حماس والسعودية

الاثنين 4 مايو 2015 07:05 ص

قد يسأل البعض: ماذا تعني «حماس» للسعودية؟ وماذا تعني السعودية بالنسبة لحماس؟

للإجابة عن السؤالين يجب المرور على أهم المحطات التاريخية والتي بدأت بعد انطلاقة حركة حماس، حيث وجهت الاستخبارات السعودية دعوة رسمية للدكتور «موسى أبو مرزوق» لزيارة المملكة ولقاء رئيسها الأمير «تركي الفيصل»، وكان ذلك في عام 1988م بمدينة جدة، وتطورت العلاقات بين حماس والسعودية نظراً للمحدد الديني الذي يحكم السياسة الخارجية للسعودية والتقاء هذا المحدد مع الحركة الإسلامية في فلسطين، ورغم أن المملكة تربطها علاقات متينة بمنظمة التحرير الفلسطينية إلا أن موقف المنظمة من حرب الخليج المؤيد لصدام حسين واحتلاله للكويت، في مقابل موقف حركة «حماس» الرافض لغزو دولة الكويت الشقيقة، دفع السعودية لتوفير دعم مالي كبير كان يقدمه الشعب السعودي بموافقة من المملكة لحركة «حماس»، وانعكاسه الإيجابي في دعم قدرات الحركة وتطوير أداء مؤسساتها الدينية والاجتماعية والثقافية والرياضية إلخ.

تكررت اللقاءات بين الاستخبارات السعودية وحركة «حماس»، وتطورت العلاقات حتى وصلت للسماح بفتح مكتب اتصال لحركة «حماس» داخل المملكة.

ماذا تعني «حماس» للسعودية؟

نعم، تعني الكثير، وتحديدا بعد وصول الملك «سلمان» لسدة الحكم، حيث يمتلك هذا الرجل من الحكمة والحنكة السياسية الكثير، فخلال المائة يوم الأولى من حكمه استطاع ترسيخ مبادئ مهمة؛ أهمها الحفاظ على الدور الطليعي والريادي للمملكة، ولعل القضية الفلسطينية هي أيقونة هذا الدور، و«عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل» هي عمليات قد تتكرر في مناطق أخرى للتمهيد للدور الطليعي الذي يطمح به الملك «سلمان» للحفاظ على الأمن القومي العربي والإسلامي، وعليه تستطيع حركة «حماس» منح المملكة أوراق قوة تعزز من مكانتها ودورها الإقليمي مثل: ملف المصالحة - وجميعنا تابع خطبة الجمعة لإسماعيل هنية بالحي السعودي بغزة والتي دعا بها هنية السعودية لأخذ دورها الطليعي في ملف المصالحة-، وملف التسوية، والتهدئة، وعملية السلام، يضاف إلى ذلك مكانة حركة حماس بالوعي الجمعي العربي والإسلامي وأحرار العالم، أيضاً حركة «حماس» هي درة تاج الإخوان، والتوجه السعودي الجديد مع تبني استراتيجية احتواء الفكر الوسطي، وعليه سيكون من أبجديات تطبيق تلك الاستراتيجية احتواء الإخوان وحركة«حماس».

ماذا تريد حماس من السعودية؟

«حماس» تدرك أهمية السعودية ومكانتها، وتدرك كذلك أن المنطقة مقبلة على تحولات مهمة، وتعلم أن خارطة إقليمية بدأت بالتشكل، وعليه تريد «حماس» أن تلتحق بالقطار، فخرج بيانها المؤيد ضمنياً لعاصفة الحزم، وحصل اختراق في العلاقة بين الطرفين توج باتصال هاتفي بين الملك «سلمان» و«خالد مشعل»، وتتطور العلاقات يوماً بعد يوم، فحماس تريد حشد دعم عربي لإنهاء الحصار والانقسام، وتريد وسيطا لترميم علاقتها بمصر، وتأمل «حماس» بأن تقوم بدور كبير في إخماد الفتنة الطائفية، فغلاة التطرف عند الشيعة لا يمثلون كل الشيعة، كما هو عند أهل السنة والجماعة، فمحاربة التطرف منهج عند حركة «حماس» وتتقاطع معها السعودية وأطراف إقليمية أخرى.

أيضاً «حماس» تعاني أزمة مالية خانقة، حيث توقف الدعم الإيراني للحركة بعد موقفها من الأزمة السورية وقد يتأثر أكثر بعد بيان «عاصفة الحزم»، وعليه تنتظر «حماس» من أشقائها العرب التكافل لإنقاذ الواقع الاقتصادي الصعب للغزيين ولموظفي حكومة «حماس» السابقة التي يرفض الرئيس «عباس» دمجها بالجهاز البيروقراطي للسلطة وفقاً لاتفاقيات المصالحة التي وقعت بالقاهرة والدوحة والشاطئ.

خلاصة القول، هناك مؤشرات قوية لعودة العلاقات الحمساوية السعودية، والتي ستنعكس إيجاباً على علاقات مصر بحركة «حماس»، وكل ذلك سيلقي بظلاله على الواقع المعيشي في قطاع غزة.

 

* حسام الدجني، كاتب فلسطيني، محاضر غير متفرغ بكلية الإعلام والسياسة بجامعة الأمة بغزة 

  كلمات مفتاحية

السعودية حماس السلطة الفلسطينية فتح المصالحة الفلسطينية غزة مصر

«هنية»: السعودية قادرة على توحيد الأمة ونرحب بتجديد دورها لتحقيق المصالحة

«حماس» تؤكد وقوفها مع الشرعية السياسية في اليمن

حماس بين حدّين: الرياض وطهران

«حزب الله» يعرقل زيارة «خالد مشعل» إلى طهران وموقع إيراني يشن هجوماً على «حماس»

«حماس» تبدي تفاؤلا بشأن علاقتها مع السعودية في عهد الملك الجديد

«المونيتور»: التقارب بين «حماس» والسعودية يثير حفيظة بعض دول المنطقة