استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

ما زرعته إسرائيل قهرا واضطهادا لسكان غزة تحصده الآن صواريخا

السبت 12 يوليو 2014 09:07 ص

جدعون ليفي، هآرتس، 10 يوليو/تموز 2014

ما الذي ظنناه بالضبط؟ هل أن تعتقل اسرائيل بقسوة على أثر اختطاف ثلاثة فتيان اسرائيليين في المناطق وقتلهم، نحوا من 500 مدني فلسطيني وفيهم اعضاء من المجيش التشريعي وعشرات ممن أفرج عنهم بصفقات لم تكن لهم أية صلة بالخطف والقتل؛ وأن يلقي الجيش الاسرائيلية رهبته على الضفة كلها بعملية بحث واعتقالات جماعية هدفها المعلن "تحطيم حماس"؛ وأن تهيج حملة تحريض عنصرية في الشبكة وتفضي الى احراق فتى فلسطيني وهو حي؛ وأن تخرج اسرائيل في حملة عقاب مضادة لمحاولة انشاء حكومة وحدة فلسطينية كان العالم مستعدا للاعتراف بها؛ وأن تنكث اسرائيل التزامها الافراج عن سجناء؛ وأن تفضي الى انهاء المسيرة السياسية وأن تقعد فوق كل ذلك مكتوفة اليدين لا تقترح أية خطة أو رؤيا – ثم يقبل الفلسطينيون ذلك بتسليم وطاعة وسكون نفس ويبقى الامن يسود مدن اسرائيل؟

ما الذي ظنناه بالضبط؟ هل أن تستمر غزة على العيش أبدا في ظل نزوات اسرائيل (ومصر)، فاذا شاءتا أرختا الطوق قليلا، واذا شاءتا عززتاه حتى الألم؟ أوَ أن يستمر أكبر قفص في العالم على كونه قفصا؟ أوَ أن يبقى مئات آلاف سكانها مقطوعين أبدا؟ أوَ أن تمنع اسرائيل عشرات آلاف العاملين في سلطة حماس من دفع أجورهم اليهم؟ أوَ يُمنع التصدير من غزة ويحدد صيد السمك؟ وعلى أي شيء بالضبط يعيش مليون ونصف مليون من البشر – هل يستطيع أحد أن يقول لماذا يستمر الحصار ولو الجزئي لغزة؟ وألا يُطرح مستقبلها ألبتة للنقاش؟ أوَ أن يحدث كل ذلك وتقبل غزة ذلك بالتسليم؟ إن كل من كان يظن ذلك ضل في أوهام خطيرة ندفع الآن جميعا ثمنها. 

ينبغي فقط ألا نتظاهر بالدهشة؛ وينبغي فقط ألا نقلب العالم لأن الفلسطينيين يطلقون عبثا صواريخ على مدن اسرائيل – فهذا الترف لم يعد مقبولا. إن الرعب الذي يشعر به مواطنو اسرائيل الآن ليس أكبر من الرعب الذي شعر به آلاف الفلسطينيين حينما كانوا ينتظرون في رهبة في الاسابيع الاخيرة الجنود الذين يحطمون ابواب بيوتهم ويداهمونها تحت جنح الظلام لللبحث والتقليب والهدم والاذلال وخطف واحد من أبناء البيت. وليس رعبنا أكبر من الرعب الذي يشعر به الاولاد والشباب الفلسطينيون الذين قتل عدد منهم عبثا بنار الجيش الاسرائيلي في الاسابيع الاخيرة. والرعب الذي يشعر به الاسرائيليون أقل من ذاك الذي يشعر به سكان غزة الذين لا يملكون إنذار "اللون الاحمر"، ولا "مكان وقاية" ولا قبة حديدية لتخليصهم، ولا يوجد سوى مئات الطلعات الجوية المخيفة لسلاح الجو الاسرائيلي في السماء تنتهي الى قتل مدنيين أبرياء وفيهم شيوخ ونساء واطفال كما قد حدث في هذه العملية.

وقد تبجح ضابط اسرائيلي أمس بأن الدمار في القطاع هذه المرة أكبر مما كان في عمود السحاب.

أصبح يوجد للعملية إسم صبياني هو "الجرف القوي". لكن الجرف القوي بدأت وستنتهي ككل سابقاتها لا جرفا ولا قويا. تريد وسائل الاعلام والرأي العام الآن دما وخرابا فلسطينيين، واليسار والوسط يؤيدان بالطبع، ومن المؤكد أنهما يؤيدان كما في كل البدايات – أما ما يلي ذلك فقد أصبح مكتوبا منذ زمن في تاريخ كل عمليات غزة على اختلافها الدامية التي لا أمل منها. والشيء المدهش أنه لا يتم تعلم شيء ولا يتغير شيء سوى الوسائل القتالية، من عملية الى أخرى. 

تصرف رئيس الوزراء هذه المرة بضبط للنفس حقا ووضعت التيجان على رأسه – وما كان يمكن ضبط النفس في مواجهة القذائف الصاروخية من غزة. ويعلم الجميع أن بنيامين نتنياهو لم يكن معنيا بهذه المواجهة. أحقا؟ لو أنه لم يكن معنيا بها حقا لكان يجب عليه أن يُحدث مسيرة سياسية حقيقية، لكنه لم يفعل ذلك ولهذا من الواضح أنه كان معنيا بالمواجهة. وقد صرخ العنوان الرئيس في الصحيفة التي تعبر عن رأيه أمس بالكلمات التالية:

"إمضوا حتى النهاية"، لكن "النهاية" الهوجاء التي تدعو اليها صحيفة "اسرائيل اليوم" لن تحرزها اسرائيل أبدا ولا سيما بالقوة. قال دافيد غروسمان أول أمس في مؤتمر اسرائيل للسلام: "لا سبيل للتهرب من العقاب على ما أحدثوا مدة خمسين سنة تقريبا". وكان ذلك قبل بضع ساعات من وقوع العقاب التالي في سلسلة الجريمة والعقاب على مواطني اسرائيل، ويا لهم من ضحايا غافلين أبرياء.

  كلمات مفتاحية