استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الاعتراف بشرعية كفاح الطرف الآخر أولا

الاثنين 14 يوليو 2014 03:07 ص

ناحوم برنياع، يديعوت آحرنوت، 14/7/2014

في 29 أبريل/نيسان 1956 قتل روعي روتبرغ، حارس كيبوتس ناحل عوز على ايدي فلسطينيين من غزة، ونكل القتلة بجثته. في الغداة، في جنازته، أبّنه رئيس الاركان موشيه دايان.

236 كلمة فقط ضم ذاك التأبين اياه – خطاب مذهل من عدة جوانب. في نظر الاسرائيليين في حينه أعتبر، وعن حق، وثيقة تأسيسية. عدت اليه حين تجولت بين الكيبوتسات المتناثرة في غلاف غزة، في نهاية الاسبوع الماضي.

وهاكم بضع فقرات منه – أما الخطاب الكامل فيمكن ايجاد في بحث يستغرق دقيقة على غوغل.

 "أمس مع الصباح قتل روعي. هدوء الصباح الربيعي أغشى بصره، فلم يرَ من كان يكمن لقبض روحه على خط التلم.

 "لا ينبغي لنا أن نوجه الاتهامات للقتلة. فما لنا نشكو من كراهيتهم الشديدة لنا؟ لسنوات وهم يجلسون في مخيمات اللاجئين، وأمام ناظريهم نحن نستحوذ على الارض والقرى التي كانوا يعيشون فيها هم واباؤهم.

 "ليس من العرب في غزة بل من أنفسنا نطلب دماء روعي. فكيف أغمضنا عيوننا عن أن نرى على نحو سليم مصيرنا وهدف جيلنا بكل وحشيته (...) جيل استيطان نحن، وبدون قبعة فولاذية ومدفع لا يمكننا ان نغرس شجرة ونبني بيتا. لا ينبغي ألا نرى نار الحقد التي تملأ حياة مئات الاف العرب الذين يعيشون حولنا. لا ينبغي ان نغمض عيوننا كي لا تضعف يدنا. فهذا مصير جيلنا، هذا خيار حياتنا – أن نكون جاهزين ومسلحين، أقوياء ومتصلبين أو أن تفلت الحربة من قبضتنا فيجتث حياتنا".

إن اختيار الكلمات يقول الكثير عن دايان – عن تشاؤمه المتكدر، عن قصة الغرام التي أدارها كل حياته مع الموت، عن العبرية الفاخرة، عن محبة القصيدة. ذات دايان، الذي في 1956 آمن بأن الى الابد ستأكل الحراب، وأن هذا مصير جيلنا، وظف بعد عشرين ونصف من السنين كل همه، كل حكمته ونشاطه، لتحقيق السلام. لا، قال دايان المتأخر، لا الى الابد ستأكل الحراب. قال وفعل. ولو لم يذعر مناحيم بيغن وانتقل من الغيار الثالث الى السير الخلفي لعله كان حقق أكثر.

 ما يثير الانطباع في ذاك التأبين اياه، مقارنة بالخطاب السائد اليوم، هو الغياب التام للرحمة الذاتية. نحن مسؤولون عن مصيرنا، يقول دايان. لا اوباما، لا ميركيل، لا بوتين، لا أبو مازن، لا خالد مشعل – نحن. الحرب ليست بين الاخيار والاشرار، بين شعب كله أولياء وشعب كله حيوانات بشرية، بل بين شعبين يديران صراع حياة وموت على قطعة أرض واحدة.

 هذا مثير للانطباع لان الاعتراف بشرعية كفاح الطرف الاخر هو الخطوة الاولى في الطريق الى كل تسوية. وهو يعد أكثر من الخطابات الحماية لليمين، التي ترفض الطرف الاخر لاعتبارات اخلاقية مزعومة، ومن شعارات السيد التي يتخذها اليسار، والتي تتعاطى مع الطرف الاخر كطفل يحتاج الى رعاية. وليس صدفة أن قاطع كبار رجالات السلطة الفلسطينية مؤتمر السلام الذي عقد الاسبوع الماضي في تل أبيب: فقد ملوا زاوية المداعبة.

 الحقائق في غزة اليوم معروفة: حماس هي الحكم؛ هي منظمة ارهابية، هي تعيش أزمة اقتصادية وسياسية. وعندما شعرت بان الهواء نفد منها استخدمت السلاح الوحيد الذي لديها – الصواريخ.

إسرائيل يمكنها أن تبيد حماس. والثمن سيكون باهظا، ولكن الهدف سيتحقق؛ وكبديل، اسرائيل يمكنها أن تحاور حماس وتفتح من أجلها بوابات غزة. المخاطر كبيرة ولكن الامل قائم. يمكنها أن تحاول عمل ذلك عبر أبو مازن ايضا.

 لكنها لا يمكنها أن تدفن رأسها في الرمال وتأمل في أن يحل لها الخليط بين غارات سلاح الجو والحماية التي توفرها القبة الحديدية هذه المشكلة. في اليوم الذي تنتهي فيه الحملة ستعود المخارط في غزة للعمل. وستكون حماس قوية بما يكفي لتنتج الصواريخ للجولة التالية، وضعيفة اكثر من أن تجلب الرفاه لسكان غزة والهدوء للحدود. " بوابات غزة أثقل من أكتاف روعي"، قال دايان في تأبينه. تعاظمنا منذئذ، كدولة، كجيش، بوابات غزة لم تعد ثقيلة علينا. ولكن كحكومة ضعفنا، تباكينا.

  كلمات مفتاحية