الهلباوي يدعو المصريين لرفض التعديلات الدستورية

الأربعاء 17 أبريل 2019 06:04 ص

أعلن السياسي المصري الذي عرف بتأييده للنظام "كمال الهلباوي"، رفضه للتعديلات الدستورية المقرر طرحها للاستفتاء الشهر الجاري، كونها تتيح للرئيس "عبدالفتاح السيسي" البقاء في الحكم حتى 2030، داعيا المصريين إلى التصويت ضدها.

وفي حوار مع وكالة "الأناضول" التركية، أعرب "الهلباوي"، الذي كان قياديا ومتحدثا رسميا باسم جماعة "الإخوان المسلمون" قبل أن ينشق عنها في 2012، عن أمنيته بحدوث اتفاق بين مصر وتركيا، كما دعا "الإخوان" إلى تطوير أدواتهم للتعامل مع التحديات الراهنة التي تواجهها الجماعة والأمة بدلا من الاعتماد على استراتيجية "الصبر"، موجها عدة رسائل للرئيس الأسبق "محمد مرسي"، وكذلك للشعبين السوداني والجزائري.

"الهلباوي"، أحد أبرز من أيد خطوة الإطاحة بـ"مرسي"، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا، صيف 2013، أوضح أنه قبل بما وصفه بـ"خيار الشعب الذي لم يرتَح لحكم مرسي" بعد عام من توليه المسؤولية، وخرج في تظاهرات ضده في 30 يونيو/حزيران 2013.

وأضاف أن "أناسا يسمون ذلك انقلابا، ولكني أرى في 30 يونيو ثورة كاملة".

وشهدت تلك الفترة حشودا مضادة من جانب مؤيدي "مرسي" ومعارضيه، قبل أن يفاجأ الجميع بـ"عبدالفتاح السيسي" -حين كان وزيرا للدفاع- في 3 يوليو/تموز 2013، يعلن عزل "مرسي"، واختيار رئيس مؤقت لإدارة شؤون البلاد، وهو ما لم يقبل به أنصار الرئيس المنتخب، وفي مقدمتهم جماعة "الإخوان" التي ينتمي إليها.

ووجه "الهلباوي" رسالة لـ"مرسي"، المعتقل منذ الإطاحة به قبل نحو 6 أعوام، قائلا "أتمنى أن يتم ربنا العفو عنه، وأرجو أن يوجه رسالة للقيادات الإخوانية بكيفية إصلاح حال الجماعة، ويعلن أنه غير راغب في العودة للسلطة، ويعلن هزيمته في هذه الفترة، فالانتصارات ربما تكون في مراحل أخرى".

التعديلات الدستورية

ورغم ذلك يرفض "الهلباوي" التعديلات الدستورية، التي اعتمدها، الثلاثاء، البرلمان المصري، تمهيدا لطرحها في استفتاء شعبي، يبدأ الجمعة 19 أبريل/نيسان الجاري.

وقال "الهلباوي"؛ الذي شارك في إعداد دستور 2014، إن مقصد التعديلات هو "التمديد للرئيس"، معربا عن أمله في "أن يكون السيسي رئيسا سابقا يحترم الدستور، ولا يكون ضاغطا على المؤسسات الإعلامية والقضائية، وألا يخشى الحرية والمعارضة طالما كانت سلمية".

واعتبر أن الحديث عن وضع متميز للجيش في التعديلات الدستورية "ليس جديدا لأنه موجود فعليا"، متمنيا أن "يعود (الجيش) لوظيفته الأساسية بشكل كامل في حماية الوطن ومساعدة الأشقاء".

ويضيف: "رسالتي للشعب المصري أن يخرج يوم الاستفتاء ويقول لا لتعديلات الدستور؛ لأن المقصود بها تمديد فترة الرئيس الحالي، وأنا لست ضده، ولكني مع الدستور". 

"الإخوان" مجددا

ويدير "الهلباوي" دفة الحديث نحو "الإخوان" مجددا، قائلا إنه غير متفق مع سعي الجماعة التي تأسست عام 1928، لسلك استراتيجية "الصبر" لمواجهة أزماتها الحالية.

ويرى أن "الاستراتيجية تحتاج لمقومات ودعائم، ولكن بناء المستقبل يتطلب مهارات كثيرة، منها بناء قيادة قادرة على قراءة الواقع، وبناء ورسم خطوات تشكيل المستقبل"، مرجحا أهمية أن "يعود الإخوان لكسب ثقة المصريين مجددا، حتى لو ابتعدوا عن السياسة 10 سنوات".

وطالب الجماعة بـ"الاعتراف بالأخطاء والانسحاب من السياسية 10 سنوات، والتركيز على الإصلاح والتربية والمشروعات الخيرية، والخروج من السرية للعلن".

وفي السياق ذاته؛ أشار "الهلباوي" إلى مبادرته التي حملت اسم "السلم المجتمعي والطريق الثالث"، قائلا "العجيب في الأمر أني عندما طرحت تلك المبادرة، اتهمني الإخوان بأني (أفعل ذلك) نيابة عن النظام، فيما اتهمني النظام بأنها بالنيابة عن الإخوان".

ويعقب قائلا: "هذا ليس صحيح، فأنا أطرحها للأمة لتعريفها بعدوها الحقيقي، وهي الحركة الصهيونية ووليدها إسرائيل والهيمنة الأمريكية".

وشدد على أن المبادرة "غير موجهة للإخوان والسيسي أو لمصر، ولكن لمشاكل الأمة، بغية إشاعة السلام المجتمع والخروج لدائرة الحوار".

وفي أبريل/نيسان 2018، طرح "الهلباوي" تلك المبادرة، بهدف محاولة إنهاء الأزمة المصرية وأزمات الأمة الحالية، وتقوم بشكل رئيسي على تشكيل "مجلس حكماء"، يضم شخصيات عربية وإسلامية ودولية مشهود لها بالنزاهة، لقيادة وساطة تاريخية لحل تلك الأزمات، وقوبلت المبادرة بهجوم شرس من أطراف مؤيدة ومعارضة للنظام المصري.

تركيا ومصر والأمة

وعلى صعيد آخر يتساءل "الهلباوي" مستنكرا: "لماذا الجفاء بين مصر وتركيا، وهذان البلدان نواة دعم كما يفكر البروفسيور الكبير (التركي) نجم الدين أربكان (1926 - 2011)، حتى تكون الأمة قوية؟!".

ويردف "لو أنّ مصر اجتمعت مع تركيا والسعودية وإيران ونيجيريا وباكستان في مشروع، وتعاونت فيها المؤسسات والقوى البشرية، لوجدنا أمة عظيمة لا ترهبها الصهيونية ولا الهيمنة الأمريكية".

ويستطرد: "أتمنى أن يأتي اليوم الذي يصبح فيه مصر وتركيا إخوة، بموجب الروح الوطنية والأخوة، وقس على ذلك مع بقية الدول". 

ودعا السودانيين والجزائريين إلى اليقظة، قائلا: "حتى الآن في الجزائر والسودان، لا زالت هناك محاولات لإعادة النظام القديم بشكل جديد ليقود البلاد في مرحلة قادمة"، مضيفا "هذا نفس ما فعله مبارك عندما تنحى، وعلى الشعوب أن تنتبه وألا تقبل مع سلميتها، بأقل مما أعلنوه من ذهاب النظام الكبير بأكمله".

ويعتقد "الهلباوي" الذي عاش سنوات طويلة في الغرب، أن الإسلاموفوبيا "لن تنتهي بين يوم وليلة"، متوقعا أنها "ستتقدم بتقدم اليمين المتطرف في الانتخابات أو المؤسسات (الغربية)"، محذرا في السياق ذاته من الشعبوية التي ينتجها الرئيس الأمريكي؛ "دونالد ترامب".

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية