تورط السعودية في العراق قد يكون مدمرا

الاثنين 14 يوليو 2014 03:07 ص

ديفيد سميث، ذي موتلي فوول، 12/7/2014 - ترجمة وتحرير: الحليج الجديد

منذ سبع سنوات، كتبت مقالات لهذا الموقع وتنبأت فيها أنه بمجرد خروج القوات الأمريكية من العراق فإن الشرق الأوسط سوف يكون عرضة لحرائق جديدة وموسعة. وقلت أن الصراع يمكن أن يطال العراق وإيران معا ضد السعودية ودولا أخرى في المنطقة.

للأسف الشديد، هذه التنبؤات وصلت اليوم إلى منتهاها ويمكن أن تؤدي إلى واقع خطير. إضافة إلى ما يكاد يكون مؤكدا من رفع أسعار النفط الخام مع الوقت، فإن لذلك تأثير بكل تأكيد على شركات البترول الكبيرة وكذلك شركات الغاز مثل إكسون موبايل (ExxonMobil)، وبريتش بتروليوم (BP)، وبترو تشاينا (Petro China).

تعد إيران هي قائدة العالم الإسلامي الشيعي. وفي الوقت الذي يوجد في العراق عدد لا بأس به من السنة إلا أن أغلبيتها من الشيعة وقد أعلن رئيس وزرائها المالكي هذا التوجه بكل صراحة. وقد صارت إيران والجزء العراقي الجنوبي أكثر قربا بسبب هجوم الثوار السنة الذين يشار إليهم باسم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.

لا تزال مركزا لأكبر إنتاج نفط في العالم

العراق وإيران سويا ينتجان أكثر من 6.5 مليون برميل يوميا مقسمة عليهما. ويقارن ذلك  بحوالي 11.5 مليون برميل يوميا في السعودية.  أضف إلى ذلك الكويت والإمارات واللذان سوف ينجران على الأرجح إلى القتال المنتشر في المنطقة وكلاهما ينتج ما يقرب من 6.7 مليون برميل يوميا. وهذا يضع هذه الدول مجتمعة كمنتجة لما يقرب من 80% من إنتاج أوبيك.

وقد انخفض إنتاج العراق منذ سبع سنوات إلى 1.9 مليون برميل في اليوم حيث تدهورت حال الآبار في وقت صدام حسين . ومنذ ذلك الوقت، ومن خلال مساعدة شركات مثل إكسون موبايل  وبريتش بتروليوم، ارتفع إنتاج العراق مرة أخرى، وقد صارت بتروليوم تشاينا أكبر مستثمر أجنبي في العراق من خلال العمل مع بريتش بتروليوم في الرميلة وأخيرا من خلال الاستحواذ على سهم في حقل غرب الكرنة من شركة إكسون موبايل.

لم يكن القتال قد وصل بعد إلى مدينة البصرة بالجنوب حيث يوجد حقلين للبترول. وقد قامت الشركات الثلاثة بإخلاء موظفيها غير الضروريين من مواقعها الشهر الماضي.

ومع تمدد المعارك واتجاهها نحو الشمال، وكذلك تحريض الجيش العراقي ضد الدولة الإسلامية الجديدة المعلنة لقائدها أبو بكر البغدادي، والذي وجه التهديدات إلي الولايات المتحدة في الماضي، تقوم إيران بإرسال الذخائر والإمدادات والطائرات بدون طيار وبعض المستشارين لنظام المالكي. كما تقوم كل من أمريكا وروسيا كذلك بمساعدة الحكومة بالمعدات ومن بينها الطائرات. وقد أرسل بوتين بالفعل طائرات حربية من طراز SU-25.

توترات غير ظاهرة في المملكة المجاورة

أين موقع السعودية من هذا الوضع المتردي؟ كما ذكرت في مقالي السابق، لا يوجد سوى العراق هي التي تفصل إيران عن المملكة العربية السعودية والتي تعد مركزا للإسلام السني وأكبر منتج للنفط في العالم. وقد اتهمت حكومة المالكي الحكومة السعودية بتمويل الدولة الإسلامية الإرهابية وهي التهمة التي أنكرتها السعودية. وحتى لو كان هذا النفي دقيقا فإنه من الممكن أن يكون هذا الدعم من مواطنين سعوديين أو من دول أخرى في المنطقة.

وقد تم الإبلاغ عن مؤشرات حقيقية تقول بأن هناك حوالي 30000 جندي سعودي انتشروا على الحدود الممتدة على طول 650 ميل مع العراق. وقد نفت العراق أن 25000 من جنودها قد أمروا بأن يتركوا مواقعهم على طول نفس الحدود.

الخلاصة

قامت بعض الشركات بتخفيض وحداتها العاملة في العراق إلا أن شركات أخرى مثل إني الإيطالية (Eni)، والفرنسية توتال (Total) تركوا جميع عمالهم هناك. لن أسمح لمخاوف حول تدمير الدولة بأن تبدل قراراتي للاستثمار في هذه المرحلة، ولكن إذا دخلت الدولة الإسلامية في نزاع مع السعوديين، فإن هذا الاستنتاج يمكن أن يتغير بشكل كبير.

  كلمات مفتاحية