تركي الفيصل: مصدوم لمقتل خاشقجي.. وافترقنا بسبب الإخوان

الجمعة 26 أكتوبر 2018 08:10 ص

من بين جميع الأشخاص الذين تألموا لوفاة "جمال خاشقجي" يعد الأمير "تركي الفيصل" حالة خاصة، وقد عبر الأمير، ابن المؤسسة السعودية، عن صدمته لفقدان ربيبه طويل الأمد لكنه في المقابل لا يزال يقف وراء الملك "سلمان" وولي عهده خلال هذه الأزمة.

وقال "الفيصل" في حوار مع الصحفي المخضرم "ديفيد أغناتشيوس" في صحيفة "واشنطن بوست": "الناس الذين يعتقدون أنه سيكون هناك أي تغيير في الخلافة هم على خطأ"، منتقدا التكنهات التي تشير إلى أن "محمد بن سلمان" قد يفقد منصبه كولي للعهد بسبب مزاعم مسؤوليته عن مقتل "خاشقجي". وبدلاً من ذلك ادعى "الفيصل" أن السعوديين أصبحوا أكثر دعما لـ"بن سلمان" بسبب تعرضه للهجوم.

وقال "الفيصل": "كلما زادت الانتقادات لولي العهد كلما أصبح أكثر شعبية في المملكة".

وأَضاف: "إذا قمت بإجراء استطلاع رأي بين السعوديين اليوم، فستجد أنه أكثر شعبية مما كان عليه قبل أسبوعين. هذا لأن السعوديين يشعرون أن زعيمهم يتعرض لهجوم غير عادل في وسائل الإعلام الأجنبية. هذا صحيح أيضا بالنسبة للعائلة المالكة إنهم يشعرون أن هذا هجوم على المملكة العربية السعودية والعائلة المالكة، وليس فقط على محمد بن سلمان".

ويعلق "أغناتشيوس" على مزاعم "الفيصل" قائلا إنه لا توجد طريقة للتأكد من المزاعم حول زيادة شعبية "بن سلمان"، لكن المثير للانتباه من وجهة نظره هو صدور هذا الرأي من قبل "الفيصل"، الذي يتحدث، بصفته رئيس استخبارات سابق وسفر سابق إلى لندن وواشنطن، وهو يمثل فرع من العائلة المالكة معروف بآرائه المعتدلة.

وجاءت تصريحات "الفيصل" عشية صدور بيان للرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" اتهم فيه السعوديين بارتكاب جريمة قتل "مدبرة" لكنه لم يقدم أي أدلة جديدة على هذه الدعوى.

وتحدث "الفيصل" لـ"واشنطن بوست" مساء الإثنين في مقر إقامته في ماكلين بولاية فيرجينيا لمدة 90 دقيقة حيث وصف لقاء له في الليلة السابقة بواحدة من زوجات "خاشقجي" السابقين وثلاثة من أطفاله، حيث "نقل التعازي" من الملك وولي العهد.

وتم إجراء عرض مماثل للعزاء في الرياض حيث اجتمع "بن سلمان" مع "صلاح"، أكبر أبناء "خاشقجي" الذي تم منعه لعدة أشهر من مغادرة المملكة كجزء من حملة ضغط واضحة ضد والده. وأظهرت الصور التي بثتها الصحف السعودية "صلاح" وهي يصافح الرجل المسؤول عن وفاة والده.

وقال "الفيصل" إن "خاشقجي" لفت انتباهه لأول مرة في عام 1988 بعد قيامه برحلة إلى أفغانستان لتغطية الأحداث لصالح صحيفة عرب نيوز التي تتخذ من الرياض مقرا لها. في ذلك الوقت، وفقا لـ"الفيصل": "لم يكن لدى خاشقجي قط أي علاقة مع المخابرات السعودية، حتى على مستوى أدنى". ولكن عندما أصبح "خاشقجي" محرراً لعرب نيوز في التسعينيات فقد توثقت علاقته مع الأمير السعودي.

وفي السنوات الأخيرة استفاد "خاشقجي" من علاقته مع "الفيصل" حيث قام بتعيينه مرتين كمحرر لصحيفة الوطن المملوكة للعائلة المالكة كما جلبه إلى لندن وواشنطن للعمل كمستشار إعلامي له عندما أصبح سفيرا.

"كإنسان كان محبوبا ويتمتع بروح مرحة ولكنه كان صحفيا صاخبا أخذ مهنته على محمل الجد". ومثله مثل العديد من أصدقاء "خاشقجي" الآخرين وصف "الفيصل" شعوره بالتفاؤل بأنه غير واقعي في كثير من الأحيان.

وابتعد الرجلان عن بعضهما البعض قبل أربعة أعوام جزئياً بسبب اختلاف وجهات النظر حول جماعة الإخوان المسلمين.

وادعى "الفيصل" أن الجماعة : "استخدمت الأعمال الإرهابية لتعزيز وجهات نظرها، تحت ستار الليبرالية" ولكن "خاشقجي" كان يرى أن الجماعة بحاجة إلى التغيير وأنه يمكنها تجديد شبابها".

تقوم العائلة المالكة بالالتحام ببعضهما البعض في أوقات الأزمات ويبدو أن هذه الأزمة تعمل بنفس الشكل، وفقا لـ"أغناتشيوس".

ووصف "الفيصل" الهجوم على العائلة المالكة بأنه "غير منصف وغير عادل". لكن الأمير السعودي تجاهل الإجابة حول سؤال من محاوره حول إذا ما كان ينبغي على ولي العهد السعودي توسيع قاعدته وتقليل دائرة مخالفيه من أجل تحقيق الاستقرار في المملكة.

وقال "الفيصل": "إن شعب المملكة العربية السعودية راضون عن القيادة لأن القيادة أنتجت رؤية للمستقبل وتعمل على تنفيذ تلك الرؤية".

وقال "الفيصل" إنه شعر بالصدمة عندما سمع تأكيد وفاة "خاشقجي" الأسبوع الماضي حيث عقب قائلا: "كان الأمر صادما حتى اللحظة الأخيرة، كنت آمل أنه لم يمت".

ويعلق "أغناتشيوس" ناعيا "خاشقجي" بالقول: "أحيانا يحقق الموت أهدافا تبدو مستحيلة وساذجة. وبغض النظر عن مصير محمد بن سلمان فإن مقتل خاشقجي سوف يغير السعودية بكل تأكيد".

  كلمات مفتاحية

مقتل خاشقجي تركي الفيصل محمد بن سلمان