استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

في الطريق الى فقدان رئاسة الوزراء

السبت 12 يوليو 2014 11:07 ص

يوئيل ماركوس، هآرتس، 11 يوليو/تموز 2014

فشل بيبي المثير للشفقة في شطب ترشيح روبي ريفلين وهزيمته لجدعون ساعر، الى جانب هجر ليبرمان له، تدل على أن بيبي يمكنه منذ الان ان يشعر بنهايته الى الوراء. لا يوجد خطر اكبر على الدولة من رئيس وزراء في المنزلق. 

من رأى الوجه العابس لاسحق رابين حين صافح ياسر عرفات في ساحة البيت الابيض ما كان يمكنه الا يلاحظ أنه لا يهضم اتفاق اوسلو. ولاحقا ادعت عقيلته ليئا بانه سار بالفعل الى هذا الاتفاق بسبب مخاوفه من الا يكون الجيش الاسرائيلي، الذي تغلب على سبعة جيوش عربية، مبنيا للقتال ضد الارهاب وتحقيق الحسم مثلما فعل في حرب التحرير. التفكير في أن الجيش الاسرائيلي استخدم في الانتفاضة الاولى سيارات قذف الحصى والمستعربين. رابين الراحل تعلم بالطريق الصعب بانه لا توجد حرب اخرى تنهي كل الحروب.

حكومة تلو اخرى عودتنا على أن نعيش على القصف العشوائي لصواريخ ذات رؤوس صغيرة في سديروت وفي محيطها. وقد أكثرت من التفسير بان "الصواريخ" ذات رؤوس صغيرة، ولهذا فانها لا تلحق ضررا حقيقيا بمن تعثر حظه وتواجد في المحيط. الصغير مقبول، ولكن من الصعب التصديق بان حكومة ما في العالم كانت ستسلم بان منطقة واحدة "فقط" في نطاقها هي هدف لنار الصواريخ. من حظ سديروت وجيرانها، واليوم أيضا تل أبيب، الخضيرة وحيفا، انه كان لنا في حينه وزير دفاع مدني واحد، ويدعى عمير بيرتس، ضغط وبفضله فان من يحمينا، ويحمي الجبهة الداخلية المدللة، هي القبة الحديدية. عندما وصلت هذا الاسبوع الصواريخ الى تل أبيب وفوقها لم يكن فزع من النوع الذي كان في عهد صواريخ سكاد من العراق.

 حماس، التي انكشفت هذه المرة ايضا بانها عديمة الكوابح، لم تأخذ بجدية القوات البرية التي حشدت على مقربة من غزة "وكأننا" نوشك على احتلالها. وفي جبهتنا الداخلية أملوا أو افترضوا باننا لن نرتكب هذه الحماقة. فاذا لم يكونوا يقتلونا بالصواريخ، فلماذا نتطوع لنكون هدفا في غزو بري بل ونحظى بالشجب من كل العالم. وعول أصحاب القرار على أنه، آجلا أم عاجلا سيكون وقف للنار، يترافق واتفاق لن يفرحنا. في كل الاحوال فان معاناة سكان غزة أشد من معاناتنا بكثير.

السؤال الذي سيكون على جدول الاعمال هو ماذا سيكون بعد وقف النار. فهل سنبدأ العد التنازلي حتى الاحداث التالية التي تبادر اليها حماس كعادتها في الماضي؟ هل سيلقي بيبي خطابا آخر أو اثنين في التلفزيون؟ هل سيخلد كمن كانت له خصيتان من حديد وانه سار حتى النهاية في سياسته لعدم التنازل عن أي شبر او كمن كان الاستراتيجي للحملة حيال حماس؟ كان هناك من ادعى بان اختطاف الفتيان الثلاثة، مع كل خطورته، لم يبرر ادخال الجيش الى مطارح أبو مازن، القتال ضد حماس، اقتحام المنازل كل ليلة، والاعتقالات بلا كوابح والتي تضمنت كل من لاح لنا. فما الذي فكر فيه بيبي لنفسه، أن تجلس حماس في غزة بهدوء فيما يظهر الجيش الاسرائيلي كل ليلة وهو يبطش بمحبيها وأعضائها؟

لقد أمسك اختطاف الفتيان وما حصل في اعقابه بيبي بصفته تشرتشل للفقراء، فيما أن وضعه على كرسيه لم يكن الاكثر استقرارا. في البداية تنطح له ليبرمان: "وعدت بيد قوية ولم توفي بوعدك". وكان رد بيبي: "اولا تعال الى جلسات المجلس الوزاري". وردا على المقابلة التي اعطاها في التلفزيون صرخ بيبي عليه موبخا: "الوزراء ليسوا محللين". فأعلن ليبرمان عن انسحاب حزبه من الليكود، ولكنه لم يترك الحكومة. وأوضح "فقط" بان في الانتخابات التالية النصر ليس في جيب بيبي. اذن لنفترض ان في غضون يوم – ثلاثة ايام سيكون وقف للنار، فماذا ستفعل هذه الحكومة؟ هل ستقتل كل العرب أم تحاول الوصول الى تسوية مع الفلسطينيين حسب المبنى الذي اقترحته الادارة الامريكية؟

الحقيقة هي أن بيبي فوت كل الفرص التي منحت له في السنة الاخيرة وهو بالتأكيد لن يتحرك الان. ربما لان وضعه الحالي هو في الطريق الى فقدان رئاسة الوزراء. أحد الاشخاص الافضل لديه، موشيه كحلون، هجره ويستعد لاسقاطه في الانتخابات التالية. فشله المثير للشفقة في شطب ترشيح روبي ريفلين وهزيمته لجدعون ساعر، الى جانب هجر ليبرمان له، تدل على أن بيبي يمكنه منذ الان ان يشعر بنهايته الى الوراء. لا يوجد خطر اكبر على الدولة من رئيس وزراء في المنزلق.

  كلمات مفتاحية