رجيم التفكير.. هل يحقق هدف الباحثين عن النحافة؟

الجمعة 28 سبتمبر 2018 07:09 ص

إذا قضيت يوم الأجازة متمددا على أريكتك تشاهد التلفاز، وتتفقد آخر الأخبار على وسائل التواصل الاجتماعي، ثم ذهبت إلى عملك الذي ينطوي على حل المشاكل وغيره من الأنشطة العقلية الصعبة في اليوم التالي، فهل القوة العقلية الإضافية التي تستخدمها في العمل تحرق طاقة أكثر من يوم الأجازة الذي قضيته في مشاهدة التلفاز؟

يقول الأستاذ المشارك في علم النفس وعلم الأعصاب السلوكية في جامعة ألباني بولاية نيويورك، "إيوان ماكناي": "الإجابة الأساسية هي نعم، لكن لا يمكنك أن تعتمد على ذلك في إنقاص الوزن".

التفكير لن يجعلك نحيفا

يرجع ذلك لكون الدماغ -على عكس أي جزء آخر من الجسم- يعمل بشكل حصري على سكر الجلوكوز، وتتطلب الأنشطة المعرفية المضنية المزيد من الجلوكوز أكثر من تلك البسيطة، كما يقول "ماكناي"، الذي درس كيف يستخدم الدماغ الطاقة لأداء العمل.

على سبيل المثال؛ أثناء مهمة تذكر صعبة، ستبدأ أجزاء الدماغ التي تشارك في تكوين الذاكرة باستهلاك المزيد من الطاقة، لكن مناطق الدماغ الأخرى لن تظهر مثل هذه الزيادة.

ويضيف "ماكناي": "في الواقع ستحرق المزيد من الطاقة خلال مهمة إدراكية مكثفة"، لكن في سياق الطاقة الإجمالية التي يحرقها الجسم، فإن الفرق في حرق السعرات الحرارية من مهمة عقلية واحدة إلى أخرى يبقى ضئيلا.

ولكي تعرف ما يحرقه الدماغ من سعرات حرارية، فعليك أن تفهم أولا كيف يحرق جسمك الطاقة.

ما لم تكن رياضيا محترفا، فإن معظم الطاقة التي يستخدمها جسمك ليس لها علاقة كبيرة بالحركة أو التمرين؛ فهناك ما يقرب من 8% إلى 15% من الطاقة تُستهلك في هضم الطعام، في حين تُستهلك نسبة أكبر بكثير في تشغيل أعضاء الجسم لتبقى على قيد الحياة، ولا يحتاج أي جزء منك إلى طاقة أكثر من دماغك.

وعن ذلك، يقول الأستاذ في كلية الطب بجامعة واشنطن في مدينة سانت لويس الأمريكية، "ماركوس رايشل": "كمستهلك للطاقة، فإن الدماغ هو أغلى جهاز نحمله معنا"، على الرغم من أن الدماغ لا يمثل سوى 2% من إجمالي وزن الجسم، إلا أنه يستهلك 20% من طاقة الجسم.

وهذا يعني أنه خلال يوم عادي، يستخدم الشخص حوالي 320 سعرة حرارية فقط للتفكير.

ويمكن للحالات والمهام العقلية المختلفة أن تؤثر بشكل خافت على الطريقة التي يستهلك بها الدماغ الطاقة، إذا كنا سنضعك في جهاز لتصوير المخ ونظرنا إلى ما يحدث في دماغك وأنت أمام التلفاز أو تقوم بالكلمات المتقاطعة، فإن نشاط دماغك سيتغير إذا أعطيناك مهمة صعبة، وستستخدم المزيد من الطاقة.

لكن إذا كنت تأمل أن تخفض وزنك باستخدام التفكير، فهذا غير ممكن للأسف؛ فبينما يحرق الدماغ الكثير من الطاقة، فإن التغييرات في نشاط الدماغ واستخدام الطاقة خلال مهمة عقلية صعبة تبقى دقيقة ولا تتجاوز 5% من نشاط المخ.

حتى إذا كنت ستحافظ على غمر عقلك في مساعي ذهنية صعبة طوال اليوم، فإن هذا التغيير بنسبة 5% لن يضيف الكثير إلى هذا الحد، والأطباء يقولون إن حرق السعرات سيكون متواضعا للغاية، وإذا مشيت ذهابا وإيابا فإنك ستحرق سعرات أكثر.

لماذا يحرق المخ الطاقة؟

يتم صرف الجزء الأكبر من استهلاك طاقة دماغك للحفاظ على يقظتك ومراقبة بيئتك للحصول على معلومات مهمة وإدارة الأنشطة الجوهرية الأخرى.

ويوافق "ماكناي" على أن أدمغتنا لا تنفق الكثير من الطاقة أثناء المهام الصعبة أكثر من تلك التي تستغرقها في الحالات البسيطة.

ويقدر أن استهلاك الشخص الذي يقوم بعمل تحد معرفي لمدة ثماني ساعات بحوالي 100 سعر حراري أكثر من الشخص الذي يشاهد التلفاز أو يمر بأحلام اليقظة لنفس الفترة الزمنية.

ويضيف: "إذا كنت تفعل شيئا حقيقيا يتطلب استخدام حواس متعددة، شيء مثل تعلم العزف على آلة موسيقية، فقد يصل الفارق إلى 200 سعر حراري، لكننا هنا نتحدث عن ثماني ساعات".

حتى في هذه الجلسة الافتراضية لتعلم العزف على الآلات، فإن قدرة الدماغ على البقاء متحفزا ستنكمش حين يتضاءل مخزونه من الجلوكوز.

يقول "رايشل": "ستستمر في تأثير الاستنفاد هذا، حيث لن يمكنك الحفاظ على نفس المستوى من الأداء المعرفي، ويمكن لشرب عصير أو التهام بعض حلوى الجيلي أن يجدد مخازن الجلوكوز، ويساعد على استعادة دماغك للقوة الكاملة، لكن عدد السعرات الحرارية في تلك الأطعمة يفوق العدد الذي تحرقه بسهولة".

ومع ذلك، لا يمكننا إهمال مجموع السعرات الحرارية التي يحرقها الأشخاص الذين يقضون أيامهم في أداء أعمال صعبة عقليا، حتى لو كنت تحرق عددا صغيرا من السعرات الحرارية الإضافية كل يوم؛ فقد يؤدي ذلك نظريا إلى إضافة شيء ذي معنى خلال فترة 50 أو 60 عاما، كما يقول "ماكناي"، لذلك فإن التفكير في الأشياء يستحق ذلك.

المصدر | تايم

  كلمات مفتاحية

التفكير حرق السعرات أنظمة غذائية