم عن السمنة بشكل كامل بعد، وهم لا يعرفون كيفية وسبب حماية جسم النساء منه. لذلك، سوف تكون هناك حاجة لمزيد من الدراسات المستقبلية.

المصدر | Medical News Today

  كلمات مفتاحية

سمنة زيادة الوزن الوزن الزائد دهون جسم صحة أمراض