إذا كنت بحاجة لإجازة مرضية.. فهذا ما عليك قوله لمديرك

الجمعة 1 مارس 2019 09:03 ص

يهدد الذهاب للعمل رغم الإصابة بالمرض، جميع العاملين في المكان بمخاطر العدوى، ولكن كيف يمكن إبلاغ المدير بالحاجة للتغيب لحين التماثل للشفاء؟

أعلنت السلطات البريطانية عن انخفاض عدد أيام الإجازات المرضية للعاملين في بريطانيا بقرابة النصف منذ عام 1993، بحسب البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء الوطني.

وبينما كان العامل يتغيب 7.2 أيام في المتوسط كل عام بسبب المرض، انخفض هذا الرقم إلى 4.1 أيام في عام 2017.

وتنفي الباحثة بقسم الأمراض المُعدية والأوبئة بجامعة إمبريال كوليدج لندن؛ "كايلي إينسلي"، ارتباط ذلك بحدوث طفرات في المجال الطبي، ولا لأن الناس أصبحوا أقل إصابة بالمرض، وإنما بسبب حدوث تغييرات في ثقافة العمل، التي أصبح التغيُّب فيها أمرا مستهجنا.

 

الخوف من المدراء 

وتشير دراسات إلى أن الخوف من المديرين وعدم الاطمئنان لردة فعلهم أجبر المزيد من العاملين على مواصلة العمل أثناء المرض.

وعادة ما تزداد أيام الغياب المرضي خلال موسم انتشار الإنفلونزا الذي يشتد خلال الفترة بين ديسمبر/كانون الأول، وفبراير/شباط في نصف الكرة الشمالي، حيث يكون الطقس باردا وجافا، وهي الظروف المواتية لسرعة انتقال العدوى.

ويتفق الأطباء على ضرورة المكوث بالمنزل في المراحل الأولى للإصابة بالإنفلونزا، وبالتحديد خلال اليوم الأول والثاني من التقاط الفيروس، حين تزداد احتمالات العدوى، حفاظا على الموظف المريض والسليم على حد سواء.

 

الأسلوب الصحيح

لكن مسحا أجرته شركة "أكسا بي بي بي" البريطانية للتأمين عام 2015 أظهر أن قرابة 40% من الموظفين لا يخبرون مديريهم بالسبب الحقيقي لتغيبهم، حين يتصلون للإبلاغ عن مرضهم، خشية ألا يصدقونهم.

ومن هنا تظهر أهمية اتباع أسلوب سليم للتعبير عن ضرورة التغيب، خاصة بالنسبة لمن يتعرضون لضغوط من جهات العمل، لأن ذلك سيكون جيدا لصحتهم وإنتاجيتهم. لكن ما السبب الذي يجعل بعض المديرين لا يهتمون بمرض موظفيهم؟

 

التواجد الفعلي بمقر العمل

في الوقت الذي أصبح فيه الوجود فعليا في المكاتب غير مطلوب دائما لضمان إنتاجية الموظف، تتوافر لدى كثير من العاملين كافة الوسائل المطلوبة للعمل عبر شبكة الإنترنت دون الحاجة للذهاب إلى مقر العمل.

ويقول نائب رئيس شؤون العاملين بمؤسسة "ستايلز كوربوريشن" للعقارات التجارية؛ "جورج بويه"، إن الجيل الأقدم لا يتقبل فكرة عمل الشخص من المنزل، وهو ما يظهر في صورة رفض شديد للامركزية العمل، وعدم الثقة بمتابعة الموظفين للمهام المنوطة بهم.

ونتيجة لمزيج من الارتياب والرغبة المستمرة في زيادة الإنتاجية، ينظر بعض المديرين إلى تغيب الموظف عن العمل بعين الشك.

 

الكذب وعدم الأمان الوظيفي

 

وفي المسح الذي أجرته "أكسا بي بي بي"، رأى 42% فقط من كبار المديرين أن الإصابة بالإنفلونزا تعد سببا وجيها للتغيب عن العمل، فيما اعتبر أقل من 40% ألم الظهر سببا يستحق الغياب.

كما وجدت الدراسة أن الموظفين يميلون أكثر للكذب على مديريهم بخصوص سبب المكوث في البيت حين يتعلق الأمر بالصحة العقلية، إذ قال 39% ممن شملتهم الدراسة إنهم يكذبون على مديريهم في هذا الشأن.

 

التواجد في كل الأحوال

ولا تقتصر أسباب الذهاب للعمل خلال المرض على عدم تفهم الإدارة، ففي ظل تسارع حركة الاقتصاد وتقلبه أصبحت وظائف كثيرة غير منتظمة وغير مضمونة، وهو الأمر الذي يجعل العامل حريصا على الذهاب لعمله حتى أثناء مرضه.

ومع ارتفاع معدل انتقال الموظفين بين الوظائف، بات العاملون أكثر تشبثا بوظائفهم، حتى لو لزم الأمر مواصلة العمل خلال المرض، أو ما بات يعرف بـ"الوجود تحت أي ظرف".

وبحسب المعهد المعتمد لتطوير العاملين في بريطانيا، تضاعفت نسبة ذهاب الأشخاص للعمل رغم المرض بأكثر من ثلاث مرات خلال العقد الماضي.

وفي دراسة أجراها المعهد عام 2018 وشارك فيها أكثر من ألف شخص، قال 86% ممن شملتهم الدراسة إنهم شهدوا أمثلة على موظفين ذهبوا للعمل رغم مرضهم خلال العام السابق على الدراسة، بينما لم تتعد النسبة 26% عام 2010.

 

الغياب لتقليل الخسائر

وقد تجد الشركة أن حضور الموظف المريض قد يكلفها أكثر من غيابه، نظرا لأن المرض ينتقل من موظف لآخر. وحين يتعلق الأمر بالصحة العقلية وأمراض أخرى، فإن السماح للمريض بالراحة في بداية المرض سيقلل من تغيبه عن العمل لاحقا.

وتشير دراسة أجرتها جامعة بيتسبرغ عام 2013 إلى أن الذهاب إلى مكان العمل يوما واحدا خلال المرض قد يزيد حالات الإصابة بالإنفلونزا في مكان العمل بما يصل إلى 40%.

وللوصول لتلك النتيجة، استعان الباحثون ببيانات أكثر من نصف مليون موظف لتطبيق نموذج محاكاة لسيناريو انتشار المرض بمقاطعة أليغيني بولاية بنسلفانيا، وحساب الانتشار الافتراضي لفيروس الإنفلونزا. وخلص النموذج إلى حدوث 66 ألف حالة إصابة - ما نسبته 11.5% من مجموع العاملين - نتيجة انتقال العدوى بأماكن العمل.

وأشارت الدراسة إلى أن منح الشخص المصاب بالإنفلونزا إجازة لمدة يوم أو يومين قد أدى لتقلص حالات العدوى، بنحو 17 ألف حالة عند منحه يوما واحدا (بانخفاض قدره 25%) و26 ألف عدوى أقل في حالة منحه يومين (بانخفاض يصل لنحو 40%).

وينصح الخبراء الموظف بسرعة إبلاغ المدير في حال إصابته بالمرض، نظرا لأن إبلاغ المدير في بداية المرض قد يمنحه وقتا كافيا للتخطيط لتغطية غياب الموظف، لكن أهم شيء الالتزام بالصدق تحاشيا لسوء الفهم.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

إنفلونزا مرض إجازة مرضية عدوى مدير