وصل مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط «أنطوني بلينكن»، إلى بيروت قادما من باريس، في إطار زيارة للبنان تستمر يومين التقى خلالها رئيسي مجلس النواب «نبيه بري» ومجلس الوزراء «تمام سلام» ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب «وليد جنبلاط» ووزير الخارجية «جبران باسيل» وحاكم مصرف لبنان «رياض سلامة» وقائد الجيش «العماد جان قهوجي»، وعددا من المسؤولين.
وشملت المحادثات مختلف المواضيع الداخلية ومنها رئاسة الجمهورية، وكيفية الحفاظ على الاستقرار السياسي، كما ناقش المسؤول الأمريكي موضوع الإرهاب والمقاتلين الأجانب والتمويل ومحاربة أيديولوجية الإرهاب ودور لبنان الأساسي في مكافحته.
وتطرق البحث أيضا إلى تطورات المنطقة والملف النووي الإيراني والاتفاق الأخير حوله وتداعياته الإيجابية المحتملة على المنطقة.
وفي توصيف لمهمة «بلينكن» قال النائب «مروان حمادة» الذي شارك في لقائه مع النائب «جنبلاط» إنه: «لا يظن أن الغرق في رمال الاتفاق النووي سيأتي أو سيعود على لبنان بقصر جمهوري مليء برئيس»، موضحا «لم نشعر أن هذا الاتفاق قد تطرق إلى أمور أخرى أو أن مفعوله سيشع في اتجاه اليمن وسوريا ولبنان قبل تحصين هذا الاتفاق أو قبل إبرامه وتحريره نهائياً».
وأضاف «على اللبنانيين أن يأخذوا درساً من هذا الاتفاق ليطوروا حوارهم وينتخبوا رئيسا ويتوقفوا عن بناء قصور في الرمال الإيرانية»، لافتا إلى أن «بلينكن جاء مستمعاً وجولته هي للتطمين وتفسير تداعيات اتفاق لوزان»، مشيراً إلى أن «بلينكن سيتوجه إلى السعودية فور انتهاء جولته لبحث هذا الأمر».
هذا وأكد إعلاميون ومقربون من حزب الله أنه اعتبر التوصل إلى اتفاق إطار بين إيران والغرب بشأن برنامج الأولى النووي «انتصارا كبيرا لإيران، بعد سنوات من العقوبات والضغوطات والتطويق والتهديد الإسرائيلي ـ الأمريكي المتواصل، وانتصاراً للقضايا المحقة في المنطقة».
ويرى الحزب أنّ أكثر الدول المنزعجة ممّا تحقّق هي بعض الدول العربية وإسرائيل التي تعتبر الاتفاق النووي قوّة جديدة للمحور المقاوم في المنطقة في مواجهتها».
في المقابل، يسخر سياسيون من قوى 14 آذار من تحليلات حزب الله وفريق «8 آذار» التي اعتبرت أن الاتفاق هو ضوء أخضر غربي لزيادة نفوذ طهران في المنطقة.
وكانت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي «فيديريكا موغيريني» قد أعلنت توصل الدول الكبرى الست إلى تفاهم مع إيران حول المبادئ السياسية للاتفاق الشامل بين الطرفين حول برنامج طهران النووي.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف» عقد في مدينة لوزان السويسرية الخميس 2 أبريل/نيسان في ختام المفاوضات التي أجرتها مجموعة «5+1» مع إيران، قالت «موغيريني» إن الاتفاق الذي تم تحقيقه سيشكل أساسا للاتفاقية النهائية الشاملة.