بعد زيارة أوباما ... تعاون خفي بين تل أبيب والرياض؟!

الأحد 25 مايو 2014 11:05 ص

الخليج الجديد

في مقال نشر مؤخرا بصحيفة إسرائيل اليوم (31/3/2014) للكاتب الإسرائيلي «زلمان شوفال» بعنوان «أوباما يحج إلى الرياض»، يرجح الكاتب أن زيارة الرئيس الأميركي «باراك أوباما» للرياض لم تنجح في إزالة الاختلافات بين أميركا والسعودية، لكن يمكن الحديث عن تعاون خفي بين تل أبيب والرياض لاشتراكهما في مصالح كثيرة مثل مقاومة إيران ودعم النظام الجديد في مصر ومحاربة الإخوان المسلمين.

يعتقد الكاتب أن تحالف «الأمن مقابل النفط» الذي أبرم بين الملك «عبد العزيز آل سعود» والرئيس الأميركي «فرانكلين روزفلت» على متن المدمرة الأميركية «كوينسي» في البحيرات المرة وسط الممر الملاحي لقناة السويس، قبيل انتهاء الحرب العالمية الثانية، بدأت تنتقض عراه مما دعا أوباما لمحاولة رأب الصدع وتقوية تلك العرى.

يذكِّر الكاتب بأن أميركا لا زالت تستورد 15 بالمائة من استهلاكها من النفط من السعودية، رغم جهود إدارة «أوباما» للوصول إلى الاكتفاء الذاتي من النفط والغاز. لكنه يشك في نجاح الغرض من زيارة «أوباما» لأن نقض عرى التحالف جاء من طرف إدارة «أوباما»، مما أفقد السعوديين ثقتهم بسياساته شرق الأوسطية. فقد غضبت القيادة السعودية العليا من الدور السلبي الذي أدته واشنطن برأيها في عزل الرئيس مبارك، وتنتقد معاملتها الباردة الآن للقيادة المصرية الجديدة برئاسة الجنرال «السيسي»، وتغضب من رفضها إمداد المتمردين في سوريا بوسائل قتالية فاعلة ومن التراجع الأميركي بشأن السلاح الكيميائي السوري. بل وتعجب مما يبدو بنظرها عدم فهم أميركيا مطلقا لتأثيرات الربيع العربي، وهي مثل اسرائيل تنظر بشك وقلق في استقرار رأي اوباما على تقليص الوجود العسكري للولايات المتحدة بالشرق الأوسط وفي آثار ذلك على حليفات أميركا هناك.

لكن أكثر ما يغضب الرياض ويشككها بقدرة الولايات المتحدة على القيادة هي سياسة إدارة «أوباما» نحو المشروع النووي الإيراني، وهي سياسة تبدو بنظرها خاطئة غير صارمة بل تصل الى التسليم بحصول إيران على القدرة النووية. ويبدو أن الرئيس «أوباما» حاول أن يقنع القيادة السعودية بأن سياسته نحو إيران تعمل في مصلحة السعودية وحليفاتها بالخليج أيضا. لكن ينبغي افتراض أن هذه الدعوة لم تكسب قلب الملك «عبد الله» والقيادة السعودية العليا حيث يرون أن عداوة إيران هي على الهيمنة والتأثير في الشرق الاوسط، فهؤلاء يخشون من أن تقوى مكانة طهران الإقليمية بإحراز سلاح نووي أو بالتناغم الذي أخذ ينشأ بينها وبين أميركا.

الرياض قلقة أيضا من إمكان أن تعلن أميركا وشريكاتها بلوغ التفاوض مع ايران نتيجة ايجابية (دون انتظار رؤية نهاية الدوافع النووية الإيرانية حقا)، وأن ترى واشنطن ذلك ذريعة أخرى لنقل مركز سياستها الخارجية والأمنية من الشرق الأوسط إلى الشرق الاقصى، وأن يطلق ذلك عنان نشاط إيران التآمري في المنطقة. القيادة العليا السعودية ترى حولها جبهتي مواجهة تنفصلان حينا وتتداخلان أحيانا: مواجهة بين الهلال "السني" بقيادتها والهلال الشيعي بقيادة إيران من جهة، ومواجهة أخرى بين المعسكر "السني" المعتدل برئاستها وبين الإخوان المسلمين الذين يمثلون إسلاما سياسيا يهدد مكانة نظم الحكم السنية القديمة من جهة اخرى. أفضت التناقضات الداخلية بالمعسكر السني مؤخرا إلى سحب سفراء السعودية والإمارات والبحرين ومصر من قطر التي اتخذت موقفا متعاطفا مع الإخوان المسلمين بمصر.

ليس واضحا بعد إن كان لقاء «عبد الله» و«أوباما» قد أزاح بعض العقبات في طريق العلاقات بين الدولتين، لكن بحسب الإشارات الخفية للتصريحات التي أدلي بها بعد ذلك، يبدو أنه رغم الابتسامات الظاهرة بقيت اختلافات أساسية في الرأي على حالها لا سيما في المسألة الايرانية.

لكن ما هي الآثار على دولة الاحتلال؟

بحسب «شوفال»، لا ينبغي الحديث عن علاقة رسمية ظاهرة في المستقبل القريب بين السعودية "الوهابية" وإسرائيل، لكن تقارب المصالح بينهما في موضوعات مثل ايران ومصر والإخوان المسلمين وما أشبه يُحدث واقعا جديدا بجوانب إيجابية ممكنة. لتعزيز هذا الوضع الجديد قد تستطيع اسرائيل أن تنظر من جديد في مبادرة السلام السعودية بشرط أن تُحذف منها المواد والتعريفات التي أعطتها في وقت مضى صبغة إملاء بدل أن تكون عرضا ممكنا للتفاوض. 

  كلمات مفتاحية

العلاقات «السعودية - الإسرائيلية» مرة أخرى

هل يبدأ التطبيع الرسمي ببيع نفط «الرياض» لـ«تل أبيب» بعد تصريح «علي النعيمي»

سعوديون يصطفون إلي جانب «نتنياهو»: ”لك العتبى حتى ترضى“ .. موقفك سيخدم مصالحنا كخليجيين