استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

محمد عصمت سيف الدولة: غزة .. القلعة الأخيرة

الجمعة 18 يوليو 2014 11:07 ص

محمد عصمت سيف الدولة، ذاكرة الأمة

  • منذ عام 1947، والمعركة مستعرة بيننا وبين الصهاينة ومن ورائهم امريكا وشرعيتها الدولية حول مشروعية دولة اسرائيل، مشروعية الاغتصاب الصهيونى للارض العربية .
  • كانت بداياتنا مبدئية، اذ وقفنا صفا واحدا شعوبا وحكومات فى مواجهة قرار التقسيم رقم 181 فى عام 1947، بل وشاركنا فى حرب 1948 دفاعا عن فلسطين. ورغم هزيمتنا بسبب احتلال اقطارنا وتبعيتها، الا اننا تمسكنا بموقنا المبدئى الرافض للاعتراف باسرائيل.
  • واستمر صمودنا رغم الضغوط الدولية وعدوانى 1956 و 1967.
  • وظهرت اول ثغرة فى صفوفنا بقبولنا القرار 242 بعد عدوان 1967 والذى ينص على حق اسرائيل فى الوجود مقابل الانسحاب من اراض تم احتلالها عام 67، ولكننا لم نتوقف كثيرا حينذاك بسبب مقررات مؤتمر القمة العربية بالخرطوم الذى رفع شعار اللاءات الثلاثة : لا صلح، لا تفاوض، لا اعتراف، وبسبب انشغالنا فى الاعداد للحرب.
  • ولكن الضربة القاسمة الاولى لفلسطين والامة العربية، تمت بعد حرب 1973 عندما اعترفت مصر السادات باسرائيل بموجب اتفاقيات كامب ديفيد.
  • تلا ذلك اخراج القوات الفلسطينية من لبنان عام 1982 فى ظل العدوان الصهيونى، وبدأت عملية ترويض للقيادة الفلسطينية المنفية فى تونس، وتسويتها على نار هادئة، الى ان انهارت مقاومتها وبدأت سلسلة من التنازلات انتهت باتفاقية اوسلو 1993 والتى اعترفت فيها م.ت.ف بحق اسرائيل فى الوجود وتنازلت عن فلسطين 1948 .
  • ثم الاتفاقية الاسرائيلية الاردنية، وادى عربة، عام 1994.
  • واخيرا انهارت مقاومة النظام الرسمى العربى ممثلا فى جامعته العربية باصداره لمبادرة السلام العربية عام 2002 التى تقر بحق اسرائيل فى الوجود،  وقبوله التطبيع معها ان هى انسحبت الى حدود 1967.
  • وبذلك لم يبقَ من العرب الذين رفضوا قرار التقسيم عام 1947، الا الشعب العربى الاعزل المحجوب عن فلسطين، وقوة وحيدة فى الارض المحتلة لا تزال تحمل السلاح وتقاوم هى " غزة ".
  • انها القلعة الاخيرة فى معركة الاعتراف باسرائيل. ان انهارت لاقدر الله، سيكون علينا ان ننتظر عقودا طويلة قبل ان نربى جيلا جديدا داخل الارض المحتلة يرفض مشروعية اسرائيل ويعيد الاعتبار لمعركة التحرير والمقاومة، وان صمدت باذن الله، تعثر المشروع الصهيونى بأكمله.

 

ولكن ما معنى الاعتراف باسرائيل ؟؟

  • انه يعنى الاعتراف بمشروعية الاغتصاب الصهيونى لفلسطين، والاعتراف بصحة الاساطير الصهيونية حول الامة اليهودية والشعب اليهودى وحقه التاريخى فى ارض الميعاد.
  • وهو ما يعنى التسليم بالعقيدة الصهيونية فى الصراع وبالتالى تبنى رؤية عدونا فى صراعنا معه، انها الهزيمة العربية الكبرى التى يحلم بها الصهاينة منذ قرن من الزمان.
  • وهو يعنى الاعتراف بان الحركة الصهيونية حركة تحرر وطنى نجحت عام 1948 فى تحرير وطنها المغتصب من الاستعمار العربى الاسلامى والتى يحتفلون بذكراها كل عام فى عيد يطلقون عليه "عيد  الاستقلال  ".
  • واذا كان هذا صحيحا ـ وهو ليس كذلك ـ فان الضفة الغربية وغزة، هى الاخرى، وبذات المنطق، ارض يهودية مما يستوجب تحريرها عاجلا ام آجلا من الاحتلال العربى لها.
  • وسيكون وبالقياس وجودنا نحن ايضا هنا فى مصر وجودا غير مشروعا، فنحن نمثل احتلالا عربيا اسلاميا لاراضى الغير
  • وسيعطى الاعتراف ضوءا اخضر لكل القوى الطائفية فى المنطقة بالسعى لتكرار وتقليد التجربة الصهيونية، وانشاء دولا محررة من الاحتلال العربى ، دولا كردية وشيعية وسنية وزنجية وقبطية ..الخ
  • ان الاعتراف باسرائيل فى حقيقته هو عملية انتحار جماعى، بموجبه تقرر الامة العربية الانتحار وتعترف بان وجودها على هذه الارض هو وجود باطل وغير مشروع على امتداد 14 قرن.
  •  ليس ذلك فقط بل ان الاعتراف بشرعية اسرائيل يعطيها كل الحق فى كل ما تفعله دفاعا عن وجودها وامنها القومى المزعوم.
  • فكل من لا يعترف بها يمثل تهديدا لهذا الأمن عليها ان تطارده وتصفيه اغتيالا او اعتقالا او نفيا او حصارا.
  • وتكون المقاومة الفلسطينية بالفعل ارهابا.
  •  ويكون الارهاب الصهيونى هو دفاعا مشروعا عن النفس.
  • ان الاعتراف هو جريمة تاريخية وعملية انتحار مجنونة ، ناهيك عن كونه استسلاما للعدو.
  •  كما ان التنازل عن الاوطان ليس من صلاحيات احد، حتى الشعوب نفسها، فالأوطان ملكا جماعيا مشتركا لكل الاجيال الراحلة والحالية والقادمة. وليس للجيل الحالى بكامله، الا حق الانتفاع بالوطن فقط ، فليس من حقه التنازل او التفريط او التصرف فيه.
  • ان هناك أكثر من  50 جيلا قبلنا ناضل وقاتل واستشهد لكى تكون هذه الارض لنا.
  • فلسنا نحن الذى جلبناها لانفسنا لكى نملك حق التخلى عنها.

 

  • من هنا فان المهمة الوطنية الملحة الآن  للشعب العربى فى كل مكان هى حماية القلعة المسلحة الاخيرة فى الارض المحتلة  من السقوط.
  • وأول خطوة فى هذا الطريق هو دعمها فى مواجهة العدوان، و تحريرها من الحصار المفروض عليها  لإخضاعها وكسر ارادتها وارغامها على الاعتراف باسرائيل.
  • وهى مهمة شعبية بالدرجة الاولى، بعد أن اعترف النظام الرسمى العربى باسرائيل وطبع ونسق وتواطأ معها لضرب آخر معاقل المقاومة و تصفية القضية.
  • انها معركة كل الأمة وليست معركة فلسطين وحدها.

 

  كلمات مفتاحية