عمرو دراج يحذر من كارثة أوروبية يفجرها السيسي

الجمعة 11 يناير 2019 01:01 ص

حذر وزير التخطيط والتعاون الدولي المصري الأسبق "عمرو دراج" من انفجار كارثة تجاه دول أوروبا في حال استمرار نظام الحكم القمعي الذي يقوده "عبدالفتاح السيسي" في مصر.

وفي مقال نشره بصحيفة "ذا هيل" تحت عنوان "ليس بمقدورنا تحمل دولة فاشلة أخرى في شمال أفريقيا"، استند "دراج" في تحذيره إلى مشروع الإنذار المبكر الدولي، الذي صنف مصر في المرتبة الثالثة بقائمة الدول التي يحتمل أن تشهد عمليات قتل جماعية هذا العام أو العام المقبل.

وبحسب التصنيف فإن ثمة احتمالا واحدا من أربعة أن تندلع موجة جديدة من العنف الشديد، وعلى نطاق واسع، في مصر، إما عن السلطات الحاكمة أو عن عناصر فاعلة من خارج الدولة، و"هو يفوق ما عليه الوضع في العراق أو سوريا، حيث تدور رحى حرب أهلية" بحد تعبير "دراج".

 وأضاف الوزير المصري السابق: "لذلك تسود مصر الآن حالة مرعبة من الترقب وعدم اليقين، وتقف البلاد على حافة التحول إلى دولة فاشلة أخرى"، مشيرا إلى أن انفجار سيناريو كذلك الذي حذر منه الإنذار المبكر لن يمثل أزمة هجرة لشعب تعداد سكانه 6 ملايين نسمة، كما هو الحال في ليبيا، بل لشعب تعداده 100 مليون إنسان.

وذكر المقال أن أجواء انعدام سيادة القانون التي ظلت مهيمنة على الوضع الليبي مهدت الطريق لانخراط الجماعات التي تمارس العنف (بما في ذلك تنظيم الدولة) في تنافس محموم على النفوذ والتحكم بمقاليد الأمور، وأظهرت من تحت الأنقاض جيلا جديدا من "الغوغائيين والطغاة المتأهبين" ضاربا المثل بالجنرال "خليفة حفتر".

ولفت "دراج" إلى أن الوكالات الدولية وقفت عاجزة إزاء ما اعتبرتها أزمة كبيرة في ليبيا، فلم تملك سوى التراجع والوقوف موقف المتفرج، متسائلا عن ما يمكن أن تمثله أزمة مماثلة في بلد بحجم مصر؟

وتابع القيادي بحزب الحرية والعدالة (ذراع جماعة الإخوان المسلمين السياسي الذي حظره نظام السيسي): "لك أن تتصور ماذا يمكن أن ينجم عن أدنى مستوى من الإرهاب المتسرب بين أمواج البشر، الباحثين عن ملاذ آمن من تصاعد للتيارات القومية داخل القارة الأوروبية وفي الولايات المتحدة وفي غيرها من الأماكن".

تدليل واسترضاء

وأكد الوزير المصري الأسبق أن الدول الأوروبية الكبرى، كفرنسا وألمانيا وإيطاليا، مسؤولة عن تداعيات كارثة انفجار الأوضاع بمصر لأنها "سعت إلى تدليل (السيسي) واسترضائه المرة تلو الأخرى، رغم التوتر الذي خلفته جريمة قتل (جوليو ريجيني) والتنديد الصادر عن الاتحاد الأوروبي بما يرتكب من انتهاكات لحقوق الإنسان داخل مصر، اعتقادا منها بأنه قادر على الحفاظ على تماسك البلد بالرعب والقوة وحدهما".

وأشار إلى أن هذا التدليل شجع "السيسي" على إحكام قبضته على مقاليد الأمور وتحويل المزيد من موارد الدولة إلى الجيش، و"هي الموارد التي كان من الأولى إنفاقها على المدارس والمستشفيات" بحسب المقال.

الأمر ذاته ينطبق على الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، الذي اقتبس "دراج" وصفه للرئيس المصري بـ "الشخص المذهل"، مشيرا إلى أن هكذا دعم من جانب البيت الأبيض هو ما دفع "السيسي" للموافقة على إجراء حواره الأخير مع قناة CBS، مضيفا: "لا أدل على ذلك من أن وزير الخارجية الأمريكي (مايك بومبيو) شد الرحال هذا الأسبوع إلى القاهرة لكي يطمئن حلفاء أمريكا بأنهم يحظون بالدعم الكاملة للإدارة الأمريكية".

 ونوه "دراج" إلى ما بدا عليه "السيسي"، خلال الحوار مع القناة الأمريكية، من عدم ارتياح "وهو يكذب ويتهرب من الإجابة على الأسئلة، ويهون من شأن الجرائم الكثيرة التي ارتكبها منذ أن وصل إلى السلطة في عام 2014 عبر انقلاب عسكري ضد محمد مرسي، أول رئيس منتخب ديمقراطيا" بحسب المقال.

ولذلك لم يكن مفاجئا أن يطلب الرئيس المصري من القناة عدم بث المقابلة، في سابقة هي الأولى في تاريخ برنامج "60 دقيقة"، وهو ما علق عليه الوزير المصري الأسبق قائلا: "ربما ظن أن بإمكانه أن يفعل ذلك وهو الذي يتحكم بسائر وسائل الإعلام داخل مصر".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

عمرو دراج محمد مرسي عبدالفتاح السيسي مصر أمريكا فرنسا إيطاليا ليبيا شمال أفريقيا الإخوان المسلمين تنظيم الدولة حفتر دونالد ترامب جوليو ريجيني