قطر توقع الاتفاقية الشاملة للنقل الجوي مع الاتحاد الأوروبي

الاثنين 4 مارس 2019 03:03 ص

وقعت دولة قطر بالأحرف الأولى على الاتفاقية الشاملة للنقل الجوي مع الاتحاد الأوروبي، يوم الإثنين، في مقر المفوضية الأوروبية بالعاصمة بروكسل.

وبموجب هذه الاتفاقية التي تعد الأولى من نوعها بين دولة خليجية والاتحاد الأوروبي، سيتم فتح الأجواء بين دولة قطر والدول الأعضاء في الاتحاد، وبالتالي تسيير عدد غير محدد من رحلات النقل بين الطرفين، بالإضافة إلى تسيير رحلات شحن جوية يومية من قطر إلى كافة دول الاتحاد الأوروبي وبالعكس.

وشهد مراسم توقيع الاتفاقية وزير المواصلات والاتصالات القطري، "جاسم بن سيف السليطي"،  ونائب رئيس المفوضية الأوروبية، "جيركي كاتاينين".

ووقع الاتفاقية رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، "عبدالله بن ناصر تركي السبيعي"، ورئيس وحدة شؤون النقل الدولي في المفوضية الأوروبية، "كارلوس أكوستا"، بحضور الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية، "أكبر الباكر"، وسفير دولة قطر لدى بلجيكا، "عبدالرحمن بن محمد الخليفي".

وقال "جاسم بن سيف السليطي"، إن "هذه الاتفاقية التي تعكس ثقة دول الاتحاد الأوروبي في إمكانيات دولة قطر، ستتيح فتح الطريق لتحرير حقوق النقل الرئيسية بينها وبين الأسواق الأوروبية التي تعد من أقدم وأكبر أسواق النقل الجوي في العالم، بما يساهم في زيادة حركة النقل والسياحة والتبادل التجاري بين الدوحة والعواصم الأوروبية، وتوسيع الشراكة مع دول الاتحاد الأوروبي، وتطوير شبكة خطوط ناقلتنا الوطنية، بما يدعم النمو الذي تشهده الدولة في كافة القطاعات الحيوية".

وأكد أن "هذه الاتفاقية تأتي استكمالا للدور المحوري الذي تلعبه دولة قطر في تنمية وتطوير صناعة النقل الجوي العالمية، وتعزيزا للمكانة التي وصلت إليها كإحدى الدول الرائدة بالمنطقة في صناعة النقل الجوي، وكذلك اعترافا بالدور القوي لمؤسسات الطيران المدني ومطابقتها للمواصفات العالمية، بالإضافة إلى الدور المحوري الذي تؤديه شركة الخطوط الجوية القطرية"، مشيرا إلى أنها "من أفضل الشركات العالمية بشهادة الجميع، وكذلك من أفضل الشركات في الكفاءة والجودة واستطاعت أن تحقق أعلى معدلات النمو في المنطقة والعالم".

وتوجه بالشكر إلى "عبدالله السبيعي" رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، و"أكبر الباكر" الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية، لدورهما وجهودهما البارزة والفعّالة للوصول إلى هذه الاتفاقية، وكذلك الشكر موصول لكل من ساهم بها من جانب الاتحاد الأوروبي.

من جهته، أعرب "أكبر الباكر" عن سعادته بإبرام هذه الاتفاقية قائلا: "سوف تتيح هذه الاتفاقية التاريخية العديد من فرص النمو والتطوّر بين شركات الطيران في أوروبا ودولة قطر، وستضع الفرصة أمام هذه الشركات للتنسيق والتعاون فيما بينها بشكل أكبر، كما ستساهم هذه الاتفاقية في ضمان وصول عادل إلى الأسواق وإيجاد أرضية للتنافس على حصة سوقية بناءً على نوع المنتج وجودة الخدمة التي يرغب العملاء بشرائها".

وفي سياق متصل، أكد "عبدالله السبيعي" على الدور الكبير لهذه الاتفاقية في فتح آفاق مستقبلية لمزيد من التعاون بين قطر ودول الاتحاد الأوروبي، وتعزيز العلاقات بين الطرفين حيث ضمنت دولة قطر من خلالها تطوير حقوق النقل وزيادة التعاون مع دول الاتحاد الأوروبي في شتى مجالات الطيران.

وأشار إلى أن توقيع الاتفاقية يعد حدثا تاريخيا، خاصة في ظل الحصار المفروض على دولة قطر، وتأتي تأكيدا على مضي الدولة في تحقيق المزيد من الإنجازات، خاصة في مجال الطيران الذي يعد من أكثر القطاعات فعالية وتأثيراً في الاقتصاد الوطني. 

وقال إن "هذا الحدث يأتي في إطار التطور الكبير الذي يشهده قطاع النقل الجوي، وضمن خطتنا في البحث عن فرص جديدة لتمكين ناقلتنا الوطنية من الوصول إلى أكبر عدد من الوجهات في العالم، وإعطاء الخطوط الجوية القطرية الفرصة لتعزيز شبكة عملياتها التشغيلية، كما من شأن ذلك توسيع آفاق التعاون بين قطر والاتحاد الأوروبي، وتأمين أرضية مشتركة لشركات الطيران في كل من أوروبا وقطر لإيجاد المزيد من سبل وطرق التعاون والتنسيق فيما بينها".

يذكر أن الاتفاقية الشاملة لخدمات النقل الجوي بين قطر والاتحاد الأوروبي توفر مستوى جديد من التنافسية لشركات الطيران في أوروبا وقطر، حيث سيتخذ الطرفان عدّة خطوات جريئة من خلال الاتفاق على البنود المتعلقة بالمنافسة العادلة، بالإضافة إلى البيئة وحماية المستهلك والجوانب الاجتماعية والشفافية، هذا إلى جانب بند مزاولة الأعمال الذي يعفي شركات الطيران الأوروبية من شرط العمل من خلال وكيل مبيعات محلي في دولة قطر.

وجاء توقيع الاتفاقية بعد سلسلة من الاجتماعات التشاورية والمباحثات الموسعة بين الطرفين، وتضمنت مناقشة بنود الاتفاقية الشاملة المطروحة والتباحث في تفاصيلها للتوصل إلى الصيغة النهائية لاتفاقية الخدمات الجوية الشاملة بين دولة قطر والاتحاد الأوروبي، هذا بالإضافة إلى مناقشة كافة المواد المتعلقة بمواضيع السلامة الجوية وأمن الطيران والملاحة الجوية والبيئة.

وتم الإعلان الرسمي عن توقيع هذه الاتفاقية خلال فعاليات "قمة كابا قطر للسياسة الجوية وتنظيم الطيران"، التي استضافتها الدوحة خلال يومي 5-6 فبراير/شباط 2019.

ويأتي التوقيع على الاتفاقية في وقت أعلنت كل من السعودية والإمارات والبحرين إضافة إلى مصر، في عام 2017، حصارا على قطر بدعوى محاربتها الإرهاب، وأغلقت مجالها الجوي وموانيها أمام حركة الطيران والملاحة القطرية، بينما نفت قطر هذه الادعاءات وقالت إن تلك الدول تسعى للتدخل في شؤونها السيادية وتغيير النظام السياسي فيها.

ومنذ ذلك الحين، تقود الكويت وساطة لإنهاء الأزمة الخليجية، على أمل وضع نهاية لأسوأ أزمة في تاريخ منطقة الخليج، لكن الوساطة متوقفة منذ عدة شهور بسبب تمسك جميع أطراف الأزمة بمواقفها.

المصدر | الخليج الجديد + قنا

  كلمات مفتاحية

الاتحاد الأوروبي قطر اتفاقية النقل الجوي الخطوط الجوية القطرية