الغارديان بعد سجن البريطاني هيدجز: الإمارات أسبوع للتسامح وآخر للقمع

الخميس 22 نوفمبر 2018 01:11 ص

سخرت صحيفة الغارديان البريطانية، من الإمارات بعد الحكم الذي أصدرته محكمة محلية على طالب الدراسات العليا بجامعة درام البريطانية، "ماثيو هيدجز" بالسجن المؤبد بتهمة التجسس لصالح بريطانيا.

وذكرت الصحيفة في افتتاحيتها، أن قمة التسامح العالمية التي أعلنت عنها دولة الإمارات لتقدم نفسها دولة تقدمية وإنسانية تحتفي بالتنوع والحوار والانفتاح، كان هذا الأسبوع الماضي، أما الأسبوع الحالي فقد تم سجن الطالب البريطاني "ماثيو هيدجز" مدى الحياة بشكل أدهش الدبلوماسيين، وأصدقاءه وداعميه.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحكم أرسل رعدة للأكاديميين الذين يتعاملون مع الإمارات ويهتمون بها، ولم يكن القرار ظلما فحسب، لكنه صفعة في وجه وزير الخارجية البريطاني "جيرمي هانت" بعد لقائه الحاكم الفعلي للإمارات "محمد بن زايد" وكان ينتظر نتيجة جيدة.

نوهت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية البريطاني قال اليوم، إنه مصدوم من الحكم، خلافا للتأكيدات التي حصل عليها من "صديق وشريك يوثق بكلامه".

وتلفت الصحيفة إلى قول عائلة "هيدجز" قالت إنه اعتقل لمدة 5 أشهر في زنزانة انفرادية، دون السماح له بالاتصال بمحاميه، وأنه أجبر على تناول خلطة من الأدوية، وطلب منه التوقيع على ورقة مكتوبة باللغة العربية لم يكن قادرا على قراءتها.

وأردفت أن الحكم جاء في جزء منه مستندا إلى "اعتراف" دون تقديم معلومات حول أساس الإدانة والحكم، ولم يحضر محاميه في جلسة نطق الحكم، ولم تستغرق الجلسة سوى 5 دقائق.

وأكدت الصحيفة أن "هذه الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان لا تثير  الدهشة بحد ذاتها، فقبل 3 أعوام عبر خبير بريطاني عن قلقه الشديد من هذه الانتهاكات وغياب الإجراءات القانوية المناسبة، خاصة في القضايا المتعلقة بأمن الدولة.

وشددت الصحيفة أن الإمارات دولة شمولية/ديكتاتورية، واتخذت منعطفا حادا منذ الربيع العربي عام 2011، خاصة في الاعتقال الجماعي لما يعرف الـ(92 إماراتيا)، وحكم في هذا الربيع على الأكاديمي ناصر بن غيث، والمدافع عن حقوق الإنسان الحائز على جوائز أحمد منصور، بالسجن لمدة عشرة أعوام".

 وكان "هيدجز"، طالب الدكتوراة في جامعة درام يجري بحثا عن الأمن والخارجية في الإمارات في مرحلة ما بعد الربيع العربي عندما اعتقل.

وأكدت عائلته أنه بريء، وأن المخابرات البريطانية الخارجية (إم آي6) أكدت لها أنه لم يكن يعمل لصالحها، فمن المحتمل أن الإمارات لم تصدق حليفها، وهذا كله لا يفسر الانعطافة لمئة وثمانين درجة.

ويرى خبراء أن الطالب أصبح ورقة ضغط، ولاحظ خبير أن الحكم صدر بعد أن تقدمت بريطانيا بمشروع قرار في مجلس الأمن في الأمم المتحدة لوقف الحرب اليمنية، حيث تقود السعودية والإمارات حربا ضد المتمردين الحوثيين".

وقالت "الغارديان" إن "الباحثين شجبوا طريقة معاملة هيدجز، ويجب على المؤسسات التي تمولها الإمارات عمل الأمر ذاته، لكن لا يقع الواجب على المؤسسات الأكاديمية للتحرك فقط".

وختمت أن الإمارات كانت محمية بريطانية في السابق، ولا تزال تقدم التدريب والدعم لقواتها المسلحة، ووصل حجم العلاقات الثنائية بين البلدين في الفترة ما بين 2011- 2016 إلى 15 مليار جنيه إسترليني، وهي في ازدياد مستمر، لكن عندما تظهر الإمارات ازدراءها لحليفها فإن التظاهر بأن العلاقات تجري في مسارها ليس صحيحا.

المصدر | الخليج الجديد+ عربي 21

  كلمات مفتاحية

الإمارات بريطانيا الغارديان سجن مؤبد تجسس قمة التسامح

الإمارات.. عقيد يكشف فسادا في الجيش فيعتقل بعد والده