أكد الرئيس الأميركي «باراك أوباما» أن العقوبات المفروضة على إيران سيتم تخفيفها حتى لو رفضت الولايات المتحدة «الاتفاق العادل» الذي سيتم التوصل إليه بشأن برنامج طهران النووي، مشددا على ضرورة عدم تأثير ردود أفعال الكونغرس سلبا على الجهود الرامية إلى إبرام «أفضل اتفاق نهائي ممكن مع طهران».
وأضاف «أوباما» في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع رئيس الوزراء الإيطالي «ماتيو رينزي» أمس الجمعة في واشنطن، أنه لا بد من التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، لأن طهران لا تقبل المطالب العادلة للمجتمع الدولي.
وتابع الرئيس الأميركي أنه في ما لو تركت الولايات المتحدة الاتفاق الذي سيعرقل وصول إيران إلى السلاح النووي، فإن العقوبات المفروضة عليها ستصبح منتهية ولا قيمة لها، مشيرا إلى أن روسيا والصين وأقرب حلفاء واشنطن سيتساءلون عن المنطق وراء استمرار هذه العقوبات.
وشدد «أوباما» على ضرورة استمرار العقوبات المفروضة على إيران في حال عدم التوصل إلى اتفاق نهائي معها، داعيا في الوقت ذاته أعضاء الكونغرس إلى التمهل ومنح فرصة من أجل التوصل لاتفاق نهائي، قائلا: «بعد ذلك ستجدون فرصة لدراسته، فنحن ما زلنا في مرحلة المفاوضات».
وقال الرئيس الأمريكي إنه كان ينتظر منذ زمن بعيد استئناف روسيا توريد منظومات «إس-300» الصاروخية المضادة للجو لإيران، التي تم تعليقها قبل عدة سنوات.
وأشار «أوباما» إلى أن بيع هذه الأسلحة الدفاعية لإيران لا يقع ضمن الحظر وفقا لعقوبات مجلس الأمن الدولي المفروضة على طهران.
من جانبه، أعلن وزير الخارجية الإيراني «جواد ظريف» أمس الجمعة أن بلاده تريد رفعا كاملا وفوريا للعقوبات الدولية خلال المرحلة الصعبة من المفاوضات في الملف النووي.
وقال «ظريف» إن بلاده لا تتحدث عن تخل تدريجي عن العقوبات، بل ستضع حدا لكل العقوبات الاقتصادية والمالية.
وأضاف أنه «عندما نتوصل إلى اتفاق سنذهب إلى مجلس الأمن، الذي سيتبنى قرارا يضع فيه حدا لكل القرارات السابقة، ولن تكون هناك عقوبات، إنه أمر واضح جدا، لن تكون المسألة على مراحل ولن تعلق العقوبات فقط».
في غضون ذلك أكد الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» أن توريد منظومة «إس-300» الصاروخية لإيران سيشكل عامل ردع في المنطقة لاسيما على خلفية الأحداث في اليمن، ولا يمكن لهذا السلاح تهديد أمن «إسرائيل».
وقال «بوتين» خلال حواره المباشر التقليدي مع المواطنين أول أمس الخميس: «فيما يخص إسرائيل، فلا يهدد ذلك توريد إس-300 إسرائيل على الإطلاق، لأنها أسلحة تحمل طابعا دفاعيا بحتا، علاوة على ذلك، إننا نرى أن توريد مثل هذه الأسلحة يمثل عامل ردع في الظروف التي تتبلور في المنطقة، لاسيما على خلفية الأحداث في اليمن».
وتابع أن طهران أبدت مرونة كبيرة في المفاوضات الخاصة ببرنامجها النووي، مشيرا إلى أن ذلك دفع روسيا إلى اتخاذ قرار بتنفيذ صفقة «إس-300» مع هذا البلد بعد أن كانت قد علقتها عام 2010.
وقال: «اليوم يبدي الشركاء الإيرانيون مرونة كبيرة ورغبة واضحة في التوصل إلى حل وسط بشأن البرنامج النووي»، داعيا إلى تشجيع إيران على التمسك بهذا الموقف.
وأضاف أن المشاركين في المفاوضات النووية اقتربوا من التوصل إلى اتفاق نهائي، إذ لم يبق أمامهم سوى تنسيق بعض التفاصيل الفنية.
وذكر «بوتين» أن هذه التطورات دفعت بروسيا إلى رفع الحظر عن توريد منظومات «إس-300»، مشددا على أن هذا القرار لا يأتي في سياق رفع العقوبات الدولية عن إيران، علما بأن «إس-300» ليست مشمولة بالقائمة الأممية للمواد التي يحظر توريدها لهذا البلد.
وشدد على أن روسيا لدى توريد الأسلحة إلى الخارج تأخذ دائما بعين الاعتبار الوضع في مختلف مناطق العالم، ولاسيما لدى توريد الأسلحة إلى الشرق الأوسط.