حذر الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، من تدخل الجيش في السياسة، وتكرار العشرية السوداء التي شهدتها الجزائر، وراح ضحيتها الآلاف.
وجاء تحذير "السيسي"، خلال مقطع مسرب بثته قناة "الجزيرة مباشر"، على سؤال وجهه أحد الضباط، عن عدم تدخل الجيش في السياسة، وذلك بعد أسبوعين من أحداث قصر الاتحادية 5 ديسمبر/كانون الأول 2012، والتي شهدت اشتباكات أمام قصر الاتحادية الرئاسي، بين أنصار لجماعة الإخوان المسلمين ومعارضين للرئيس وقتها "محمد مرسي".
وخاطب "السيسي" وقت أن كان يشغل منصب وزير الدفاع، عددا من قيادات الجيش في دار الأسلحة والذخيرة بتاريخ 20 ديسمبر/كانون الأول 2012،: "هناك أمثلة كثيرة جدا في ليبيا واليمن وسوريا، بس أنا هكلمكم عن الجزائر".
وأضاف:"في عام 90 و91 لغاية دلوقتي.. لما حصلت الانتخابات وحصلت جبهة الإنقاذ الإسلامية على نسبة كاسحة تدخل الجيش الجزائري بشكل أو بآخر، ما نتج عنه مش أقل من 100 ألف قتيل من 91 لغاية النهاردة".
وتابع: "أنا بقول كدة لإنك إنت مش واخد بالك.. عايزك تاخد بالك إنت كجيش رقم قوي جدا ورقم فعال جدا وخطير جدا.. ولو لم يتم الانتباه في التعامل معاه ممكن مصر تقع مننا".
وزاد:"إحنا 90 مليون وظروفنا الاقتصادية صعبة جدا وبالتالي لازم نخلي بالنا إن البلد تفضل واقفة على رجلها أو ما نكونش سبب أبدا ضد وقوفها".
واختتم حديثه عن الجزائر، بالقول: "كأنه فيلم متسجل بيقولي شوف واتعلم وشوف النتايج قدامك أهي".
وفي عام 1990 فازت الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالانتخابات الجزائرية، ما أدى إلى تدخل الجيش الجزائري وحل البرلمان عام 1991؛ ما أدخل البلاد في دوامة عنف عرفت باسم "العشرية السوداء" راح ضحيتها الآلاف من الجزائريين.
ومنتصف عام 2013، قاد "السيسي" انقلابا عسكريا عزل بموجبه "محمد مرسي" أول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد، وألغى الدستور المستفتى عليه، وقرر حل مجلس الشورى، وفض اعتصاما لمعارضيه بالرصاص الحي، وزج بالآلاف خلف القضبان.
