قال موقع «ميدل إيست آي» البريطاني أن «الصراعات الطائفية أصبحت تغذي وتلهب تجارة الأسلحة في منطقة الشرق الأوسط، وذلك من بين أسباب أخري لتسارع وتيرة التسلح في الدول الشرق أوسطية».
وحذر من أن تسارع سباق التسلح بين أكبر قوتين إقليميتين (السعودية وإيران) ينذر بتحول «حرب وكالة» الحالية بين القوتين الإقليميتين، إلى «صراع إقليمي جديد أوسع نطاق، مدفوعة بصراعات طائفية وستخرج صناعة الأسلحة العالمية وحدها منتصرة من هذا السيناريو الدراماتيكي المحتمل».
ونقل الموقع عن «أليكس فاتانكا» الخبير في «مؤسسة جيمستاون» في واشنطن، قوله عن تنامي الصراعات الطائفية في المنطقة: «إيران مسئولة عن هذه الصراعات المذهبية لكن ثمة طرف آخر في المعادلة وهم السعوديون والإماراتيون والقطريون».
وحول ما يقال من أن الغرب هو من يغذي الصراعات المذهبية في المنطقة كوسيلة لبيع الأسلحة، قال: «لا يوجد مجال هنا لنظرية مؤامرة، فالصراعات الطائفية في المنطقة تأتي من داخلها».
وأشار الموقع البريطاني إلى أن التقارير التي تفيد بقيام الدول الخليجية بحشد 150 ألف جندي على الحدود الجنوبية لليمن، وحديث وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف عن «خطورة الموقف»، يشير لأن ما يجري من حرب بالوكالة يهدد بإشعال فتيل صراع إقليمي أوسع.
وأنه «إذا صح هذا الكلام وحدث ذلك بالفعل، ستظهر كميات ضخمة من الأسلحة في المنطقة، حيث أنفق السعوديون العام الماضي وحده ما قيمته 6.4 مليارات دولار على استيراد الأسلحة المتطورة، في حين أنفقت الإمارات 2.2 مليارات دولار على نفس الغرض».
فيما تخوض إيران، الطرف الثاني من معادلة التسليح في المنطقة مباحثات مع روسيا حول شراء ما يلزمها لتعزيز أنظمة الدفاع الصاروخية المضادة للطائرات، وتبدي روسيا التي طالما أعلنت عن تضررها بالعقوبات الغربية المفروضة عليها، رغبتها في إتمام تلك الصفقات مع طهران، لاسيما في ظل تداعيات تلك العقوبات على اقتصادها المحلي.
وتأتي الحملة العسكرية التي تقودها المملكة العربية السعودية ضد جماعة «الحوثيين» في اليمن والمدعومين من إيران بعد أكثر من أسبوع من تصنيف الرياض كأكبر مستورد للأسلحة والنظم الدفاعية في العالم في 2014، وفقا لدراسة أجراها المركز الأمريكي لأبحاث الدفاع والاستخبارات (أي إتش إس جاين)، وفي وقت تجد فيه السعودية، التي تعد واحدة من أكبر الدول تسليحا في العالم، نفسها على حافة حرب كبرى لا تقف عند مجرد شن هجمات جوية على جماعة متمردة، بحسب «ميدل ايست أي».
سباق التسلح
وشملت قائمة المشتريات الخليجية في الخمسة أعوام الماضية، بحسب الموقع البريطاني، طائرات مقاتلة من طراز F15 ومروحيات مقاتلة من طراز أباتشي وحاملات أفراد مدرعة من طراز بيرنا وصواريخ جو- جو تعمل بالأشعة تحت الحمراء من طراز IRIS-T ومدافع الهاوتزر ذاتية الحركة من طراز Caesar 155mm ومركبات جوية من دون طيار وطائرات إنذار مبكر محمولة في الهواء وصواريخ باليستية وطرادات وسفن إنزال وصواريخ مضادة للدبابات، وغيرها الكثير.
أما علي الجانب الإيراني، فقد ذكر «سيرجي شيميزوف»، رئيس «روستيك» عملاقة صناعة الأسلحة الروسية الحكومية في تصريحات أدلى بها لـ«وكالة الأنباء الروسية» (تاس) - قبل بدء الهجمات في اليمن- «إننا قدمنا صواريخ وهم يفكرون في الأمر، ولكن لم يتم اتخاذ قرار بعد».
وتابع: «لن أخفي هذا والجميع يفهم ذلك، فكلما زادت الصراعات هناك، كلما زادت الأسلحة التي نبيعها برغم العقوبات المفروضة علينا».
ويري محلل موقع «ميدل ايست أي» أنه «على عكس ما جرى في البحرين عندما لم ترد إيران على تدخل الدول الخليجية بها في 2011 لإخماد المظاهرات التي قام بها الشيعة هناك، فإنه من الصعب جدا هذه المرة أن تترك طهران الأمور تمر مرور الكرام وأن تنجح الدولة الخليجية في سحق الحوثيين في اليمن»، محذرا من أن هذا ينظر بصراع إقليمي مباشر لا مجرد حرب بالوكالة، وستخرج صناعة الأسلحة العالمية وحدها منتصرة من هذا السيناريو الدراماتيكي المحتمل.